نائب أمير مكة المكرمة يتفقد المشاعر المقدسة    الجبير يلتقي وزيرة البيئة والمياه والتحول البيئي بالإكوادور    المملكة تؤكد أن تأشيرة الزيارة بجميع أنواعها لا تخول حامليها أداء الحج    عسير: القبض على 15 مخالفاً لنظام الحدود لتهريبهم 300 كيلوغرام من نبات القات    أمير القصيم يوجه بتوثيق الطلبة المتفوقين في كتاب سنوي    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعتني بثقافة الحج وتاريخ الحرمين    ارتفاع عدد شهداء مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى أكثر من 300 شهيد    هيئة النقل: أكثر من 10 آلاف عملية فحص رقابية بمنطقتي مكة والمدينة    أمير الرياض يستقبل رئيس الهلال    شفاعة أمير الحدود الشمالية تثمر تنازل أولياء دم الجميلي عن بقية مبلغ الصلح    سمو أمير منطقة الباحة يرعى حفل يوم البر السنوي    استعراض أعمال وجهود الكشافة بموسم الحج في معرض "البهيتة الأمني"    2.6 تريليون ريال حجم الائتمان المصرفي السعودي    أمير تبوك يواسي عامر الغرير في وفاة زوجته    "تعليم الرياض" يطلق حملة إعلامية تثقيفية بالتخصصات الجامعية    الوزاري الخليجي: ثروات المنطقة المغمورة للكويت والسعودية فقط    بلجيكا تُعول على دي بروين ولوكاكو في يورو 2024    «غورست» يتوّج ببطولة العالم للبلياردو «9 كرات» بنسختها الأولى في المملكة    تحذير من مواقع تنتحل هوية «تقدير»    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي الخليجي-التركي    «مسام»: إتلاف 602 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في أبين    «الموارد البشرية» ترصد 399 مخالفة على المنشآت في تشغيل العمالة الموسمية بالمدينة المنورة    كيف أصبح هيكل ملكية أرامكو بعد طرح 1.545 مليار من أسهمها    التصنيف الآسيوي كلمة سر الأخضر أمام الأردن    جماهير الأهلي تتصدر "إكس" بسبب كيميتش    "لذة الوصول" يوثقها الحجاج في ميقات ذي الحُليفة    نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء لجنة الحج في مجلس الشورى    "كلية العلوم" بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تختتم معرض الملصقات العلمية لمشاريع التخرج    محاولة من الاتحاد لضم رحيمي    فريق طبي "ب"مركزي القطيف" ينقذ حياة مقيم    محافظ البكيرية يتفقد مشاريع الإسكان بالمحافظة    استقبال 683 حاجا من 66 دولة من ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج    ( نقد) لقصيدة ( في رثاء بدرية نعمة) للشاعرالحطاب    نمو الأنشطة غير النفطية 3.4% بالربع الأول    الأرصاد: ابتداء من غد الاثنين استمرار ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 48 درجة مئوية    التدابير الوقائية تخفض ضربات الشمس بالحج 74%    قطار المشاعر ينقل 72 ألف حاج بالساعة    وصول الفوج الأول من حجاج أمريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا    شرائح إنترنت واتصال مجانية لضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج    ليس للمحتل حق «الدفاع عن النفس»..!    مستشفيات وعيادات دله تواصل تقديم رعايتها الصحية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك    صور مولود عابس.. تجذب ملايين المشاهدات !    بارقة أمل.. علاج يوقف سرطان الرئة    قميص النصر يلفت الانتباه في ودية البرتغال وكرواتيا    مَنْ مثلنا يكتبه عشقه ؟    