شهد الميدان التعليمي مؤخرًا تحولًا في هيكلة العام الدراسي، بالانتقال من نظام الثلاثة فصول إلى نظام الفصلين، وهو تغيير جوهري يمسّ مباشرة طريقة تعلم طلابنا وإيقاع حياتهم الدراسية. وعلى الرغم من إيجابيات هذا التحول، فإن الطالب قد يواجه مجموعة من التحديات التي تؤثر على تحصيله الأكاديمي وسرعة تكيفه، مما يستدعي من المجتمع التعليمي الوعي المسبق بهذه التغيرات والعمل على إعادة تأهيل وتوعية الطلاب لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة بسلاسة. ومن خلال هذا المقال التوعوي، أهدف إلى تسليط الضوء على محطات التحول الأساسية التي يواجهها الطلاب، إضافة إلى توصيات عملية للتكيف معها. أولا: التغيرات الأساسية التي يواجهها الطالب 1- توزيع المقررات في نظام الفصلين، يدرس الطالب المقرر على مدى فصل كامل، بينما في نظام الثلاثة فصول كان المقرر مقسمًا على فترات أقصر وعدد دروس أقل في كل فصل. هذا يعني زيادة عدد الدروس التي تُدرس في وقت واحد، ما يتطلب قدرة أكبر على تنظيم الوقت والحفاظ على التركيز لفترات أطول. 2- كثافة الحصص مع زيادة عدد حصص كل مادة في الفصل، يزداد الضغط الأكاديمي، وقد يواجه الطالب صعوبة في الاستيعاب إذا لم ينظم وقته للمذاكرة اليومية ومراجعة الدروس أولا بأول. 3- الاختبارات النهائية في النظام الجديد، تجرى الاختبارات النهائية مرتين فقط في العام، مما يزيد حجم المقررات التي تُراجع دفعة واحدة ويقلل فرص التعويض السريع للدرجات مقارنة بالنظام السابق. 4- توزيع الجهد نظام الفصلين يفرض ضغطًا أكبر خلال الفصل الواحد، ما يتطلب من الطالب مهارات عالية في التوازن بين الدراسة والراحة. ثانيًا: توصيات للتجاوز والتكيف إدارة الوقت: توعية وتدريب الطلاب على وضع خطط أسبوعية وجدولة أوقات المذاكرة والمراجعة المستمرة. إستراتيجيات التعلم النشط: استخدام الخرائط الذهنية، والتلخيص الدوري، وحل التدريبات العملية فور الانتهاء من الدرس، مع التأكيد على المراجعة المستمرة. الدعم الأكاديمي المبكر: التدخل السريع لمساندة الطلاب الضعفاء قبل تراكم الفجوات المعرفية، من خلال تصنيفهم وقياس مستواهم ووضع الخطط العلاجية المناسبة. التوازن النفسي والصحي: تكثيف البرامج والأنشطة اللا صفية واللا منهجية، وتشجيع ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية، لإخراج الطلاب من بيئة الصف والحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية. توعية أولياء الأمور: تعريفهم بالتغييرات الجديدة ودورهم في متابعة أبنائهم أكاديميًا ودعمهم نفسيًا وأكاديميًا. ختامًا الانتقال من نظام الثلاثة فصول إلى نظام الفصلين ليس مجرد تعديل في جدول الدراسة، بل هو تحول في إيقاع التعلم وثقافة التحصيل. ونجاح الطلاب في هذه المرحلة مرهون بوعي المجتمع التعليمي بدوره في التوجيه والتأهيل والمتابعة، لضمان أن تكون هذه النقلة خطوة نحو تعزيز جودة التعليم، لا عائقًا أمامه.