الدمام – ناصر بن حسين ريميّة: الرِبحيّة هي طابع المسابقات غير الحكوميّة أصيلة السهيلي: مشاركتي مرهونة بكون الشاعرات المشاركات «معروفات» منيره سبت: أتحفّظ على لجنة تحكيم أعضاؤها عناصر نسائيّة تجرفهنّ العاطفة هيام العجلان: اسم «شاعرة الخليج الأولى» كبير ويحتاج لجديّة موازية له تغريد العبدالله: نحنُ شعب عاطفيّ تجعلنا المسابقات نتناحر والتصويت ك «السوسة»!! بنت أبوها.. التَصويت هو السبب الرئيس لنجاح المسابقات غير المدروسة. شيخة الجابري.. الألقاب مجانيّة والرجل الشاعر يتّهم المرأة بنقص العقل والدين!! استمرّ الجدل حول المسابقة التي ظهرت مؤخراً تحت مسمى «شاعرة الخليج»، حيث تناقلت الأوساط الإعلامية خبر توقّفها قبل البتّ في مشروع إقامتها على أرض الواقع، بعد اختلاف اثنين من إعلاميي الساحة على (من تُنسب له الفِكرة؟)، في مشهد جعل العنصر الأساسي «المرأة الشاعرة» مغيّبة تماماً، ناهيك عن غموض الآلية والحيثيات التي ستتخللها. «ثقافة شعبيّة» تواصلت مع شاعرات لهنّ حضور في الوسطين الشعري والإعلامي لرصد انطباعهنّ حيال الموضوع، ومعرفة مدى القبول بلقب «شاعرة الخليج الأولى» التي ستنالهُ الفائزة في المسابقة. بدايةً اعتبرت الشاعرة «حصة هلال» (ريمية) أن أي مسابقة شعرية مصيرها الفشل، ما لم تكن هذه المسابقة برعاية جهة رسمية وتحديداً حكومية، على غِرار مسابقة شاعر المليون، التي روعي فيها الجانب المادي وطريقة الإخراج، إضافة إلى التركيز على إحياء الشعر النبطي وإبراز قيمته من جميع الجوانب، وأضافت «ريمية» يغلب على المسابقات الشعرية غير الحكومية طابع الربحية على حساب الشعر، وغالبا ما تكون آلية هذه المسابقات عبر الترويج لها لدى رجال الأعمال، دون التركيز على المضمون، لذا فهي تستبعد إمكانية مشاركتها في مسابقات كهذه. ومن عمان قالت الشاعرة والإعلامية أصيلة السهيلي: «جميل أن يكون هنالك مسابقة لها خصوصية بشاعرات الخليج، الغرض منها الإنصاف للشاعرة الحقيقية و تمييز غير الشاعرة، فقد كثرت الدخيلات على الساحة، مع تحفّظي على لقب (شاعرة الخليج)، الأهم أن تكون تحت مؤسسة أدبية معروفة، يقودها لجنة تحكيم ذوي تجربة مصحوبة بتغطية إعلامية كافية، ولم تتوقف مسابقة شاعرة الخليج إلا لعدم سلامة الآليات، وفقدانها للاستعداد الجاد، وعني لو استمرّت المسابقة سأشارك في حدود أن الشاعرات المشاركات (معروفات)». ولا يختلف الوضع لدى الشاعرة البحرينية «منيرة سبت» من ناحية المشاركة بعد خوضها للتجربة مسبقاً حيث قالت: «مسابقة شاعرة الخليج ك «فكرة» أنا مؤيدة لها إذا كان الغرض منها إبراز الشعر وعدم استغلال ذلك لمصالح شخصية، مع غضّ الطَرف عن تتويج الفائزة بلقب معيّن، فقد سبق لي المشاركة في مسابقة مخصصة للعنصر النسائي، ولا أخفيك بأني فخورة بحصولي على المركز الأول علماً بأن المسابقة أشرفت عليها قناة بحجم ال»إم بي سي» التي لم تمنحني لقب بقدر ما منحتني الفرحة والثقة بإمكانياتي، لذلك أتمنى عدم إلغاء المسابقة خصوصاً لو كان أحد أعضاء لجنة التحكيم من العنصر النسائي، فلجنة التحكيم لو كانت عنصراً نسائياً بحتاً ستجرفه العاطفة تجاه المتسابِقات. وقالت الشاعرة «عيدة الجهني» إن فكرة مسابقة شاعرة الخليج غير مسبوقة، ولكن من البديهي أن تموت