مرسم حر    أثر التعليم في النمو الاقتصادي    اطلاق برنامج أساسيات التطوُّع في الحج    إعلانات الشركات على واتساب ب«الذكاء»    توفير الأدوية واللقاحات والخدمات الوقائية اللازمة.. منظومة متكاملة لخدمة الحجاج في منفذ الوديعة    نصيحة للشعاراتيين: حجوا ولا تتهوروا    نفائس «عروق بني معارض» في لوحات التراث الطبيعي    وزير الدفاع يؤكد دعم المملكة للحكومة اليمنية    استفزاز المشاهير !    التنظيم والإدارة يخفِّفان الضغط النفسي.. مختصون: تجنُّب التوتّر يحسِّن جودة الحياة    «إنجليزية» تتسوق عبر الإنترنت وهي نائمة    رئيس وزراء باكستان يعود إلى بلاده بعد زيارة رسمية للصين    الجهات الحكومية والفرق التطوعية تواصل تقديم خدماتها لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال إن عمل المرأة لايزال عائماً وموقف الدولة شبه محايد وأكثر وعياً


يعدّها أسبوعيا: علي مكي - تعليقا على ما حدث
رسم: معتصم هارون
نسبة كبيرة لا تقع تحت طائلة المساءلة لضعف المراقبة في الأجهزة الرسمية
قيادة السعوديات للسيارة مسألة وقت وعلى الفقهاء عدم التردد عن تخريجها
الشتائم خطاب المعارضة في كل مكان ومؤشر على غياب مشروعات للمستقبل
المملكة منحت القضاء عناية الامتيازات والحصانة لكن تنقصنا العقليات القضائية
مكافحة الفساد منظومة ليست سهلة التنفيذ إلا بخطط تحمل قوة تفعيلها
«أدبي جازان» حمل عوامل تآكله وتفككه من البداية بانشقاقات الداخل ورشقات الخارج
أقول لسمير عطا الله: ربما يموت إنسان قبل أن يرسم بسمته الخالدة
في منتصف الثمانينيات كان حاضراً في المشهد الثقافي وربما قبله، حضوره في الثقافة عبر زاوية «ألق» التي كان يكتبها بلغة مختلفة عن السائد والمألوف.. هو الأديب الكاتب والقاص عمر طاهر زيلع الذي جاء إلى نادي جازان الأدبي رئيساً بالنيابة بعد وفاة الشاعر الكبير محمد علي السنوسي رحمه الله، وكانت التركة صعبة لكنه فاجأ الوسط الأدبي بطباعة كتب مهمة، عبر النادي، كانت نقطة تحول في المشهد النقدي والإبداعي، مثل «الكتابة خارج الأقواس» لسعيد السريحي الذي -أي كتابه ذاك- لايزال أيقونة للدرس النقدي، كما طبع النادي في فترته الذهبية الزيلعية أول عمل قصصي «حوار على بوابة الأرض» للفائز بالبوكر عبده خال وأول ديوان قصيدة نثر «الجوزاء» لمحمد عبيد الحربي، وهو الديوان الذي طبع ولم يوزع لجدليات تلك المرحلة بين الحداثة والأصالة التي خاضها زيلع بقوة وبموقف ثقافي راق عميق أجبر الجميع على احترامه وتقدير تجربته الثرية والعميقة كرئيس للنادي!.. ترى ما الذي تبقى من رحيق كل أبجدية التجربة السابقة لضيفنا اليوم؟ الإجابة تجدونها هنا عبر تعليقات زيلع الذي يظهر مفكراً ومحللاً عميقاً ومثقفاً حقيقياً لا يمل من الإطلاع وقراءة ما يدور في هذا العالم بهدوء الحكيم.. بقي أن أشير إلى أن لصاحب كتابي «القشور» و»البيداء» وقامته الأدبية الشاهقة في منطقة جازان فضلا كبيرا وأيادي بيضاء على كثير من الأسماء المبدعة في المنطقة التي أصبحت معروفة وذات حضور ثقافي ساطع محلياً وعربياً.. فإلى التفاصيل:
استغلال الوظيفة
* أصدرت المحكمة الإدارية في جدة حكمها في ملف قضية الاختلاسات والرشاوي المتعلقة بقضية مكافحة حمى الضنك بجدة التي قدرت بنحو خمسة ملايين ريال حيث تضمن الحكم سجن أربعة متهمين تم إدانتهم في القضية المذكورة 14عاماً، وتغريمهم 450 ألف ريال لقيامهم باستغلال الوظيفة للتكسب والتلاعب في فواتير ومستندات رسمية بلغ عددها 23 فاتورة فيما أبدى المدانون اعتراضهم على الحكم.
