اعتبر مختصون في مجال التطوع أن نحو 70% من البرامج التطوعية في السعودية، تقام بشكل اجتهادات مؤسسات أو أفراد، وذلك نظراً لغياب النظام الذي يؤطر للعمل التطوعي. وأكد المشاركون في الجلسة الخامسة التي حملت عنوان «التطوع والتدريب» ضمن فعاليات منتدى الرياض للعمل التطوعي الذي تنظمه وحدة العمل التطوعي بتعليم الرياض في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض أمس، أن العمل التطوعي يعد من أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الفرد في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة. واتفقوا على أن العمل التطوعي جلب كثيرا من الطاقات الشابة للعمل التطوعي في الوطن خاصة من فئة الطلاب والطالبات، مشيرين إلى أن الأعمال الإنسانية لا تنتظر المقابل، بل تنظيمها وإعطاء العاملين عليها الثقة، ومنحهم التدريب المناسب. ووصف المدرب والمستشار في التسويق وإدارة الأعمال محمد آل سويدان، التأهيل والتدريب في المجال التطوعي بأنه أمر مهم، مشدداً على أهمية إدارة المتطوعين ورعايتهم تحت مظلة رسمية، تنظم عملهم للبعد عن العشوائية في هذه الأعمال. وأضاف أن تعزيز الانتماء الاجتماعي يمثل حاجة فطرية، مبيناً أن قيم المسؤولية الاجتماعية وقيم البذل والعطاء، قيم أساسية عليا تسعى كل المجتمعات لتنشئة أفرادها وتربيتهم عليها، لأنها تمثل الحضور الحضاري لأي مجتمع. من جانبه، أوضح المشرف العام على مركز «بيت الخبرة» للبحوث والدراسات الاجتماعية الدكتور خالد الحليبي، أن العاملين في مجالات التطوع يحتاجون إلى تغذيتهم بالبرامج التدريبة، وإكسابهم عديدا من المهارات، بهدف رفع جودة الأعمال التي يقدمونها. ويرى أن ثقافة التطوع في السعودية ليست بالثقافة الواسعة والمنظمة، وفي مجملها اجتهادات، تحتاج إلى تنظيم، وذلك من خلال سن قوانين تنظم وتصنف الأعمال التطوعية. وشاركه الرأي رئيس الجلسة والرئيس التنفيذي لخبراء المسؤولية الدكتور الرمضي الصقري، مضيفاً أن النظام سيسهل كثيرا من الأعمال التطوعية وسينظمها، كما أن العاملين في التطوع يفتقدون إلى التشريع. وأشار الصقري إلى أن التطوع ليس نظاما فقط، بل ثقافة، مشيداً بالإدارة العامة لتعليم الرياض، التي خصصت وحدة تعنى بالمتطوعين، واصفاً ذلك بالعمل المؤسس، داعياً الجهات الحكومية والخاصة إلى الاستفادة من تجربة تعليم الرياض. وفي السياق نفسه، عدد المشرف العام على الإدارة العامة للاستثمار بجامعة الملك خالد الدكتور عامر الحسيني، تجارب عدة من الجهات الحكومية والخاصة في مجالات التطوع، واصفاً إياها بالمبادرات المحمودة التي يحتاجها المجتمع. وأكد على أهمية غرس ثقافة التطوع بين شباب الوطن، مبيناً أن هذه المبادرات التطوعية تحتاج إلى دعم وتشجيع، مشدداً على أهمية دور الإعلام في نشر ثقافة التطوع.