سعر برميل النفط ينخفض إلى 63.93 دولار    سفير المملكة في الأردن يؤكد أهمية تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    غرفة مكة المكرمة تعزز دور القطاع الخاص لتحسين تجربة ضيوف الرحمن    تعليم الطائف يعقد الاجتماع الأول للجنة الشراكات والاتفاقات    كوشنر: تسوية ملف مقاتلي حماس في رفح مدخل للانتقال إلى المرحلة الثانية    «الضبابية» لا تخدم السوق    استبعاد تمبكتي من معسكر الأخضر.. واستدعاء الشهراني وكادش    المدرهم يطير ببرونزية الأثقال في إسلامية الرياض 2025    ناجلزمان: لا وقت للتجارب وهدفنا التأهل للمونديال    "أمانة حائل" تحصد جائزة الشمولية الرقمية    «الشورى» يدعو مركز المناطق الاقتصادية في الرياض لاستكمال البناء المؤسسي والخطة الإستراتيجية    ضبط 21647 مخالفاً للإقامة والعمل وأمن الحدود    «التواصل الحضاري» ينظّم ملتقى التسامح    95 مليون ريال لصيانة ونظافة وتشغيل 1400 مسجد وجامع في المملكة    الذكاء الصناعي سلاح ذو حدين    الديوان الملكي: وفاة وفاء بنت بندر    لجان الكرة وقرارات غائبة أو متأخرة    شلوتربيك أولوية لبرشلونة في يناير    في ختام دور المجموعات بمونديال الناشئين 2025.. الأخضر يواجه نظيره المالي للعبور لدور ال 32    ثمن دعم القيادة الرشيدة للقطاع.. العوهلي: 24.89 % ارتفاع توطين الإنفاق العسكري    وسط ضغوط على المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. الاحتلال يمنع خروج المحاصرين في أنفاق رفح    علامات تكشف مقاطع الفيديو المولدة بال AI    خادم الحرمين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء الخميس    تحت رعاية ولي العهد.. تنظيم المؤتمر العدلي الدولي الثاني بالرياض    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزارة العدل تُنظم المؤتمر العدلي الدولي الثاني 23 نوفمبر في الرياض    أمريكي يبحر 95 كيلومتراً داخل يقطينة    يوثق التحولات التاريخية والحضارية للمشاعر.. «الدارة» تطلق ملتقى تاريخ الحج والحرمين    وعكة صحية تدخل محمد صبحي المستشفى    1.7 مليون دولار تعويضاً على تنمر النظارات    تعاون سعودي- إماراتي لمكافحة جرائم الفساد    يتباهون بما لا يملكون    تقديراً لجهودها في إبراز خدمات المملكة لضيوف الرحمن.. نائب أمير مكة يكرم وزارة الإعلام بمؤتمر الحج    ممرض ألماني يخدر المرضى ليهنأ بليلة هادئة    موانع حمل للرجال (1)!!؟    خديعة القيمة المعنوية    الأخضر تحت 19 عاماً يدشن تدريباته في معسكر الأحساء استعداداً لكأس آسيا    تداول 197 مليون سهم    أزمة الأطباء الإداريين    رئيس جامعة جازان يطلق منصة "ركز" للاستثمار المعرفي    القصيم: فرع الشؤون الإسلامية يُتعامل مع 1169 بلاغًا خلال الربع الثالث    "مسام" ينزع (1.044) لغمًا من الأراضي اليمنية خلال أسبوع    البنيان يرعى «التعليم المنافس» في «الملك سعود»    «الرياض الصحي»: البحث العلمي شريكٌ محوري في التحول الصحي    «سعود الطبية» تعيد الحركة لمفصل كوع بعد 10 أعوام من العجز    إصابة جديدة في تدريبات المنتخب السعودي    تصاعد أرقام نازحي السودان    مفاوضات عالقة والاحتلال يتعنت    جامعة أمِّ القُرى الشَّريك المعرفي والابتكاري لمؤتمر ومعرض الحج في نسخته الخامسة    مطالبة المناطق الاقتصادية بالرياض باستكمال البناء المؤسسي    رجال أمن الحرمين قصص نجاح تروى للتاريخ    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير فرع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بالمنطقة    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ذاكرة بصرية لتأريخ الحج وعمارة الحرمين    إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. رئيس هيئة الأركان العامة يُقلِّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. منح رئيس «الأركان» الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز    أمير نجران يلتقي مدير فرع «عقارات الدولة»    فهد بن سلطان: هيئة كبار العلماء لها جهود علمية ودعوية في بيان وسطية الإسلام    تناولوا الزنجبيل بحذر!    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة السعودية نموذج ملهم للتحدي والنجاح
