تعج مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من الفيديوهات التي يسوق أصحابها لوصفات عشبية مجربة ومضمونة على حد زعمهم لعلاج الكثير من الأمراض البسيطة ووصفات تداوي الأمراض الخطيرة والمزمنة فهذا لعلاج السكر وذاك لتنظيف السموم من الكبد وآخر لعلاج انسداد الشرايين وأعشاب لحرق الدهون، وهذه الوصفات حتى لو كانت أعشابًا طبيعية فهي لم ترخص من هيئة الغذاء والدواء، وكذلك من يسوق لها أشخاص غير معروفين في التخصص بمجال طب الأعشاب. ولا شك أن وسائل التواصل أسهمت بشكل كبير في نشر هذه الخلطات والوصفات فهي سوق مفتوح أمام الجميع وعلى مدار الساعة، إضافة إلى سهولة نشر تلك المقاطع وتداولها خاصة على «الواتساب» ومنصة «X» ويتناقلها الناس من باب حب الخير للغير لا من باب التجربة والمعرفة، ولم يكلف الناشر نفسه لمعرفة فائدة هذه الوصفة وهل لها أضرار جانبية بجانب نفعها، وتجد في المقابل من أوهنه المرض ويبحث عن قشة يتعلق بها ليتعافى من الأسقام فيستخدمها قبل أن يتأكد من فائدتها، والصحيح أن يكون التعامل معها كالتعامل مع الأحاديث الإسرائيلية لا نصدقها ولا نكذبها، ولكن لا نستخدمها حتى تثبت لنا حقيقتها. ومن الاعتقادات الخاطئة اعتبار الأدوية العشبية آمنة تمامًا لأنها منتجات طبيعية، والصواب أنه قد ينتج عند استخدامها آثار سلبية متعددة فتتسبب بعض التركيبات العشبية في هبوط السكر في الدم أو ربما الزيادة منها تسبب قرحات في المعدة أو حساسية في الجلد، وقد يكون لها تأثير على المدى البعيد، وهناك أعشاب تتفاعل مع الأدوية الصيدلانية فكل هذه تؤخذ بالاعتبار، والأدهى من ذلك أن تكون العشبة سامة فبدل أن ينتفع بها المريض تتدهور حالته الصحية، وقد تؤدي آثارها إلى الوفاة لا سمح الله. والملاحظ أن الفيديوهات التي تسوق للخلطات العشبية مقاديرها ثابتة مع كل المرضى، وهي محددة بعدد ملعقة صغيرة أو ملعقة كبيرة، ولم تراعِ وزن المريض وعمره، وهل يشتكي من أمراض أخرى، ومن هذا الباب الحاجة ملحة لوجود مراكز متخصصة في الأعشاب يكون دورها استشاريا وتوجيهيا وتوعويا للمريض من الآثار المصاحبة عند استخدام الأعشاب وكذلك مدى فائدتها. عموما.. تثبت قبل نشر أي مقطع يروج لأعشاب أو خلطات مجهولة المصدر والتركيب لسلامتك وسلامة الآخرين.