الاعتراض حق من حقوق المحكوم عليه، فالأدلة ضد أي متهم لا تفضي وحدها إلى الحقيقة، وكل حكم شرعياً كان أم عرفياً إنما هو محصلة عدد من العناصر: البينة، حرية التقاضي، العقلية القضائية، القدرة على المرافعة، عدم وجود مؤثرات خارجية على الناظر والمنظور له والمنظور فيه (أي المدعي والمدعى عليه). المحاكم القضائية الإدارية حديثة عهد في بلادنا ووجودها الآن يعد تطوراً في سياق التاريخ القضائي. قبل وجودها كانت المحاكم العامة كالطبيب العام، تنظر في كل القضايا بقدر قليل من التخصص للضرورة والاحتياج، فكان لذلك من الآثار ما لا يمكن تصوره إلا من خلال بحوث استقصائية دقيقة. وبنظرة عامة فإن من يقع أقل بدرجة، أو نسبة كبيرة ممن لا يقعون تحت طائلة المساءلة، لضعف المراقبة الإدارية في الأجهزة الرسمية، فالمراقبة أساس الوقاية، وخفض نسبة المخالفات قبل استفحالها وانتقالها إلى مراحل المحاكمات الإدارية، أو غيرها.
إحصائية الطلاق
* بينت أخر إحصائية أصدرها متخصصون وحصلت عليها هذه الصحيفة أن المملكة تحتل المرتبة الأولى على مستوى الدول الخليجية والعربية كافة، في نسبة الطلاق، حيث وصل عدد حالات الطلاق في العام الهجري المنصرم (9233) حالة مقابل (707) حالات زواج في الفترة نفسها أي بمعدل (25) حالة طلاق مقابل حالة زواج واحدة يومياً. وتتطلع عديد من المطلقات، اللاتي يعانين من عدم نفقة الأب على أبنائهن، إلى أن تكون هناك رؤى تنظيمية حول الآليات والإجراءات المتبعة للحكم في قضية «النفقة».
الطلاق في المملكة من أشد المشكلات الاجتماعية فداحة، التي ينتج عنها عدد من المآسي والآثار في الحاضر والمستقبل، فإذا جمعت إلى مأساة الشتات الناتج عن الطلاق صعوبة حصول المطلقة وأولادها على نفقتهم بسبب غياب ما سميته «الرؤى التنظيمية»، وأسميه العجز التنظيمي في الإدارة القضائية -مع إمكانية معالجته- إذا جمعت هذين العُسْرَيْن، فإن النتائج لا يمكن حصرها على المجتمع برمته، تتساوى إن لم تزد في آثارها وما تحدثه من شروخ عديدة في بنية المجتمع ونمائه وسلامته مشكلة ال(بدون). معالجة مثال هذه الأمور التي تعد جوهرية في بناء الإنسان وكرامته، من الأساسيات التي لا تتعلق بالمسألة الحضارية وحسب، بل وتمس الأمن النفسي للمجتمع. المملكة والحق يقال أولت دعم الإدارة القضائية أولويات ملموسة، ومنحت القضاء عناية خاصة من حيث الامتيازات والتجهيزات، والحصانة، وعلى الرغم من كل ذلك يوجد احتياج إلى العقليات القضائية، وتغطية الاحتياجات المستمرة لمواجهة التوسع السكاني، وما أفرزه من قضايا ومشكلات فالمراجع في شكوى دائمة من طول المرافعات وتأخر البت في القضايا والقاضي أيضاً يواجه كل يوم قضايا جديدة. والحل لا يأتي من خارج المرجعية الإدارية الممثلة في وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى.
رشوة الموظفين
محمد الشريف
* لن تتمكن شركات المقاولات والتعمير التي تورطت في قضايا رشوة موظفي أمانة جدة الذين يحاكمون حالياً على خلفية فاجعة السيول، من الحصول على مشروعات جديدة، إذ تتجه الأمانة إلى إعداد «قائمة سوداء» بأسماء هذه الشركات، علماً بأن العمل معها لايزال قائما. ونشرت صحيفة «الوطن» أن «هيئة الرقابة والتحقيق» قدمت لوائح اتهام صريحة لنحو خمس شركات مقاولات تستحوذ على النصيب الأكبر من مشروعات أمانة جدة، تتهمها فيها برشوة موظفين في الأمانة بعضهم يعمل في مناصب عليا.
