كشف مصدر سياسي ل «الشرق» إن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميار ديت سيكون الهدف الثاني للاغتيالات السياسية في جنوب السودان الذي يشهد صراعا مريرا على السلطة بين مختلف القوى القبلية في الجنوب، وتوقع المصدر اغتيال كير من قبل خصومه النافذين في الدولة الوليدة . وأضاف المصدر أن أتباع قائد الثوار جورج أطور الذي اغتالته جوبا، يعدون مخططا انتقاميا من سلفاكير انتقاما لإقدام حكومة جنوب السودان تصفية زعيمهم. وتسبب مقتل أطور في غليان داخل قبيلة الدينكا «كبرى القبائل الجنوبية التي ينتمي إليها سلفاكير والمؤسس التاريخي للحركة جون قرنق». وتسبب مقتل أطور في خلاف داخلي في الجنوب بين الرئيس كير ونائبه رياك مشار « الذي ينتمي لقبيلة النوير في ولاية الوحدة الغنية بالنفط «على خلفية إعطاء رياك الأمر بتصفية أطور دون الرجوع إليه . وبحسب «صحيفة الانتباهة السودانية « أن رئاسة الجمهورية في دولة جنوب السودان استدعت اللواء توب شول رسميا إلى جوبا للمثول أمام لجنة للتحقيق في ملابسات تصفية أطور. واتخذت الأجهزة الأمنية في حكومة الجنوب حزمة من التدابير الوقائية لحماية الرئيس ورفعت عدد رجال الحماية إلى 400 ودعم موكبه ب 24 سيارة مجهَّزة بمدافع رشاشة بعد تردد أنباء عن اعتزام لثوار اغتياله. فيما توقعت مصادر بإحالة النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان رياك مشار إلى التحقيق. وتعتبر ثقافة الاغتيال السياسي أمراً اعتياديا في جنوب السودان باعتباره اللغة الوحيدة السائدة لحسم التباين في وجهات النظر المختلفة بشان الحكم والخلافات القبيلة. وتوقع عدد من الخبراء السياسيون اندلاع حرب أهلية عنيفة في الداخل الجنوبي بعد الحملة الشرسة التي قادتها جوبا لتصفية خصومها المتمردين على الحكومة المركزية. وقال الخبير السياسي أستاذ العلوم السياسية الدكتور إبراهيم ميرغني إن الجنوبيين سيحنون لأيامهم السابقة في إطار السودان الموحد، وأن الجنوبي الذي لاينتمي لقبيلة الدينكا «القبيلة التي ينتمي إليها كير وجون قرنق والفريق أطور» سيصبح مواطنا من الدرجة الثالثة في الدولة الوليدة. واغتالت حكومة جوبا خلال الفترة الماضية «بيتر غاديتت» قائد سلاح المدفعية السابق في الجيش الشعبي لتحرير السودان وقائد المتمردين على جوبا في ولاية الوحدة التي تقطنها قبيلة النوير المعروفة بشراستها وقدراتها القتالية الفائقة.
