وبخ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وكرر انتقاداته لرئيس المجلس جيروم باول، ودعا مجددا إلى خفض أسعار الفائدة. وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي "لم يفعل مجلس الاحتياطي شيئا لمنع هذا (الأحمق) من إلحاق الضرر بهذا العدد الكبير من الناس.. يتحمل المجلس المسؤولية بالتساوي في عدة جوانب!". ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو المجلس في وقت لاحق من هذا الشهر، وفقًا ل "رويترز". صرح مسؤول كبير في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أنه يتعين على المجلس خفض أسعار الفائدة الرئيسية في وقت لاحق الشهر الجاري، في اختلاف عن رؤية رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي يتعرض لانتقادات حادة من البيت الأبيض بسبب تأجيل خفض الفائدة. وقال كريستوفر وولر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، في خطاب له بمدينة نيويورك الأميركية، إن مؤشرات الضعف تبدو على الاقتصاد، مع تباطؤ إنفاق المستهلكين وفتور مكاسب الوظائف، مشيرًا إلى ضرورة أن يقوم البنك المركزي بخفض تكاليف الاقتراض من أجل تحسين معدلات الإنفاق والنمو قبل أن يضعف سوق العمل بشكل أكبر. وأضاف وولر أن "الاقتصاد ما زال ينمو، ولكن زخم النمو يتراجع بشكل ملموس"، مشيرًا إلى أن هذا التباطؤ يهدد هدف الاحتياطي الفيدرالي بزيادة التوظيف إلى الحد الأقصى، وفقا لوكالة أسوشيتد برس (أ ب). وأشار إلى أن "الرسوم الجمركية سوف ترفع التضخم إلى أعلى من نسبة 2% التي يستهدفها الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، وسوف تواصل ذلك"، مضيفًا أنه يتعين على صناع السياسات "النظر إلى تأثير الرسوم، والتركيز على معدل التضخم الرئيسي، الذي يقترب على حد قوله من نسبة 2% المستهدفة. جدير بالذكر أن كريستوفر وولر من الشخصيات المطروحة لخلافة جيروم باول عندما تنتهي فترة ولايته في مايو 2026، وربما قبل ذلك الموعد إذا ما أقدم ترامب على إقالته في خطوة غير مسبوقة. مجموعة العشرين : استقلالية المصارف المركزية "ضرورية" أكدت دول مجموعة العشرين الجمعة أهمية استقلالية المصارف المركزية، وذلك في ظل توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أشهر، انتقادات لرئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول. ووصل الأمر بترامب الى حد وصف باول ب"الأحمق"، وانتقده مرارا لعدم خفضه معدلات الفائدة بسرعة أكبر. وهو ألمح هذا الأسبوع إلى إمكانية إقالته بتهمة "الاحتيال" على خلفية إدارته لمشروع تجديد مقر المصرف المركزي الأميركي. وقالت مجموعة العشرين في بيان مشترك عقب اجتماع وزراء المالية في جنوب إفريقيا إن "المصارف المركزية ملتزمة بشدة ضمان استقرار الأسعار، بما يتماشى مع صلاحياتها، وستواصل تعديل سياساتها وفقا للمعطيات". أضافت "استقلالية المصارف المركزية أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف"، وذلك في بيان وقعته الولاياتالمتحدة كذلك، ويعد إجماعا نادرا من نوعه. ولم يحضر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الاجتماع الذي استمر يومين في مدينة دوربان الساحلية، ومثّل واشنطن وكيل الوزارة للشؤون الدولية بالإنابة مايكل كابلان. تضم مجموعة العشرين 19 دولة ومنظمتين إقليميتين، ويمثل أعضاؤها أكثر من 80% من الناتج الاقتصادي العالمي. وبذلت المجموعة جهودا حثيثة للاستجابة للتحولات الجذرية في سياسات أغنى أعضائها، الولاياتالمتحدة التي قلبت قواعد التجارة العالمية رأسا على عقب منذ الولاية الثانية لترامب. وأضافت المجموعة أن "الاقتصاد العالمي يواجه حالة متزايدة من عدم اليقين والتحديات المعقدة، بما في ذلك الحروب والصراعات المستمرة والتوترات الجيوسياسية والتجارية".