المسألة لاتزال في طور الاتهام «قدمت لوائح اتهام صريحة» ولا ندري ما طبيعة الأحكام التي ستصدر، ولصالح من؟ ومتى؟ وموضوع سيول جدة مادة دسمة للصحافة، بنشر أخبار غامضة ومبهمة وتأتي في أوقات متفاوتة. إن سيول جدة دعوى تبحث عن مُدَّعَى عليه، والأخير حتى الآن يتم الحديث عنه تلميحاً لا تصريحاً إلاّ في حالات نادرة. وهذا الموضوع يأتي في إطار ظاهرة «الفساد» التي تم الاعتراف بوجودها رسمياً وتم تكوين هيئة لمكافحتها، ومن أهم وسائل المكافحة الوقاية، والوقاية إعادة تقييم وتقويم ومراقبة مستمرة وفعالة وهي منظومة ليست سهلة التنفيذ والجدولة إلا بخطط تحمل قوة تفعيلها، وإلاّ فستظل الأمور تدور في حلقة مفرغة.
ضغوط الهيئة
م. عادل فقيه
* فصل مركز تجاري في مكة المكرمة أخيراً فتيات سعوديات يعملن «كاشيرات»، ولم يمض على توظيفهن شهر واحد. وكشف مسؤول التوظيف بفرع المركز في حي العزيزية بمكة المكرمة فارس القرشي أن قرار التسريح جاء بعد ضغوط من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي العزيزية.
يمكن النظر إلى هذا الحدث أنه حالة خاصة ذات أسباب ومسوغات خاصة أدت إلى تدخل الهيئة، إذ يحتمل أن المركز الذي كن يعملن فيه لم يلتزم بشروط العمل النسائي في محل عام، هذا احتمال وارد ومعقول في ظل بقاء عمل المرأة في المجتمع السعودي لايزال عائماً باستثناء عملها في المجالات المفتوحة للنساء فقط كمدارس البنات مثلاً. أقول: «عمل المرأة في المجتمع لايزال عائماً، لأنه لا يوجد -في علمي- حتى الآن قرار رسمي واضح مصحوب بلائحة تنظيمية يقضي بعمل المرأة في كل المجالات التي يعمل فيها الرجل، وفي المقابل لا يوجد قرار بمنعها! وفي رأيي الشخصي أن هذا الوضع المفتوح على كل الاحتمالات وغير المحسوم لصالح أحد طرفيه حتى الآن مؤشر قوي على إدراك الدولة -قبل غيرها- أن موضوع عمل المرأة ليس مجرد حالة مستقلة بذاتها، بل تتشابك وتتعالق مع كل الاعتبارات الوطنية، الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية والشرعية، وتتجاذبها تيارات نابعة من التنوع الثقافي الذي أخذ يتنامى في البلاد، بين رافض ومتحفظ، ومؤيد ومشجع، إضافة إلى المؤثرات المعاصرة، والعلاقات التي لا يمكن تجاهلها في متطلبات التنمية. المسألة ليست محصورة فيما يجوز أو ما لا يجوز فقط، وفيما يجب وما لا يجب فقط. إذن الدولة في المنظور العام، يبدو أنها تقف موقفاً شبه محايد، تمليه اعتبارات تصب كلها في الحل الذاتي المتدرج الذي يسير إلى نقطة مشتركة. أعتقد أنه موقف حكيم أكثر وعياً من التجاذبات المبنية على قناعات تتجاهل مغبة التشابكات والآثار التي تنتج عن اتخاذ القرارات المباشرة. وعلى ذلك قس قيادة المرأة للسيارة، وكل ما يتعلق بها وبالمرأة عموماً. فحالة كاشيرات مكة لا يستغرب حدوثها في ضوء ما أشرت إليه من قبل. أضرب مثلاً أيضاً بعمل المرأة ممرضة، كان مرفوضاً اجتماعياً، لكنه ما لبث أن أصبح أمراً مقبولاً من الجميع تقريباً. وقبله تعليم المرأة وهكذا.
نساء من زجاج
* عادت قضية قيادة المرأة السيارة في الشوارع السعودية مرة أخرى، لكنها هذه المرة لممثلة خليجية امتطت سيارة من طراز «لكزس» في أحد شوارع الرياض قبل أيام عدة. ولم تكن الممثلة البحرينية شيماء سبت ضمن فريق حملة «سأقود سيارتي بنفسي» التي أطلقها عدد من السعوديات قبل أشهر، لكنها كانت تجسد معاناة امرأة مطلقة في مسلسل «نساء من زجاج»، الذي يصور حالياً في الرياض، تواجه حرجاً أثناء مرض ابنتها المفاجئ. وظهرت شيماء بسيارة في شوارع الرياض، لكنها تنكرت بوضع «شماغ» فوق طرحتها حتى لا تواجه حرجاً مع عابري الطريق، وكذلك مع الجهات الأمنية.
