شهدت العاصمة الأوكرانية كييف عودة التيار الكهربائي إلى أكثر من 800 ألف منزل، بعد سلسلة من الهجمات الروسية المكثفة، التي استهدفت شبكة الطاقة في مختلف أنحاء البلاد، وتأتي الضربات في وقتٍ يتسارع فيه التحرك الأوروبي نحو استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم المجهود الحربي الأوكراني، في إشارة إلى تصاعد المواجهة الاقتصادية والسياسية بين موسكو والغرب. استعادة جزئية وأعلنت شركة «دي تيك»، أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، أن «العمل الرئيسي لاستعادة إمدادات الكهرباء» في كييف قد اكتمل، مؤكدة استمرار بعض الانقطاعات المحدودة في أحياء العاصمة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية. وأوضحت الشركة أن الفرق الفنية تعمل على مدار الساعة لإصلاح محطات التوزيع والخطوط المتضررة، في أعقاب ما وصفته الحكومة الأوكرانية بأنه «أحد أكبر الهجمات المنسقة على شبكة الطاقة منذ بداية الحرب». طائرات مسيرة والهجمات، التي نُفذت بطائرات مسيّرة وصواريخ، تسببت بإصابة ما لا يقل عن 20 شخصًا في كييف، وألحقت أضرارًا واسعة بالمباني السكنية ومحطات الكهرباء، تاركة مناطق بأكملها في الظلام خلال ليلة الجمعة. ووصفت رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، الضربات بأنها «تصعيد نوعي يهدف إلى شلّ البنية التحتية المدنية والعسكرية معًا»، مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على إعادة تشغيل محطات الطاقة الحيوية قبل حلول الشتاء القارس. استهداف منشآت ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هجماتها استهدفت «منشآت طاقة تُزوّد الجيش الأوكراني بالوقود والطاقة اللازمة للعمليات القتالية»، وأوضحت أن القوات الروسية استخدمت صواريخ كينزال الأسرع من الصوت وطائرات مسيّرة بعيدة المدى في تنفيذ الضربات. ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل إضافية حول الأهداف التي تم ضربها، لكنها أكدت أن «جميع الأهداف المحددة أُصيبت بدقة». استغلال الانشغال وفي خطابه الليلي، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إن موسكو «تستغل تركيز العالم شبه الكامل على احتمال إحلال السلام في الشرق الأوسط لتكثيف ضرباتها على أوكرانيا»، داعيًا إلى تعزيز أنظمة الدفاع الجوي وفرض مزيد من العقوبات على روسيا.