نشر في الرياض يوم 24 - 04 - 2025

ارتفاع نسبة مشاركة النساء في سوق العمل إلى 35 % في 2023
تمكين المرأة السعودية اجتماعيًا واقتصاديًا يُعد من الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تهدف الجهود إلى تعزيز دور المرأة كشريك فعال في التنمية المستدامة، وزيادة مشاركتها في مختلف المجالات، إن أبرز الجوانب التي تسهم في هذا التمكين: التمكين الاجتماعي تحسين التشريعات: سنّت المملكة قوانين تحمي حقوق المرأة، مثل تعديل نظام الأحوال الشخصية ورفع القيود على السفر والعمل والتعليم: إتاحة فرص التعليم العالي للنساء، مع زيادة نسب التحاقهن بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة بالاضافة إلى المشاركة في الحياة العامة: تمكين المرأة من المشاركة في المجالس البلدية والهيئات القيادية، وتعزيز تمثيلها في المؤسسات الحكومية والخاصة كما تم التوعية والمبادرات الثقافية: إطلاق برامج لتعزيز الوعي بدور المرأة في المجتمع ومكافحة الصور النمطية بالإضافة إلى التمكين الاقتصادي، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل: تم تبني سياسات تهدف إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة، من خلال دعم ريادة الأعمال وبرامج التدريب، والتوسع في القطاعات المتاحة: إتاحة الفرص للمرأة للعمل في مجالات كانت تقليديًا حكرًا على الرجال، مثل القانون والهندسة والطيران، بالإضافة إلى الدعم المالي: توفير برامج تمويل ميسرة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء، تحسين بيئة العمل: تطبيق قوانين تضمن بيئة عمل آمنة وعادلة، مثل نظام مكافحة التحرش ودعم التوازن بين العمل والحياة الأسرية، تستمر المرأة في خدمة المجتمع والوطن بشكل أوسع، حيث قامت بدور ملموس في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية، كما أنها تشارك في صناعة القرار ومراقبة الأجهزة الحكومية، كما أنه تم إصدار أمر ملكي بتعيين أول امرأة سعودية في منصب مساعد رئيس مجلس الشورى كتشريف وتتويج ودعم للمرأة السعودية إضافة إلى دعم وتعزيز للمرأة السعودية، إن التشريعات الجديدة في المملكة وفي أنظمة اللوائح المرتبطة بالمملكة فقد تؤكد بأن المرأة لها دور مهم في دعم الاقتصاد الوطني والخطط التنموية الشاملة، بالإضافة إلى الإسهام في رفع تنافسية المملكة العربية السعودية إقليميا وعالميا، وذلك جعلها محط لأنظار العالم والحديث عنها، بالإضافة إلى منحها الثقة الكاملة، وأنها على قدر عالٍ وكامل من المسؤولية، ومن هنا نجد أن رؤية 2030 ركزت على المرأة، وذلك من خلال مشاركتها في جميع المجالات واستثمار طاقتها، بالإضافة إلى تقديم خدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، و تهدف رؤية 2030 إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومن ضمن التحولات في مشاركة السعوديات في سوق العمل هو زيادة معدلات التوظيف، حيث إن نسبة مشاركة المرأة السعودية ارتفعت في سوق العمل، بالاضافة إلى قطاعات العمل الجديدة، حيث تم توسيع نطاق عمل السعوديات ليشمل مجالات كانت مقتصرة على الرجال سابقًا، مثل القطاع الصناعي، والقطاع التقني، وقطاع السياحة والترفيه، إن المرأة السعودية أظهرت تميزاً كبيراً في ريادة الأعمال، مع دعم حكومي متزايد من خلال برامج مثل "منشآت" و"برنامج دعم الأسر المنتجة".
