الموت علينا حق. لكن القتل الخطأ الناتج عن إهمال واستهتار يستوجب العقاب والردع بلا تهاون. موسم العيد أصبح من أخطر المواسم السعودية على سكان أهل جدة خاصة. فمن المفرقعات إلى حوادث البحر المشؤومة، التي تودي بحياة عوائل كاملة.. وهذا ما حدث منذ يومين. الضحية: أم واثنان من أبنائها عند ربهم والأب وطفل صغير في حالة خطرة. السائق: فتى في السابعة عشرة بسيارة سبورت وسرعة جنونية. أهل السائق يتصلون بأهل الضحية طالبين العفو عن ابنهم المتهور. هذه ليست أول حادثة من نوعها، ولن تكون الأخيرة في ظل الظروف المحيطة: تهاون شديد في السن المسموح بها للقيادة ضعف إجراءات المرور للحد من السرعة الزائدة التقصير في حملات التوعية المرورية اولاً: لم أر في حياتي دولة يقود فيها السيارة أطفال لمجرد أنهم ذكور، وتمنع فيها البالغات الراشدات لمجرد أنهن إناث. من المعروف أن الصغار ليسوا فقط غير قادرين على التحكم في نزعة الاندفاع، بل هم غير قادرين على تقدير حجم المخاطر المترتبة عليها أصلاً، فيقود الصبي السيارة بكل ثقة ويمر قريبا من سيارة الدورية وكأنه أمر عادي لا يسترعي الانتباه. ثانياًً: شكرًا لساهر لكنه لا يردع، ولا يخيف هذه الفئة من السائقين، فإما أنهم قادرون على تسديد المخالفات، أو أنهم غير مقتنعين من الأساس بمخاطر السرعة، وبالتالي كاميرات ساهر بمثابة ألعاب الفيديو يتحدونها ويتحايلون عليها. ميزانية ساهر يجب أن تسخر لأقوى الحملات التوعوية وأكثرها فعالية سواءً تليفزيونياً ونصياً أوعلى الإنترنت وفي المحافل العامة. يجب أن تسخر لإنشاء سجون مرورية خاصة لصغار السائقين وتدار من قبل تربويين ومتخصصين. هناك حلول كثيرة ولكن ما نراه من إجراءات ضعيف مقارنة بما نشهده من كوارث وضحايا ومصائب أليمة. أناشد المسؤولين بالوقوف وقفة حازمة ورادعة ضد قيادة الأحداث والسرعة الزائدة وجميع أنواع المخالفات التي تزهق الأرواح وتيتم الأطفال وتترك وراءها ضحايا لا ذنب لهم. والله المستعان.