في مشهد ملهم يختصر عقودًا من الطموح، تدير سعوديات اليوم مصانع بكفاءة واقتدار، يصدرن منتجات وطنية إلى أسواق أوروبا والعالم، ويمثلن نموذجًا مشرفًا لنجاح المرأة السعودية في ميدان كان حكرًا على الرجال لعقود. لقد تحولت الفتاة السعودية من متلقٍّ للفرص إلى صانعة لها، من الحلم إلى التأثير الحقيقي على اقتصاد الوطن. هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة لرؤية طموحة أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حملت عنوان رؤية السعودية 2030. هذه الرؤية لم تكتفِ بتمكين المرأة، بل أعادت رسم خريطة التنمية السعودية، فشملت الإنسان والمكان والاقتصاد والثقافة، حتى باتت السعودية اليوم موطنًا لأكثر من 12.000 مصنع، يعمل بعضها بأيدٍ نسائية خالصة. الفتاة السعودية اليوم تصنع وتبرمج وتبتكر. نراها في خطوط الإنتاج، في مراكز الأبحاث، في قطاع الفضاء والتقنية والذكاء الاصطناعي، تؤكد للعالم أن تمكين المرأة ليس شعارًا بل واقعا حيا ومثمرا. التطور لم يكن فقط على صعيد الإنسان، بل شمل المكان أيضًا. فالمناطق الصناعية انتشرت في أنحاء المملكة، وارتفعت المعايير لتضاهي الدول الصناعية الكبرى. أصبحت السعودية بيئة جاذبة للاستثمار، حاضنة للإبداع، وساحة لإطلاق الطاقات البشرية الكامنة. هذا النمو السريع في الصناعة والتمكين يؤكد أن التحول الوطني يمضي بخطى واثقة. فما يحدث اليوم هو كتابة لتاريخ جديد، بطلاته فتيات سعوديات اخترن أن يكنّ في الصفوف الأولى، يدفعن بعجلة الإنتاج، ويرفعن اسم الوطن عاليًا. في كل مصنع تديره فتاة سعودية، وفي كل منتج يحمل شعار «صنع في السعودية»، قصة فخر واعتزاز، ورسالة مفادها أن المملكة قادرة على صناعة المستقبل بأيدي أبنائها وبناتها.. وإلى الأمام إلى أعالي التقدم والتطور.