أعلنت حركة تحرير السودان أن فرق البحث انتشلت نحو 100 جثة من تحت الركام في قرية نائية بمنطقة تراسين في جبال مرّة غربي دارفور، بعد انهيار أرضي مدمر. وتخشى السلطات المحلية والجماعات الإنسانية أن يكون عدد الضحايا قد بلغ ما بين 300 إلى 1000 شخص، في ظل صعوبة الوصول إلى القرية التي يُعتقد أنها دُمّرت بالكامل. عمليات إنقاذ محدودة وقال محمد عبد الرحمن الناير، المتحدث باسم الحركة، إن جهود البحث مستمرة لكن الموارد والمعدات شحيحة، مما يعقّد عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا. وأوضح أن الحادثة تمثل كارثة جديدة تضاف إلى سلسلة المآسي التي تشهدها دارفور منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان. من جهته، أفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الحصيلة النهائية للضحايا لم تُحسم بعد بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة الجبلية، مشيرًا إلى أن المسافة الفاصلة عن الخرطوم تتجاوز 900 كيلومتر، وأن الظروف الأمنية المتدهورة تحول دون وصول المساعدات بسرعة كافية. تاريخ من الانهيارات وتقع جبال مرّة، التي يزيد ارتفاعها عن ثلاثة آلاف متر، في منطقة بركانية تُعرف بأمطارها الغزيرة وبرودتها النسبية مقارنة بمحيطها الصحراوي. وتُدرج هذه السلسلة الجبلية ضمن مواقع التراث العالمي. ورغم طبيعتها الفريدة، سبق أن شهدت المنطقة انهيارات أرضية مميتة، أبرزها في عام 2018 حين قضى 19 شخصًا على الأقل وأصيب العشرات. حرب مدمرة تأتي هذه المأساة في وقت يعيش فيه السودان أسوأ أزماته الإنسانية. فمنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، لقي عشرات الآلاف مصرعهم، فيما نزح أكثر من 14 مليون شخص. وقد دخلت مناطق واسعة في دائرة المجاعة، بينما تفشّت الأمراض، ومنها الكوليرا التي أودت بحياة المئات هذا العام. والحرب التي مزقت البلاد اتسمت بفظائع جسيمة، من قتل جماعي واغتصاب وانتهاكات تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ومع انهيار الخدمات الأساسية، يجد السودانيون أنفسهم بين براثن الصراع الدموي والكوارث الطبيعية، في مشهد يضاعف من معاناتهم ويعمّق مأساة دارفور المنسية.