أبرز المبادرات الحكومية لتمكين المرأة
تم إدخال العديد من التعديلات القانونية المهمة، مثل السماح للمرأة بالسفر دون إذن ولي الأمر، وتمكينها من قيادة السيارة منذ عام 2018، إلى جانب تعزيز حقوقها القانونية في الزواج والطلاق والحضانة والنفقة، وإطلاق نظام الأحوال الشخصية الذي يحفظ حقوق المرأة بشكل متوازن ويضمن العدالة. كما شهدت بيئة العمل تحسينات كبيرة، حيث تم إصدار قوانين لمكافحة التمييز والتحرش، وضمان بيئة عمل آمنة وداعمة للمرأة، وعلى الصعيد الاقتصادي، تم إطلاق برامج ومبادرات لدعم توظيف المرأة مثل برنامج "هدف" الذي يقدم تدريبًا ودعمًا ماليًا لتوظيفها في القطاع الخاص، إضافة إلى مبادرة "وصول" لتوفير وسائل نقل للنساء العاملات، كما شُجعت ريادة الأعمال النسائية من خلال برامج تمويل مثل "منشآت"، وتيسير إجراءات تراخيص الأعمال التجارية، أما في مجال التعليم والتدريب، تم تعزيز مشاركة المرأة في التعليم العالي، خصوصًا في مجالات الهندسة والعلوم والتكنولوجيا، مع توفير برامج تدريبية متخصصة مثل "مسك" و"هدف" لإعدادها لسوق العمل المستقبلية. كما تم تمكين المرأة في المناصب القيادية، حيث تولت لأول مرة مناصب وزارية وانضمت إلى مجلس الشورى، بالإضافة إلى تمثيلها في هيئات حكومية بارزة مثل النيابة العامة والسلك الدبلوماسي، تعكس المبادرات الحكومية السعودية التزامًا حقيقيًا بتمكين المرأة كجزء أساسي من تحقيق التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة، فمن خلال تعزيز حقوقها وإزالة العوائق التي تحول دون مشاركتها الكاملة في المجتمع، استطاعت المملكة أن تضع المرأة في مكانة جديدة تُبرز قدراتها وإسهاماتها في بناء اقتصاد قوي ومتنوع، كما أن هذه الجهود المتواصلة تعكس إيمان القيادة السعودية بأن تمكين المرأة ليس مجرد خيار بل ضرورة لتحقيق التنمية الشاملة التي تضع الإنسان في قلب الأولويات، ومع التغيرات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المملكة، أصبحت المرأة السعودية نموذجًا ملهمًا للتحدي والنجاح، حيث استطاعت أن تثبت جدارتها في مختلف القطاعات، سواء في المناصب القيادية أو المشاريع الريادية أو الإسهامات المجتمعية، كما أن المملكة بتلك الجهود لا تعزز فقط مكانة المرأة داخليًا، بل تسهم في تقديم صورة إيجابية عن تطور المجتمع السعودي أمام العالم، مما يعزز مكانتها في المحافل الدولية، هذا التوجه الطموح نحو تمكين المرأة يتماشى مع الرؤية الشاملة للمملكة، التي تسعى لتحقيق التكامل بين جميع مكونات المجتمع، رجالًا ونساءً، لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة، ومع استمرار هذه المبادرات، يُتوقع أن يشهد دور المرأة المزيد من التطور والابتكار، بما يعزز من قدرتها على المساهمة الفاعلة في بناء وطن قوي ومجتمع مزدهر يتسع للجميع.
