لم يكن يدور بخلد المدخنين من المبتعثين أن تكون القيمة السوقية العالية لعلبة السجائر في بلدان الابتعاث سببا في إقلاعهم عن التدخين نهائيا أو موقتا، وذلك لحين العودة وشرائها بأسعار أقل. "عبده" طالب بجامعة كيرتن غرب أستراليا تحدث ل"الوطن" عن تجربته مع التدخين بمقر بعثته حيث قال إنه في الوقت الحالي مقلع عن تدخين التبغ منذ ما يقرب من العام ونصف العام، ووصف تجربته مع التدخين في أستراليا بالصعبة، خصوصا من ناحية السعر المرتفع ل"باكيت السجائر". وبحسب عبده يوجد بالسوق الأسترالي نوعان من السجائر،.. المستوردة والمحلية، وتتنوع ماركات التبغ المستورد، فيما يبلغ سعر العلبة التي تحتوي 25 حزمة 18 دولارا، أي ما يعادل 69 ريالا سعوديا. ويشير عبده إلى أنه كان يشتري السجائر بمعدل "باكيت" يوميا، فيما يرتفع السعر عند الشراء في وقت متأخر، ففي أوقات اليوم الاعتيادية وحتى التاسعة ليلا يباع بسعر محدد، فيما يرتفع السعر بعد ذلك الوقت بمعدل دولارين. ويوضح المبتعث أنه كان يضطر لدفع قيمة تذكرة الباص للذهاب لشراء الدخان، ومن ثم العودة لمنزله، وكان مجموع ما يتكلفه شراء الباكيت الواحد يوميا 21 دولارا أستراليا، بما يعادل 80 ريالا، وهو مبلغ مكلف لميزانية الطالب، فاضطره ذلك إلى التوقف عن التدخين، وقد وجد ذلك فرصة لتجنب أخطار التدخين القاتلة، وتوفير ثمن السجائر لشراء أشياء مفيدة. من جانبه قال المبتعث عبدالعزيز بمدينة بيرث إنه قرر وعدد من زملائه الإقلاع عن التدخين، واستعانوا في ذلك بأقراص champix التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، واستمروا على ذلك لثلاثة أشهر لأسباب صحية ومادية، إلا أنهم عاودوا التدخين بعد عودتهم للمملكة لقضاء الإجازة، وبسبب انخفاض سعر علبة السجائر - بحسب قوله - مقارنة بأستراليا. وأضاف عبدالعزيز أنه يقوم بشراء السجائر المحلية في أستراليا، وهو عبارة عن تبغ صاف بالإضافة للرول الورقي، ومن ثم لفه، وتدخينه، وهو أقل سعرا من المستورد، ولكنه حسب قوله رديء، وقد سبب له حساسية بالجيوب الأنفية. وقال طالب مبتعث بجامعة ECU فضل عدم ذكر اسمه "أنا وعدد من زملائه المبتعثين كنا نشتري كميات كبيرة من التبغ أثناء تواجدنا بالسعودية لقضاء الإجازة السنوية، ومن ثم نقوم بشحنها مع الأمتعة، وكانت جمارك مطارات أستراليا تسمح بعدد لا يزيد على 250 حزمة، إلا أنه صدر مؤخرا قرار من مطارات أستراليا بتاريخ 31/ 8/ 2012 يقضي بعدم السماح بإدخال أكثر من علبتي سجائر، وتحسب على كل حزمة إضافية ضريبة قدرها 35 سنتا". الجدير بالذكر أن المحكمة العليا الأسترالية قضت في أغسطس الماضي بتوحيد شكل علب السجائر الموزعة في الدولة، والتي ستحمل اللون الأخضر الزيتوني الباهت، ومن دون علامة تجارية، إضافة لنشر صور لإصابات متضررة جراء تدخين التبغ، وذلك ابتداء من غرة ديسمبر المقبل، وجاءت تلك الخطوة لمكافحة التدخين بعدما شنت وزارتا الصحة، والعدل الأستراليتان حربا ناجحة ضد شركات التبغ. وذكرت مواقع إخبارية عالمية أن نيوزيلندا، وبريطانيا، وفرنسا، وجنوب أفريقيا، ودول أخرى تخطط للسير على نهج أستراليا في مكافحة التدخين الذي يسبب وفاة نحو ستة ملايين نسمة سنويا إثر أمراض مرتبطة بتدخين التبغ، إضافة لتحميل خزانات الدول خسائر بمليارات الدولارات.