قيادة المرأة السعودية للسيارة أعتقد أنها مسألة وقت، فالمرأة العربية في دول كثيرة وبعضها جارة تقود السيارة، لكني لا أرى استعجال الأمر بالطرق التي تضر بالجميع، فالقيادة في ذاتها ليست هي المشكلة، لكن غياب المنظومة الاجتماعية، والفنية، والإدارية، التي تعد الأرضية المساعدة لها. وهي منظومة غير متكاملة حتى الآن، أضف إلى ذلك تردد الفقهاء حتى الآن عن تخريج هذه المسألة. أما القيادة نفسها فالمرأة كانت تركب النوق والخيل حينما كانت هي الوسائل المتاحة. القرار في هذا الأمر يتطلب توافق عناصر المنظومة التي أشرت إليها، فالبت فيها يتوقف على وجود متلازمات عديدة.
توبة الشباب
* أعلن شبان في أخر فعالية من فعاليات مخيم شباب تبوك «فله 2»، توبتهم وسط تهليل المحاضرين والقائمين على البرنامج، وصعد أحدهم خشبة المسرح معلنا توبته، وأحضر معه آلتي عود وطبل، وكسرهما أمام الحضور، فيما رمى عدد من الشبان أشرطة الكاسيت والأسطوانات الممغنطة وأجهزة ذاكرة، تحوي موسيقى وغيرها. جاء ذلك بعد محاضرة «الصحبة والسيئة والحسنة».
التوبة هنا لعلها بمعنى اعتزال الفن، فالتوبة هنا إعلان ضمني بأن الفن حرام بعامة وفن الغناء بصورة خاصة، وهذه إحدى الإشكالات التي لاتزال تلقي بظلالها في مجتمعاتنا وتقف حائرة بين من يرى حرمة الغناء ومن يرى جوازه. وإزاء ذلك لا أعتقد أن الفصل فيها يأتي بقرار رسمي تأسيساً عليه، فإن التوبة منه، أو اعتزاله تبقى قناعات احترازية شخصية. هذه المسألة مثل مسألة قيادة المرأة، مثل عملها في كل المجالات، كلها أمور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، الفتوى فيها بالرفض أو القبول ليس سهلاً في مجتمع له وضع يعيش مخاضات العصر بخلفياته المتنوعة.
الإخوان والعنف
* لا تستبعد قيادات إسلامية في الجزائر سقوط مصر في فخ العنف، كما حدث في الجزائر قبل عشرين سنة، واصفين حلّ البرلمان المصري ب»الانقلاب الصريح على إرادة الشعب»، في وقت انفرد زعيم إخوان الجزائر بالإشارة إلى أن «إخوان مصر هم ضحايا العنف ولن يعالجوا المشكلة عن طريق الدم».
كثيرون يتوجسون من وقوع مصر العزيزة علينا في دوامات داخلية وخارجية، غير أن الأمر حتى الآن ينطوي على قدر من التفاؤل رغم مؤشرات الشارع غير المطمئنة. الغريب أن العقول الكبيرة في مصر لاتزال تمارس صمتاً مثيراً للتساؤل. فهي غنية بالرجال والكفاءات لكن الفتن تقتل القدرات، وهذا ما يجعل الناس في توقعات قاتمة وخوف ليس علي مصر وحدها، بل على ربوع العرب كلها أو أكثرها.
احتجاجات الأندية الأدبية
عبدالله الكناني
* خاطب أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الأدباء والمثقفين، خاصة أعضاء الجمعية العمومية في نادي جازان الأدبي، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي قائلاً: لقد ساءني كثيراً أن أرى الاستقالات تتوالى بينكم لاحتجاجات غير صحية، واختلافات تؤثر في مسيرة الفكر، وتعكس الصورة غير الحضارية، وكثير من أدباء المنطقة يعدون مثالا للنجاح والتميز.
