تعتبر العواصف الترابية من الظواهر البيئية المهمة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز التنفسي للإنسان، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مسبقة مثل: الربو. بناءً على الأدبيات العلمية المتاحة، إليكم مراجعة شاملة لتأثير هذه العواصف على الجهاز التنفسي. التأثيرات التنفسية للعواصف الترابية تعرض العواصف الترابية الأفراد للجسيمات الدقيقة (PM) بأحجام مختلفة، حيث تشكل الجسيمات الأصغر حجماً مصدر قلق خاص بسبب قدرتها على اختراق الجهاز التنفسي بعمق. يمكن للجسيمات الكبيرة أن تعلق في مجرى الهواء العلوي، بينما تستطيع الجسيمات الأصغر (PM2.5) اختراق الشعب الهوائية الصغيرة والحويصلات الهوائية، مما يسبب تأثيرات صحية حادة ومزمنة. التأثيرات التنفسية الحادة تسبب العواصف الترابية عادة أعراضاً تنفسية فورية تشمل: * تهيج العيون والأنف والحلق * السعال والصفير عند التنفس * تفاقم الحالات التنفسية الموجودة مسبقاً * ضيق التنفس * التهاب الجيوب الأنفية أثناء العواصف الترابية، غالباً ما تزداد زيارات أقسام الطوارئ وحالات دخول المستشفى بسبب المشكلات التنفسية. وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت في الصين أن العواصف الترابية والرملية ترتبط بزيادة بنسبة 11.55% في وفيات مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) و12.51% في وفيات أمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة. التأثيرات التنفسية المزمنة يمكن أن يؤدي التعرض طويل المدى لجسيمات الغبار إلى: * التهاب مستمر في مجاري الهواء. * إعادة تشكيل مجرى الهواء المتميز بفرط تنسج الظهارة. * تطور أمراض تنفسية مزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن. * تليف وآفات حبيبية في أنسجة الرئة. * انخفاض وظائف الرئة مع مرور الوقت. أظهرت الأبحاث أن التعرض المزمن يمكن أن يضعف وظائف الرئة مع مرور الوقت، خاصة في الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية أساسية. التأثير على مرض الربو تظهر العلاقة بين العواصف الترابية وتفاقم نوبات الربو نتائج متباينة عبر مناطق مختلفة: أدلة على زيادة تفاقم الربو تشير بعض الدراسات إلى أن العواصف الترابية تساهم في: * ارتفاع معدلات زيارات غرف الطوارئ بسبب تفاقم الربو. * زيادة استخدام الأدوية بين مرضى الربو خلال مواسم العواصف الترابية. * ارتفاع مستويات الأعراض التنفسية بما في ذلك الصفير وضيق التنفس. * تنشيط الاستجابة المناعية من النوع Th2 وزيادة الحمضات في الأطفال المصابين بالربو. أدلة متناقضة بشكل مثير للاهتمام، وجدت بعض الدراسات عدم وجود تأثير كبير للعواصف الرملية على تفاقم الربو: أظهرت بحث سابق من الرياض بالمملكة العربية السعودية عدم وجود زيادة في زيارات أقسام الطوارئ أو دخول المستشفى للربو الحاد لدى الأطفال خلال العواصف الرملية، وهذا لا يعني التعميم كما ناقشنا أعلاه، لأن العواصف تختلف حسب محتواها وحجم ذراتها. تم الإبلاغ عن نتائج مماثلة من دراسات في جنوب شرق آسيا والكاريبي وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية قد يرتبط هذا التناقض بالاختلافات في تركيب الغبار وحجم الجسيمات والعوامل البيئية المحلية عبر مناطق مختلفة. الآليات المرضية الفيزيولوجية تتوسط التأثيرات التنفسية للعواصف الترابية من خلال