ودّع نادي النصر السعودي بطولة النخبة الآسيوية بطريقة مؤلمة، بعد خسارته أمام كاواساكي فرونتال الياباني، في سيناريو يعكس حجم الفوضى الفنية والإدارية التي يعيشها الفريق هذا الموسم. الخروج الآسيوي على مشهد ومرأى مسيري النادي بعد التعثر في مباراة مفصلية، بمثابة شهادة حية على حالة خذلان تضاف إلى قائمة الإخفاقات في ثلاث بطولات - الدوري - كأس الملك- وختامها البطولة الحلم التي كان يعول عليها عشاق العالمي كطوق نجاة للهروب من موسم بلا ألقاب. المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي فرض على نادي النصر من خلال اختيار أبسط ما يقال عنه أنه القشة التي قصمت ظهر البعير، فشل في تقديم ما يثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب وتسبب في خروج الفريق من جميع الاستحقاقات بشكل عجيب، توج بأنهيار مؤسف أمام كاواساكي على حساب آمال وتطلعات المدرج النصراوي العاشق. مواجهة الفريق الياباني ظهر فيها النصر كفريق تائه، يفتقد للهوية، وعاجز عن مجاراة خصمه بدنيًا وذهنيًا. وأهم الأسباب كان المدرب الأصلع في اختياراته الفنية وقراءته الضعيفة للمباراة التي أخرجت الفريق من البطولة، وأكدت أن المشروع الفني الذي قاده لم يكن على مستوى التطلعات، ولا تُعفى الإدارة النصراوية من المسؤولية، فهي من اختارت بيولي، وهي من باركت استمرار المسار الخاطئ رغم وضوح الإخفاق. غابت المحاسبة، وتراجعت الرؤية الفنية، وتحولت وعود التطوير إلى شعارات لا تنعكس داخل الملعب. إدارة النصر، التي تمتلك الموارد والدعم، فشلت في تسخيرها بالشكل الصحيح، وتركت الفريق في مهب قرارات غير مدروسة. أما اللاعبون، فقد كانوا صورة أخرى من صور الخذلان. أسماء كبيرة على الورق، لكنها غابت في الميدان، وبدت بلا روح ولا مسؤولية. الأخطاء الفردية، واللامبالاة، وتكرار الانهيار تحت الضغط، كلها مشاهد تكررت، وفي البطولة الآسيوية بلغت ذروتها بعد ليلة الجوهرة الحزينة. من المؤسف أنه لم يظهر من يقود الفريق أو يُحدث الفارق، وكأن القميص الأصفر لم يعد يُلهم من يرتديه. جماهير النصر، التي لم تتخلَ عن فريقها رغم تكرار الخيبات، خرجت مرة أخرى محبطة، تسأل نفسها: إلى متى؟ فالموسم الذي بدأ بطموح المنافسة على كل البطولات، انتهى بخروج صادم من آسيا، وابتعاد محلي، وخيبة تُضاف إلى سجل المواسم المؤلمة. النصر اليوم يقف عند مفترق طرق، إما التغيير الحقيقي، أو استمرار نزيف الاخفاقات والضحية عشاق اللون الأصفر. لقد آن الأوان لإعادة النظر في كل شيء، من أعلى الهرم الإداري وحتى أبسط التفاصيل داخل الفريق. الخروج من كاواساكي هو رسالة قاسية مفادها: النصر بحاجة إلى ثورة تصحيح شاملة، قبل أن تفقد الجماهير ما تبقى من ثقة وأمل.