النقاش الذي يدور عن الأندية الأدبية الآن لايزال محصوراً في الأمور الإجرائية: اللائحة، ومسوغات عضوية الجمعيات العمومية، وما كان منه خاصاً بمجالس الإدارة أو بعضها فينطلق من دوافع عديدة، منها موضوعي، ومنها ذاتي في إطار تصفية حسابات ولو كانت نادرة ساعد عليها ضعف بعض مجالس الإدارات لضعف خبرتهم الإدارية وربما عدم استيعابهم للمهمة، ولضبابية اللائحة التي تخضع الآن للمراجعة. من زاوية أوسع: الأندية الأدبية تعيش في مأزق في الوقت الحاضر لم تواجهه في بداياتها منذ ثلث قرن وأكثر، آنذاك كان الوسط الثقافي متفاعلاً بحماس قوي لبرامج الأندية: محاضرات، أمسيات، معارض كتب، طباعة كتب. كانت نهاية مرحلة. الآن خفت الأدب بأنماطه المعهودة في العالم كله، وسقطت أكثر الركائز المحرضة على الإبداع بصوره التعبيرية السائدة، وتنوعت وسائل التواصل العام بخطاب جديد، ولغة مختلفة، فصار تكرار تلك البرامج رتيباً ومملاً، إضافة إلى قصور المجالس عن إيجاد بدائل استراتيجية تعنى بالفكر والدراسات والسياقات التاريخية. نادي جازان الأدبي في دورته الأخيرة يقع أيضاً في هذا المأزق بدرجة كبيرة لأن مجلسه حمل عوامل تآكله وتفكّكه من البداية: انشقاقات في داخله ورشقات من خارجه.. والمآل لايزال مفتوحاً على توقعات كثيرة لكنني أتمنى أن تكون خيراً، فالمخاضات تؤدي أحياناً إلى نتائج أقلّ تعاسة.
أوباما والمبتعث
باراك أوباما
* كرّم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مبتعثاً سعودياً نظير نشاطاته الاجتماعية التي قام بها أثناء دراسته مرحلة البكالوريوس في عام 2010 ضمن فريق تطوعي من جامعة نبراسكا في أوماها. واستلم الطالب حسين على آل ابن الشيخ شهادة الشكر والوسام الذهبي المقدم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظير ما قدمه من عمل يعكس مدى حرصه على خدمة المجتمع من خلال تدريس المساجين في ولاية نبراسكا على كيفية استخدام الحاسب الآلي والبرامج المصاحبة له.
هذا التكريم يتداخل فيه الموضوعي بالسياسي ولكنه في كل أحواله باعث للبهجة، ونتمنى أن يحقق كل المبتعثين درجات ودرجات من التفوق والإبداع، فبلادهم لم تبخل عليهم بشيء. إن الابتعاث في ذاته أمر لا يزال من الزمنيات في كثير من البلدان.
العرب ونوبل
* جير لوند شتاد، الأمين العام لجائزة نوبل، أكد «لو وجد أمثال ابن خلدون في العصر الحاضر، لحاز العرب جائزة نوبل عدة مرات».
لا أعرف المعيار الذي استخدمه القائمون على جائزة نوبل في جعل المفكر المؤرخ: عبدالرحمن ابن خلدون أنموذجاً لنيل جائزة نوبل. الرجل رحمه الله بمقاييس كثيرة يستحقها لو كانت تعطى للأموات. لكن العبارة التي قالها أمين عام الجائزة -في حالة سلامة الترجمة- تنطوي على ركاكة أو قل: اضطرابا في المُؤَدَّى، فهل يعقل أن يتكرر ابن خلدون في هذه المرحلة لتحصل النسخ المطابقة له على الجائزة، في مجال واحد!!
سمير عطا الله
مهنة الابتسام
* سمير عطا الله كتب في صحيفة الشرق الأوسط قائلاً: «كم هي متعبة مهنة الابتسام».
لكني أقول: كم هي صعبة الابتسامة الصادقة في هذا الزمان. ربما إنسان يموت قبل أن يرسم بسمته الخالدة!!
الفنان والشتائم
عادل إمام
* الفنان عادل إمام أكد في تصريحات خاصة ل»العربية» رفضه شتم القضاء المصري والجيش والشرطة.
الشتائم تكاد تكون اليوم هي خطاب المعارضة في كل مكان. هذا مؤشر على غياب مشروعات للمستقبل من قبل شرائح عبرت عن غضبها بطريقة قادتها إلى مزيد من الضياع الذي يجلب البلاد إلى حافات الهاوية، أو الخسران المبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.