الخوف والقلق من المشاعر الطبيعية التي يمر بها الإنسان، فهي ردود فعل فطرية تسهم في تحفيز الحذر واتخاذ القرارات بحذر. إلا أن هناك بعض الأشخاص يعانون من المبالغة في الخوف والقلق، حيث يصبح الأمر خارج نطاق التحكم الطبيعي ويؤثر بشكل سلبي في حياتهم اليومية. فالخوف المبالغ فيه والقلق المستمر يمكن أن يؤدي إلى توقع الأسوأ في جميع المواقف، ما يحد من قدرة الفرد على التفاعل بشكل صحي مع تحديات الحياة. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى المبالغة في الخوف والقلق، مثل التجارب السابقة السلبية فالشخص الذي مر بتجارب مؤلمة أو صدمات نفسية في الماضي قد يحمل هذه الذكريات ويعيد تذكرها بشكل مبالغ فيه في المواقف الحالية. هذه التجارب تؤدي إلى استجابة عقلية وعاطفية تتجاوز ما هو طبيعي. كما أن الفرد إذا نشأ في بيئة مشحونة بالتوتر أو القلق، قد يتعلم أن يتوقع الأسوأ بشكل طبيعي. يمكن أن يكون هذا ناتجًا عن التعامل المستمر مع أفراد دائمي التوتر أو القلق. وحياة اليوم تزيد من حالة عدم الشعور بالأمان أو الثقة فبعض الأحيان ندخل في صراع مزمن مع المتغيرات والبيئة المحيطة وحرب المقارنات، وحالة مستمرة من القلق المفرط والشعور بعدم الأمان الداخلي أو نقص الثقة بالنفس.. وهذا نتيجة التفكير السلبي المستمر الذي يميل الشخص من خلاله إلى التركيز فقط على الأسوأ في كل موقف. هذا التفكير يعزز مشاعر الخوف والقلق بشكل دائم. وحرمان من النوم وأرق. وهذا ما جعل مصطلح «الأمراض النفسجسمانية» ينتشر مؤخرًا وبشكل واسع، وهي تلك الأمراض التي تنشأ نتيجة للتفاعل المتبادل بين العوامل النفسية والجسدية، حيث تتسبب المشاعر، التوترات النفسية، أو الاضطرابات العقلية في ظهور أعراض جسدية أو حتى في تفاقمها. ومن جهة أخرى، قد تؤدي الأمراض الجسدية إلى تأثيرات نفسية تؤثر في الحالة العقلية والعاطفية للشخص. من المهم أن نتعلم كيفية التعامل معها بشكل فعال، ولعل أولى الخطوات أن نكون مدركين للأفكار السلبية التي تراودنا ولا نجعلها حبيسه لدواخلنا. يمكن استخدام تقنيات مثل الكتابة أو التأمل لمراقبة هذه الأفكار وتقييم مدى واقعيتها. وألا نتساهل في أي عارض نفسي، لأن كرة الثلج المرضية ستتدحرج وتكبر بلا تراجع.