من الظل إلى الصدارة
قبل انطلاق رؤية المملكة 2030، كانت مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل محدودة ومحاطة بتحديات اجتماعية وثقافية وقانونية. وعلى الرغم من أن المرأة السعودية كانت تحقّق حضورًا أكاديميًا قويًا، إلا أن فرص توظيفها ظلت محصورة في نطاق ضيق، مثل التعليم والصحة وبعض الوظائف الإدارية المحدودة، شهدت بداية العقد الأخير تحولات جذرية، حيث بدأت المملكة خطوات فعلية نحو تمكين المرأة اقتصاديًا، استجابة للتغيرات العالمية ومتطلبات التنمية الوطنية. ومع إطلاق رؤية 2030، تم وضع تمكين المرأة ضمن أولويات الدولة، ليس فقط كقضية مساواة، بل كرافد اقتصادي حيوي، بدأت المرأة السعودية تخرج من دائرة "العمل في الظل" إلى المشاركة المباشرة والبارزة في قطاعات متعددة، مستفيدة من القوانين المحدثة والفرص المستحدثة. ومع تطور المنظومة التعليمية، والتوسع في البرامج المهنية والتقنية، أصبحت النساء أكثر تأهيلاً لدخول سوق العمل بمهارات عالية، هذا التحول التاريخي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مسار إصلاحي ممنهج ساهم في إعادة تعريف دور المرأة في الاقتصاد الوطني.
قرارات تصنع الفرق
شكّلت السياسات الحكومية حجر الأساس في دعم دخول المرأة السعودية إلى سوق العمل، من خلال سنّ تشريعات وتنفيذ مبادرات ركزت على تعزيز المساواة وتوفير بيئة عمل آمنة ومحفزة. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بالتعاون مع برنامج "رؤية 2030"، أطلقت سلسلة من المبادرات، أبرزها برنامج "قرة" لدعم حضانة أطفال العاملات، و"وصول" لتيسير تنقلهن، مما أزال عقبات كانت تمنع كثيرات من الالتحاق بالوظائف، كما شملت الإصلاحات تعديل أنظمة العمل التي كانت تعيق التوظيف النسائي، مثل السماح للمرأة بالعمل في جميع القطاعات، وإلغاء شرط موافقة ولي الأمر، وإقرار أنظمة تحمي المرأة من التمييز والتحرش في بيئة العمل، بالإضافة إلى ذلك، وفّرت الدولة برامج دعم مادي وتدريبي لتأهيل النساء وتمكينهن من خوض سوق العمل بكفاءة، مثل برامج "هدف" التي تدعم التوظيف وتغطي جزءًا من الرواتب لفترات محددة، كل هذه الجهود مجتمعة عززت من حضور المرأة السعودية في الوظائف المختلفة، وفتحت أمامها مسارات جديدة كانت مغلقة سابقًا، لتصبح عنصراً فاعلاً في التنمية الاقتصادية
توسع الفرص
شهدت السنوات الأخيرة توسعًا كبيرًا في الفرص الوظيفية المتاحة للمرأة السعودية، إذ لم تعد مشاركتها مقتصرة على قطاعات محددة مثل التعليم أو الصحة، بل امتدت لتشمل مجالات كانت حكرًا على الرجال، مثل الأمن، المحاماة، والهندسة، بالإضافة إلى قطاعات التقنية، السياحة، والخدمات اللوجستية، ووفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء، ارتفعت نسبة مشاركة النساء في سوق العمل من نحو 17 % في عام 2017 إلى أكثر من 35 % بحلول عام 2023. هذه القفزة النوعية تعكس حجم التغيرات والتسهيلات المقدمة، إلى جانب تنامي الوعي المجتمعي بأهمية مشاركة المرأة، كما وفّرت الجهات الحكومية والقطاع الخاص برامج تدريب وتأهيل متخصصة لتطوير مهارات النساء في مختلف المجالات، مما جعل فرصهن أكثر تنوعًا، سواء في الوظائف التقليدية أو الحديثة المرتبطة بالتحول الرقمي، هذا التوسع لم يكن رقميًا فقط، بل نوعيًا أيضًا، حيث بدأت المرأة السعودية تحتل مناصب قيادية في الشركات، والمؤسسات الحكومية، وحتى في المجالس الإدارية. كل ذلك يعكس انتقالها من دور تكميلي إلى دور رئيس ومؤثر في الاقتصاد الوطني.
