أسست نتائج محادثات الوفود الأمريكية – الروسية التي عقدت في الدرعية مهد عاصمة الدولة السعودية الأولى قبل نحو 6 أشهر، عناصر لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا، وكذلك خطوة نحو الأمام للتفاهم بين الدولتين. وبعد قرابة ثلاث سنوات من تجميد شبه كامل للعلاقات بين البلدين جراء الحرب الروسية الأوكرانية، نجحت الرياض في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وموسكو، وذلك من خلال اجتماع بتوجيه من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. وجاءت تلك الاجتماعات بحضور وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني مساعد العيبان، من أجل تقريب وجهات النظر بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وكذلك أوكرانيا، وهو الأمر الذي يفضي لتعزيز الأمن والاستقرار العالميَّين. جهود تكللت بالنجاح ووفقا للمحللين، استفادت الرياض من التزامها الحياد إزاء الحرب الروسية في أوكرانيا المتواصلة منذ نحو ثلاث سنوات. ووفقا لمراقبين، فإن المملكة حققت نجاحا كبيرا باستطاعتها جمع قوتين عظميين في الرياض لتسوية خلافاتهما وحل نزاع طويل الأمد، وأكدت قوتها الناعمة. كما نجحت في رسم طريق لعودة العلاقات بين واشنطن وموسكو، وتكلل ذلك بالنجاح في قمة ألاسكا، إذ تعد السعودية حليفا تاريخيا للولايات المتحدة في المنطقة، كما بشكل وثيق مع روسيا فيما يتصل بالسياسة النفطية، خاصة وأنها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، قدمت الرياض نفسها كوسيط محتمل، فيما احتفظت في الوقت نفسه بعلاقة وثيقة مع كييف. اجتماع بناء ومثمر ثلاث ساعات هي مدة اجتماع غير تقليدي جمع الرئيسين ترمب وبوتين في قمة بولاية ألاسكاالأمريكية، مساء الجمعة، وصفه الطرفان ب«البناء والمثمر». وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك مع ترمب عقب القمة، الجمعة، إلى أن «تفاهمًا» تم التوصل إليه مع نظيره الأمريكي في ألاسكا قد يجلب السلام إلى أوكرانيا، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية. ويعتبر اللقاء فرصة ممتازة بين الطرفين للمفاوضات والمناقشات التي من شأنها أن توقف الحرب التي راح ضحيتها آلاف القتلى.