«الفردانية» جزء من وعي الإنسان ونضجه، ولكن ما يحدث الآن هو التطرف بعينه، لم يكن خيارًا وإنما جبر في بيئة لا تستوعب، سأشرح ما أقصد ببساطة ولكن تجردوا من أي انحيازات ثقافية، وأفكار سابقة. المجتمعات التي لا تعد «الفردانية» حقًا مدنيًا، تجبر أصحابها على الانعزال، فالعزلة أقرب إلى الفردانية من الانخراط في «ثقافة القطيع». نعم الاندماج في البيئة بكل أعرافها وتقاليدها يجعل من الإنسان «تابع» مغيبًا ليس له شخصية، مجرد منفذ لما طُلب منه. الفردانية في عالمنا اليوم ليست خيارًا، إنما حاجة. فسابقًا كان التابع من أفضل الناس بسبب الجهل العام، والآن مع النضج المعرفي يجب أن تكون لك هوية، وإلا فأنت لا قيمة لك، لا من الناحية العملية ولا حتى الثقافية. إذًا فما الحل في المجتمعات والبيئات الرافضة للفردانية؟ أعتقد أن الأمر يحتاج للوقت فقط، وخلال هذا الوقت فإن الانعزال ليس خيارًا سيئًا. اكتشف مواهبك ومارس رغباتك المفضلة. أعلم بسوء هذا الانعزال، لكنه- مجازًا- «أهون الشرين». أخيرا.. نضج المجتمعات يكمن في تقديرها لمفهوم الفردانية ودعمها لها.