قال المستشار أنس محمد الجعوان إن وتيرة العمل المتسارعة تجعل الموظف أو القائد يمر بأيام تبدو فيها المهام بسيطة، بينما يصبح التنفيذ ثقيلًا ومتعثّرًا، مشيرًا إلى أن الدراسات الحديثة تربط هذه الحالة بعدم انتظام الجهاز العصبي، وما ينتج عنه من تراجع في التركيز والطاقة اليومية. وأوضح أن تقارير عالمية تُظهر أن 40% من الموظفين يواجهون صعوبة في الحفاظ على التركيز خلال الساعات الأولى من يوم العمل بسبب توتر متراكم واضطرابات نوم مرتبطة بالجهاز العصبي. كما تنقل بيانات منظمة العمل الدولية أن الإجهاد العصبي قد يؤدي إلى انخفاض الأداء بنسبة 20% في الوظائف التي تعتمد على التركيز العالي. وأضاف الجعوان أن من أبرز المؤشرات على عدم انتظام الجهاز العصبي: صعوبة الاستيقاظ صباحًا، ضعف الانتباه أثناء الاجتماعات، نوبات توتر مفاجئة، وتأجيل المهام البسيطة. أما في بيئة القيادة، فقد يظهر ذلك في قرارات غير متسقة، أو استجابات انفعالية، أو تراجع القدرة على تحفيز الفريق. وشدّد على أن تنظيم الجهاز العصبي ليس أمرًا طبيًا معقدًا، بل يمكن تحسينه عبر إجراءات بسيطة تشمل: ضبط أوقات النوم والاستيقاظ، ممارسة تمارين التنفس أو التأمل قبل العمل، القيام بحركة خفيفة صباحًا لتحفيز الجهاز العصبي، وتقسيم المهام المعقدة إلى خطوات صغيرة للحد من التوتر. وأكد أن التجارب العملية تشير إلى أن الموظفين والقادة الذين يلتزمون بهذه الممارسات يحققون ارتفاعًا في الإنتاجية يتراوح بين 12% و16%، إضافة إلى انخفاض ملحوظ في معدلات الأخطاء وردود الفعل الانفعالية