ريادة تصنع الفرق
لم تكتفِ المرأة السعودية بدخول سوق العمل فحسب، بل خطت خطوات واسعة نحو ريادة الأعمال، لتصبح مالكة ومبادِرة في مشاريعها الخاصة، وليس مجرد موظفة. فمع التسهيلات الحكومية والدعم المتزايد من الجهات التمويلية مثل بنك التنمية الاجتماعية وصندوق هدف، ارتفع عدد السجلات التجارية المملوكة لسعوديات بشكل ملحوظ، خصوصًا في مجالات مثل الأزياء، التجميل، التقنية، المقاهي، والخدمات المنزلية. وأصبحت البيئة الريادية أكثر جاذبية بفضل تسهيل الإجراءات، وتوفير حاضنات أعمال ومراكز إرشاد وتدريب تُعنى بتأهيل المرأة وتزويدها بالمهارات اللازمة لنجاح مشاريعها. كما أن التحولات الاجتماعية ساعدت على تعزيز الثقة في قدرات المرأة كرائدة أعمال، إذ أصبحت بعض السعوديات نموذجًا يُحتذى به في المجتمع، وحققن نجاحات لافتة على المستويين المحلي والدولي. هذا التوجه الريادي لا يعكس فقط طموح النساء، بل يُعد مؤشرًا حيويًا على تحوّل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد قائم على التنوع والفرص، حيث تلعب المرأة فيه دورًا قياديًا ومؤثرًا.
أثر يتجاوز الأرقام
مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل لم تكن مجرد ارتفاع في نسب وإحصاءات، بل أحدثت أثرًا فعليًا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. فعلى الصعيد الاقتصادي، أسهم دخول النساء إلى مجالات جديدة ومتنوعة في تعزيز الإنتاجية ورفع كفاءة سوق العمل، كما أسهم في خفض معدلات البطالة بين النساء بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وعلى المستوى الاجتماعي، عزز تمكين المرأة من استقلاليتها ودورها في اتخاذ القرار داخل الأسرة وخارجها، مما ساعد على خلق توازن أفضل بين الجنسين وأدى إلى تغيير تدريجي في بعض المفاهيم التقليدية. كذلك، انعكس هذا الحضور الفاعل للمرأة في تحسّن تصنيف المملكة في عدد من المؤشرات الدولية المتعلقة بتمكين المرأة والمساواة في الفرص، مثل مؤشر التنافسية العالمية ومؤشر التمكين الاقتصادي. هذا الأثر المتكامل يؤكد أن تمكين المرأة ليس خيارًا، بل ضرورة تنموية تخلق مجتمعًا أكثر توازنًا واقتصادًا أكثر تنوعًا واستدامة.
