إذا رأيت ابنك يلعب في الرمال على الأرض فإنك حتما ستنهاه عن ذلك وتأمره بعدم العودة إلى ذلك، وبالطبع لا يفعل الآباء ذلك إلا بدافع الحرص على صحة أطفالهم والحفاظ على نظافتهم الشخصية، ظناً منهم أن العبث في الرمال على الأرض يضر الطفل أكثر مما ينفعه، وفي المقابل تفيد التجارب والدراسات أن لعب الطفل في الرمال بحرية مقننة ينمي عقله ويصقل فكره ويعطيه الثقة في نفسه. وذكرت مشرفة إدارة رياض الأطفال بالجوف نسيم الضميري أن اللعب بالرمال لا تقتصر أهميته على تنمية النواحي العقلية والاجتماعية فحسب، بل له دور كبير في تعديل سلوك الأطفال كثيري الحركة والانفعال، حيث يعمل على تخفيف مشاعر القلق والتوتر لديهم. كما يعد وسيلة فعالة في تطوير مظاهر النمو الجسمي حيث يسهم في تنمية العضلات ويساعد على اكتساب المهارات اليدوية والتوازن الحركي، فأصبحت الرمال تشكل مدخلاً أساسياً لنمو الطفل عقلياً واجتماعياً وانفعالياً وجسمياً. ويقول المتخصص في علم النفس حمود مبارك الزارع أن الأطفال يصابون أيضاً بأمراض القلق والتوتر مثل الكبار، وقد يؤثر هذا سلباً على حياتهم الطبيعية، ويعبر الطفل عن قلقه بتصرفات غريبة لا يمكن تفسيرها، من خلال العنف والعناد والصراخ أحياناً أو في صورة أعراض جسمانية كالصداع وآلام البطن وصعوبة التركيز واضطرابات النوم. وأوضح أن الطفل القلق يعاني من أعراض أخرى تتسم بالخجل الكبير والانطواء وعدم الثقة بالنفس، واعتلال المزاج والخوف من التعرض للنقد أو الإبعاد من قبل من حوله. وأضاف أن الطفل قد يعاني من عدم المقدرة على التوافق والتواصل مع أفراد عائلته أو زملائه ويصمت لا إرادياً، إلا أن معظم هذه الحالات يمكن معالجتها والشفاء منها بممارسة ألعاب خاصة منها اللعب بالرمل بشكل متكرر ويومي لحين تغير سلوك الطفل لتخفيف مشاعر القلق والتوتر لديه.
