هي دوريات علمية متخصصة تُنشر بانتظام، وتُعنى بعرض أحدث الأبحاث والدراسات في مجالات الطب والصحة. وهي تعد من أهم مصادر المعرفة للأطباء، الباحثين، والطلاب، إذ توفر معلومات موثوقة تساعد على تطوير الممارسات الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية، وتكمن أهميتها في نشر الأبحاث العلمية، تبادل الخبرات والاطلاع المستمر على مستجدات المجال مما يسهم في تطور الممارسات الطبية وتعزيز المهارات، كما تعد مرجعًا موثقًا يُعتمد عليه في وضع السياسات والبروتوكولات الصحية. وتختلف أنواع المجلات، وأهمها المجلات المحكّمة التي تنشر الدراسات العلمية وتخضع للتدقيق من مختصين، المجلات المتخصصة تركز على فرع محدد من الطب، كمجلة في طب الأطفال، الجراحة، التخدير والقلب وغيرها من التخصصات، أمّا المجلات الطبية العامة فتحتوي على معلومات طبية عامة يستفيد منها غيّر المختصين وعامة الناس، مع التقدم التكنولوجي، أصبحت كثير من المجلات الطبية متاحة بصيغة رقمية، مما يسهل الوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان. كما أتاح النشر الإلكتروني سرعة أكبر في عرض الأبحاث الجديدة، وتوسيع قاعدة القراء على مستوى العالم. تاريخ المجلات الطبية طويل ومثير لأنه يعكس تطوّر الطب نفسه وانتقال المعرفة بين الأطباء والعلماء، بدايات المجلات الطبية كانت في القرن السابع عشر، حيث ظهرت أول المجلات العلمية في أوروبا وكانت تضم عامة العلوم بما في ذلك علم الطب، فتأسست أول مجلتين علمتين عام 1665، في إنجلترا وفرنسا، ونُشرت من خلالهما الأبحاث الطبية، ونشأت أول مجلة طبية متخصصة في أدنبره عام 1733 (Medical Essays and Observations) حيث كانت مواضيعها طبية خالصة، لا تخالطها أي علوم أخرى. وبحلول القرن التاسع عشر تأسست كثير من المجلات الطبية، في لندن نشأت أقدم وأهم المجلات الطبية حتى يومنا هذا The lancet عام 1823، وقبلها نشأت The New England Journal of medicine (NEJM) وهي مجلة دورية قائمة منذ 1812 حتى الآن. يعد القرن التاسع عشر ميلادي هو العصر الذهبي للمجلات الطبية، في هذه الفترة، أصبحت المجلات وسيلة رئيسة لتبادل الأبحاث والابتكارات الطبية بدل الكتب وحدها. وفي القرن العشرين شهدت المجلات الطبية انتشارًا عالميًا وزيادة في التخصصات وأُدخل نظام المراجعة المحكمة لضمان جودة الأبحاث وكذلك استخدمت الصور الطبية الفوتوغرافية والجداول والإحصائيات، وأتى القرن الواحد والعشرين وتبنت معظم المجلات الطبية، النظام الرقمي، وأصبحت معظم المجلات متاحة عبر الإنترنت، أغلبها يشترط الاشتراك برسوم سنوية وبعضها مفتوح الوصول (Open Access). أما بالنسبة للمجلات الطبية في عالمنا العربي او الإسلامي فقد تأخرت قليلًا، إذا ما تجاوزنا مخطوطات وموسوعات الرازي وابن سيناء في الطب. أول مجلة طبية كانت مجلة «يعسوب الطب» أسسها الدكتور محمد علي البقلي وكان رئيس مدرسة الطب بالقصر العيني، وهي أول مجلة طبية تصدر باللغة العربية عام 1828. وفي القرن العشرين عصر التوسع والنهضة الطبية، صدرت عدد من المجلات الطبية في البلدان العربية، كمصر والشام والعراق، وفي عام 1979 تأسست المجلّة الطبية السعودية، وهي أول مجلة طبية شهرية سعودية مُحكمة، وكذلك تأسست مجلة طبية في الكويت، وازداد إصدار البلدان العربية خاصة السعودية للمجلات الطبية منذ ذلك الوقت، ليصبح لدينا أكثر من 400 مجلة طبية كثير منها محكّم ورقمي، وتحظى بتصنيف عالمي. كثير من المجلات الطبية العربية تجمع بين اللغتين العربية والإنجليزية لتوسيع الفائدة والوصول العالمي، وتظل المجلات الطبية هي المصدر الأكثر تجددًا والأسهل وصولًا. seniordoctor @