التحديات والطموحات المستقبلية
على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته المرأة السعودية في سوق العمل، إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجهها، من أبرزها التفاوت في الفرص بين الجنسين في بعض القطاعات، والقيود الاجتماعية التي قد تقيد حرية التنقل أو العمل في بعض الوظائف. كما أن المرأة السعودية تواجه تحديات في الوصول إلى المناصب القيادية العليا في بعض المجالات، مما يتطلب مزيدًا من الدعم في برامج التوجيه والتدريب المتخصص. مع ذلك، تتطلع المملكة إلى تعزيز دور المرأة في الاقتصاد الوطني من خلال رفع نسبة مشاركتها في القطاعات المتقدمة، خاصة في التكنولوجيا والابتكار. رؤية 2030 تهدف إلى تحقيق مشاركة متكافئة بين الجنسين في سوق العمل بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب استكمال المسار الإصلاحي وزيادة الوعي المجتمعي. مع هذا الزخم، من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تغييرات جذرية تساهم في تحقيق تمكين أكبر للمرأة السعودية، ما يجعلها جزءًا أساسيًا في بناء مستقبل المملكة.
إن مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل قد شهدت تحولات جذرية وغير مسبوقة في السنوات الأخيرة. هذا التحول لم يكن عفويًا أو محدودًا بل كان نتيجة سلسلة من الإصلاحات الحكومية الرامية إلى تمكين المرأة في مختلف المجالات. رؤية المملكة 2030 وضعت المرأة في صلب اهتمامها باعتبارها عنصرًا حيويًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسعت لتوفير بيئة قانونية، ثقافية، ومهنية تسهم في زيادة مشاركتها الفعالة في سوق العمل، لقد ساعدت التشريعات الحديثة مثل تعديل نظام العمل وإلغاء القيود التي كانت تحد من حرية المرأة في التنقل والعمل، على فتح الأبواب أمام النساء في مختلف القطاعات، من التعليم، والصحة، والهندسة، إلى المجالات الحديثة مثل التكنولوجيا والابتكار. هذه الإصلاحات جعلت المرأة السعودية تكتسب مكانة مهمة في سوق العمل وتزيد من حجم مشاركتها في الاقتصاد الوطني، كما أسهمت في تحسين تصنيف المملكة في المؤشرات العالمية الخاصة بالتمكين الاقتصادي والمساواة بين الجنسين، إضافة إلى ذلك، استطاعت المرأة السعودية أن تثبت جدارتها في ريادة الأعمال، حيث شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في عدد المشاريع التجارية التي تملكها نساء، وفي مجالات متنوعة تتراوح بين الأزياء، والتجميل، إلى التكنولوجيا والخدمات. هذه الريادة أكدت أن المرأة ليست فقط قادرة على الإسهام في الاقتصاد الوطني بل قادرة على الابتكار وبناء مشاريع تجارية ناجحة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجه المرأة السعودية في طريقها نحو تمكين كامل. فبالرغم من الإنجازات التي تم تحقيقها، إلا أن بعض القيود الاجتماعية، والتمييز في بعض القطاعات، والصعوبات في الوصول إلى المناصب العليا لا تزال تشكل تحديات حقيقية. ومع ذلك، فإن الطموحات المستقبلية لا تزال كبيرة. رؤية المملكة 2030 تهدف إلى زيادة نسبة النساء في سوق العمل بشكل مستدام، وتعزيز دورهن في قيادة الاقتصاد الوطني. وفي ظل هذا الزخم، من المتوقع أن تستمر الجهود لتعزيز دور المرأة، ليس فقط في توفير فرص العمل، بل في تمكينها للوصول إلى أدوار قيادية وإحداث تغيير اجتماعي يساهم في تقدم المملكة، ويتضح أن مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل هي رحلة مستمرة من التحولات والتحقيقات المستمرة، ومع دعم القيادة الحكيمة، ستظل المرأة السعودية تحتل مكانة متقدمة في مسيرة النمو والازدهار في المملكة، وستواصل تقديم إسهاماتها القيمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. إن تمكين المرأة هو جزء لا يتجزأ من تحقيق التنمية المستدامة، وهو إحدى الدعائم الأساسية التي ترتكز عليها رؤية المملكة الطموحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.