عدة آليات: * الاستجابات الالتهابية: تحفز جسيمات الغبار الالتهاب في الجهاز التنفسي، كما يتضح من زيادة نشاط البلاعم ووجود علامات التهابية مثل IL-6 وTNF. * الإجهاد التأكسدي: تسبب الجسيمات ضرراً تأكسدياً في أنسجة الرئة. * فرط استجابة مجرى الهواء: خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من حالات موجودة مسبقاً. * التأثيرات الميكروبية المحتملة: قد تحمل جسيمات الغبار البكتيريا والفطريات والفيروسات التي يمكن أن تسبب التهابات تنفسية. الفئات المعرضة للخطر بعض المجموعات أكثر عرضة للآثار التنفسية السلبية من العواصف الترابية: * الرضع والأطفال والمراهقون. * كبار السن. * الأشخاص الذين يعانون من حالات تنفسية موجودة مسبقاً (الربو، مرض الانسداد الرئوي المزمن، التهاب الشعب الهوائية). * المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية. التدابير الوقائية للتقليل من التأثيرات التنفسية أثناء العواصف الترابية، تشمل التدابير الموصى بها: * البقاء في الداخل خلال أحداث الغبار الشديدة. * إيقاف الأنشطة البدنية المجهدة. * استخدام حماية تنفسية مناسبة عند التواجد في الخارج (مثل: الكمامات). * الانتباه لتنبؤات العواصف الترابية والتحذيرات. * الحفاظ على نوافذ المنازل والسيارات مغلقة. * استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل. في الختام، بينما تؤثر العواصف الترابية بوضوح على الصحة التنفسية من خلال آليات مختلفة، فإن تأثيرها على الربو تحديداً يظهر تبايناً إقليمياً. تشير النتائج غير المتسقة المتعلقة بتفاقم الربو إلى أن العوامل المحلية وتركيب الغبار وقابلية الفرد للإصابة تلعب أدواراً مهمة في تحديد النتائج الصحية خلال هذه الأحداث البيئية. بريد القراء طعم الفم عند الاستيقاظ * أنا -الحمد لله- أعاني من أمراض المعدة وزيادة الحموضة، وإذا استيقظت من النوم ليلاً أشعر بمرارة بالفم، مع العلم أنني أحافظ حرفياً على أنواع الأكل ومواعيده، ومع ذلك أحياناً أعاني من هذه المشكلة وأحياناً أشعر بدوار عند الاستيقاظ صباحاً؟ * تغير طعم الفم عند الاستيقاظ قد يكون له أكثر من سبب، منها ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء والذي قد يصل الحلق، وهذا الارتجاع قد يكون ناتجاً عن ارتخاء الصمام بين المعدة والمريء أو قد يكون بسبب توقف التنفس أثناء النوم والذي يسبب الارتجاع، كما أن التنفس من الفم أثناء النوم لأي سبب يسبب تغير طعم الفم. أما أسباب التنفس من الفم أثناء النوم فهي: انسداد الأنف بسبب الحساسية أو اللحمية أو ميلان الحاجز الأنفي، تضخم اللوز أو ضيق الحلق الخلقي وهذا يسبب في العادة الشخير. كما أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن ومرض السكر غير المعالج قد يسبب ذلك. أنصحك بأن تعرض نفسك على طبيبك وأن تستعرض معه هذه الأسباب حتى يتمكن من معرفة السبب وعلاجه أو تحويلك على التخصص المناسب لعلاج المشكلة. أما بالنسبة للدوار صباحاً، فأنصحك بالجلوس في الفراش لمدة دقيقة قبل النهوض منه. الدوار عند الوقوف المفاجئ له أسباب منها هبوط ضغط الدم المفاجئ وهذا قد يحدث عند المصابين بالسكر كما أن فقر الدم قد يسبب ذلك والأدوية الخافضة للضغط. الشخير مع تضخم في اللوز * أعاني من الشخير مع تضخم في اللوز وانحراف وجفاف بالأنف وصداع بسبب الجيوب الأنفية؟ * الأعراض التي ذكرت قد تحدث مع بعضها وتسبب الأعراض التي تعاني منها. لديك أعراض توقف التنفس أثناء النوم التي منها الشخير وجفاف الفم والصداع الصباحي والرغبة في التبول ليلاً والتعرق أثناء النوم والاختناق (الشرقة) وزيادة النعاس أثناء النهار. لا بد من مراجعة مختص وإجراء دراسة النوم إن لزم الأمر لتشخيص المشكلة ومدى شدة توقف التنفس أثناء النوم وتأثير ذلك على مستوى الأكسجين في الدم. وبعد ذلك تحديد نوعية العلاج المناسب. نقص إفراز الغدة الدرقية * أبلغ من العمر 20 عاماً، ولكني منذ 6 سنوات عانيت من نقص إفراز الغدة الدرقية، وبعد اكتشاف المرض تناولت العلاج، وبالفعل أصبحت نسبة الهرمون للغدة الدرقية طبيعية، ولكني ما زلت أعاني من نفس الأعراض وهي (زيادة فترات النوم قد تصل إلى 14 ساعة في اليوم، وعند الاستيقاظ أحس أني أريد النوم مرة ثانية والكسل وبطء الفهم)، وعندما سألت الدكتور قال بسبب اكتشاف نقص الغدة الدرقية بعد 6 سنوات، وأنها تركت بصمات فهل هذا الكلام صحيح أم لا؟ وإن كان لا، فما هي حالتي؟ وهل يوجد لها علاج؟ * تختفي عادة معظم أعراض نقص الغدة الدرقية عند الكبار حال حصولهم على جرعات كافية من الهرمون. المرضى المصابون بكسل أو نقص الغدة الدرقية هم أكثر عرضة لتوقف التنفس أثناء النوم ويستمر معهم هذا التوقف حتى بعد علاج الغدة. لذلك أنصحك بزيارة طبيب مختص في اضطرابات النوم وإجراء اختبار للنوم لمعرفة سبب زيادة النعاس والخمول. الفزع * عندي ابني في الروضة عنيف اللعب، عصبي جداً جداً، يريد أن يأخذ ويفهم كل شيء، ويستيقظ من نومه مفزوعاً وخائفاً يلتفت حواليه، لا يشعر بالأمان إلا بعد ما أضعه في حضني بخمس دقائق، وبعدها يرجع ينام مرة ثأخرى لوحده كأنه لا يوجد أي شيء، تتكرر الأمر أكثر من مرة في الأسبوع؟ * يصاب الأطفال في هذا السن ببعض اضطرابات النوم التي تسبب الفزع لهم أهمها: الارتباك الاستيقاظي أو فزع النوم، وهما اضطرابان حميدان يحدثان في الثلث الأول من النوم في مرحلة النوم العميق، ويزدادان عندما يكون الطفل مرهقاً كما أنهم لا يتذكرونه عند الاستيقاظ ويصعب إيقاظهم أثناء الحالة. ما سبق قوله لا يعني التأكد من التشخيص حيث إن المعلومات غير كافية، أنصحك بمراجعة طبيب مختص للتأكد من التشخيص. حساسية للأصوات أثناء النوم * إنني لا أستطيع النوم بجانب الأشخاص الذين يعانون من الشخير حتى وإن كان الشخص يصدر صوتاً بسيطاً عند نومه، وكذلك أعاني من صعوبة النوم إذا كانت هناك أصوات مرتفعة شيئاً ما، خصوصاً وأني أقطن في حي تكثر فيه الضوضاء. أفيدوني جزاكم الله خيراً، خصوصاً وأني الوحيد في عائلتي الذي أعاني من هذه المشكلة، فالعائلة تستطيع النوم في تلك الأجواء من دون مشكلات؟ * المعلوم أن وظيفة السمع تبقى عاملة خلال النوم، ولكن بصور متفاوتة. ولدى بعض الناس تكون هناك حساسية للأصوات أثناء النوم وهو ما يسبب لك الاستيقاظ. يمكنك أن تضع سدادات في الأذنين خلال النوم للتخفيف من آثار الضوضاء الخارجية أو أن يكون هناك صوت أحادي النغمة أو التوتر وموجود بصورة دائمة خلال النوم أو ما يسمى بالضوضاء البيضاء أي التي تغطي على باقي الأصوات مثل صوت المكيف أو أن تضع مؤشر المذياع على إحدى نهايتي المذياع ليصدر صوتا ثابتا أحادي التوتر يغطي على الأصوات الأخرى التي يصدرها الآخرون. إعداد: أ. د. أحمد سالم باهمام إشراف: عبدالرحمن محمد المنصور