الضوء ذو طبيعة سرية فما هو. اختلف العلماء بين الجسيمات والفوتونات هل هي جسيمات ترسل أم موجات؟ ثم جاء الليزر ليقول إن الضوء موجات علينا جمعها مثل فرقة عسكرية؛ فتحتشد الموجات في موجة واحدة. هنا يظهر جبروت الضوء فيحرق ويلحم ويثقب بما عجزت عنه أحلام أرخميدس وهو يكافح الفرق الرومانية التي تحتل صقلية. وفي القرآن الكريم وصف عجيب للضوء أن الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة. ومن هذه الآية حاول مالك بن نبي في كتابه الظاهرة القرآنية وهو كتاب ينصح بقراءته حاول أن ينقل هذا التصوير إلى علم الكهرباء والإنارة. لكن الأعجب في الضوء هو ولادة نظرية النسبية من ثناياه حين افترض آينشتاين أنه لا توجد إلا حقيقتان في هذا الوجود الله والنور. وهو يقترب من آية سورة النور. وقادت النظرية النسبية إلى وضع اليد على أفظع سلاح حين مزجت بين الطاقة والمادة، وقالت إن الحقيقتين حقيقة واحدة وجهان لعملة واحدة، وبذلك ثبت خطأ الشيطان فيزيائيا، حين افترض أنه طاقة وأفضل من المادة، لتقول النسبية أن المادة هي طاقة مكثفة تنتظر التحول. الخلاصة الحديث عن أسرار الضوء لا تنتهي، وحين اكتشف نيوتن سباعية الألوان وهو يحدق في قوس قزح في يوم ماطر لم يقل إن الشيطان يضرب زوجته كما يعلمون الأطفال عندنا! بل لماذا يتكون؟ فوصل إلى تحليل الضوء، ولحقه هيرشل بالكشف عما فوق البنفسجية وتحت الحمراء، عن طريق دراسة الحرارة في حواف اللون السباعي. كما عرفنا أن هذه الألوان التي تقشعها عيوننا نختص بها نحن البشر محروم منها الكثير من الحيوانات المحرومة من طبقة المخاريط في الشبكية كما في الكلاب فترى الكون بلون أسود أبيض كما في الأفلام القديمة، قبل ظهور الأفلام الملونة. ونعرف اليوم أن قسم الله حق فيما تبصرون وما لا تبصرون فنحن لا نرى إلا أقل القليل من شق محدود، في كون فسيح لا يكف عن التوسع والتمدد.