وهي في مهدها، طالما لم تكن أهدافها نبيلة، حيث إن الهدف الوحيد لعمل هذه المسابقات هو جني الأرباح المالية على حساب الشعر، واستشهدت بالعديد من المسابقات التي سارت على هذا النهج ولم تنجح، والتي كان القائمون عليها أصحاب مجلات أو قنوات فضائية تعنى بالشعر النبطي، وأضافت أن منطقة الخليج يوجد بها كم كبير من الشاعرات، ولكن المشكلة تكمن بعدم إيجاد فرصة مواتية لهن للظهور وتقديم أنفسهن بالشكل المطلوب، وأكدت في الوقت نفسه مقاطعتها لجميع المسابقات الشعرية التي تنظم داخل المملكة، لعدم وجود ثقة في هذه المسابقات – حسب رأيها – ، وأضافت (عيدة) بأنه متى ما توفر برنامج متكامل لا يقل عن مستوى شاعر المليون فإنها سوف تكون أول الشاعرات اللاتي سيتقدمن للمشاركة، أما إذا استمر الحال كما هو عليه، فالعزوف عن المشاركة في المسابقات الشعرية مستمر حتى إشعار آخر. وعبّرت الشاعرة البحرينية هيام العجلان عن انطباعها تجاه المسابقات الشعريّة على وجه العموم قائلةً: «بقدر مستوى التنظيم يكون الرضى عن المسابقة من عدمه، فالترتيب أساسيّ، والجديّة مطلوبة في العمل» وأضافت: «المسمّى وحده كبير – أي شاعرة الخليج الأولى-، وأعني هنا كلمة (الأولى) تحديداً، لذلك الحاجة أن تكون المسابقة بموازاة الاسم على الأقل»، وطالبت العجلان في حديثها ب:»إتاحة الفرصة لمشاركة الشاعرات من كافّة البُلدان، وأن تكون تحت سقف معتمد وليست الجهة التي تشرف عليها مجلّة أو قناة راعية». ومن جانبٍ آخر علّقت الشاعرة السعوديّة تغريد عبدالله – بصراحة مفرطة – على حدّ قولها: «أؤمن بشكل عام بالمسابقات الشعرية، فلكل شاعر أو شاعرة أسلوب، فما بالك بأمر يتدخّل فيه التصويت ك»السوسة»، ويتفكّك بسببه كيان المجتمع. لا أنكر أنّ لها مَحاسن، ومنها جَمع الشعراء من كافّة الأطياف والأقاليم، لكنّنا نحنُ شعب عاطفي، بالسرعة نتناحر رغم احتياجنا للتلاحم، فبدلاً من ظهور (شاعرة للخليج)، أرى أن يكون للخليج شاعرات يمثّلنه في كُل محفل، لذلك أختصر وأقول «مُسابقة ذات معايير واضحة ومقيّمة من قِبل متخصصين لهم باع في عالم الشِعر وتجربتهم مثرية، فعلى أساسه يكون التنافس الشريف لتحقيق وجود «المرأة الشاعرة»، وفي حال انعدام هذه الشروط أنا ضدّ إقامة مسابقات شعريّة». وقالت الشاعرة بنت أبوها:» بكل أسف أنا ضد المسابقات الشعرية والاستفتاءات غير المدروسة، لغياب عنصر الإبداع والنقد الهادف عنها» وأضافت: «المسابقات باتت أهدافها مادية بحتة، وأبرز أسباب نجاحها التصويت». أما الشاعرة الإماراتية شيخة الجابري، اعتبرت بأن الجهة التي أطلقت المسابقة واللقب «مجهولة»، قائلة «لا أثق بأي جائِزة إلا في حال استنادها على جهة قويّة ودائِمة، فاستمراريّة العمل أهمّ من إطلاقة،» وتضيف: «أتحفّظ على اللقب، ف (الألقاب مجانيّة) والجميع يستطيع أن يقول عن نفسه (أنا الأفضل)»، وعن «مسابقة شاعرة الخليج» قالت: «كنتُ أتمنى أن لا تكون بهذا شكل، فالمرأة عنصر أساسي وشريك في بلورة الفكرة وبنائها ووضع شروطها ومعاييرها، ولا أعتقد أن الرجل وصيّ على المرأة كي يُظهر (المرأة الشاعرة)، فكم من مُسابقة دخلت فيها المرأة وكان المأخذ فيها على المرأة نفسها، واتُهمت بنقص العَقل والدين». ريمية شيخة الجابري عيدة الجهني منيرة سبت