أيها الشباب، الباحثون عن العمل، أشاهدكم في هذا البلد، تبحثون عن العمل المريح، الذي لم يبحث عنه آباؤكم ولا أجدادكم، الذين كانوا يضعون أيديهم مع الدولة، حتى قامت المشروعات العملاقة، من المدارس، والجامعات، والمستشفيات، والمراكز الصحية، وغيرها من المرافق التي تخدم العامة. فعليكم بالاجتهاد في بناء بلدكم، بدلاً من الاستعانة بعمالة آخرين، من جنسيات أخرى. علماً بأن كثيراً من الشباب يقولون «بحثنا عن عمل ولم نجد!» ولو كان كلامهم صحيحاً، فكيف يوجد بالمملكة ما يربوا على سبعة ملايين وافد، يؤدون عملهم ويقومون بتحويل الأموال الضخمة إلى بلدانهم في الخارج؟! فيجب عليكم أن تواصلوا تعليمكم، لتصبحوا أطباء ومهندسين وصيادلة وممرضين، وغيرها من المهن الشريفة. ومما يشرح الصدر، صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيين السعودي الكفؤ بدلاً من الوافد. وبالنظر إلى حال المملكة العربية السعودية حالياً، فإنها قد وصلت إلى أرقى المراتب، وأصبحت من مجموعة دول العشرين العظمى بفضل الله وحده، ثم بالجد والاجتهاد، والرجوع إلى كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم. وقد شاهدت بعض الموظفين «ولا أعمم على الجميع»، يحضر متأخراً إلى دوامه، وينصرف قبل نهايته. ويقضي أغلب وقته في شرب الشاي وقراءة الصحف وتصفح الإنترنت. والواجب أن يبقى في العمل ولا يخرج أثناء الدوام حتى ينهي جميع المعاملات الموجودة لديه، حتى لو تطلب الأمر أن يبقى لساعات إضافية كي يحلل راتبه. وأنقل لكم صورة من تاريخ آبائكم وأجدادكم المجيد، فقد كان في الأحساء سبعون جملاً يتم تحميلها بأكياس تمر وزن الكيس الواحد منها مائة كيلو جرام، وكل جمل يحمل كيسين منها. وتنقل الجمال هذا التمر إلى مدينة الرياض، التي تبعد عن الأحساء حوالى 400 كلم. وكل هذا التحميل والتنزيل والنقل بأجر قدره خمسة ريالات فقط! وقد أعلنت وزارة العمل عن آلاف الفرص الوظيفية الشاغرة في المجالات الصحية والهندسية والفنية وغيرها. غير أنّ بعض الشباب لا يرغب في العمل في بعض هذه المهن، التي منها الحدادة على سبيل المثال. وهل نحن أفضل من نبي الله داود عليه السلام؟ وكذلك مهنة النجارة التي عمل بها نبي الله نوح عليه السلام، ومهنة الخياطة التي عمل بها نبي الله إدريس. بالإضافة إلى مهنة رعي الأغنام، فقد مارسها نبي الله موسى كما مارسها أفضل الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم. وجميع هذه المهن تدرّ على صاحبها الخير الوفير بإذن الله. أخيراً يا من تقولون «لا توجد فرص عمل!» المهن الشريفة أمامكم كثيرة، فأرجو منكم أن تسيروا سير آبائكم وأجدادكم، الذين قامت على أكتافهم هذه الحضارة التي ننعم بها.