وكعادتي في كل شتاء قارس أتصل على عمنا العزيز/ غرم الله الدولي أسأله عن أحواله، وإن كان في حاجة إلى بطانية أو (حِمْل حطب). استهلَّ رده بالشكر للأستاذ/ محمد الذي اعتذر منه وقَبِلَ اعتذاره، بل ودعا له بدعوات مستجابة بإذن الله. يقول عمُّنا الدولي: لست في حاجة إلى بطانيات؛ فأنت تعرف جُبَّتي القديمة التي صنعتْهَا خالتُك هلالةُ قبل نحو خمسين عاماً، وهي لاتزال وسيلتي للدفء في الشتاء. وأذكر أنها عندما كانت تصنعُها كان الراديو يصدح بصوت الفنانة (نجاة الصغيرة) وهي تغني من كلمات الرَّائع الرَّاحل (نزار قباني) ولفتَ انتباهَ خالتِك قولُ نجاة: حتى فساتيني التي أهملْتُهَا. حيث قالت: هذه المرأةُ مجنونةٌ؛ فلماذا تهمل فساتينَها؟ (كان أعطتني إياها) ونالت الثواب!!. ومِن يومِها إن سمعت صوتَ (نجاة الصغيرة) أغلقت (راديو توشيبا العلاقي). الضمان يا ولدي يتأخَّرُ علينا، ومنذُ أن أصبحت المسائلُ تُدارُ عن طريق (الكمبيوتر) – كما يقولون – أصبحت أقف أمام الموظَّف وأمام الصَّرَّاف الآليِّ وكأنني (رجلٌ آلي). أشعر بأنَّني تحوَّلت إلى «مجرَّد رقم»، وقد يأتي موظفٌ «غشيمٌ» فيقرر حذف هذا الرقم. ليتهم – يا ولدي – يُراعُون مَن تقدَّم بهم العمرُ مثلي. وليتَهم يُعيدون النظرَ في أنَّ المستفيدين من الضمان، أو حتى التقاعد، مجرد أرقام هم على عجل كي يحذفوها. المنطقة عندَنا فيها غلاء فاحش. تصور أن ابن أختي/ غرم الله المحلي، اشترى لولده «بالطو» قديماً من مخلَّفَات القرن الماضي بمبلغ 200 ريال. هذا البالطو وأمثاله كنت أبيعها أيَّامَ الشباب في حراج الطائف بريالين أو ثلاثة، وهي كانت لاتزال حديثة. لا تسألْ وتُثِرِ المَوَاجِع.