المتحدث والد إرهابي، والمستمعون أبناء الضحايا وآباؤهم وذويهم، والمكان مجلس عزاءٍ أمس في الأحساء لشهداء حادثة مسجد الرضا. الرجل وصف نفسه ب "المكلوم". وأمام الحشد؛ أوضح أن ما أقدم عليه ابنه الانتحاري عبدالرحمن التويجري أصابه بحزن بالغ يَعدُل كل معاناته على مدى 50 عاماً هي عمره. واعتبر عبدالله سليمان التويجري، في كلمةٍ مكتوبةٍ ألقاها، أن "لا شئ في الدنيا أصعب من أن يكون حلمُك الذي سعيتَ إلى الحصول عليه سبباً في إحداث جرح غائر في جوفِك". ووصَف المصابَ ب "مصاب الجميع" و"مصاب الوطن"، معتبراً أن "الكل لا يُلام، من فقد ومن كان له علاقةٌ بسبب الفقد". وفجَّر الانتحاري عبدالرحمن التويجري نفسه أمام مدخل مسجد الرضا في حي المحاسن الجمعة الماضية، ما أسفر عن مقتله على الفور واستشهاد 4 أشخاص، فيما قبض الأمن على شريكه في العملية طلحة هشام محمد عبده (مصري الجنسية). ولدى مخاطبة عبدالله التويجري ذوي الشهداء؛ قال "جئتكم حاملاً معي حزني وحزن والدتي وزوجتي لأشارككم مشاعر الفقد وألم الصدمة الرهيبة". وأشار إلى ليالٍ مرَّت عليه منذ الحادث و"كأنها عمري الذي قارب نصف قرن"، مستطرداً "كنت فيها أتمنّى الصباح، وحين ينبلجُ أتمنى الليل، وما زلت باقياً على تلك الحال حزناً على ما حدث". وبعد دعائه على "من غرَّر وغلغل ذلك الفكر في أبنائنا"؛ شدَّد "سنظل جميعاً نحن وأنتم مع قيادتنا تظللنا راية التوحيد لتقصم ظهر كل من أراد بالمسلمين سوءً". بدورهم؛ أبدى ذوو الشهداء ارتياحهم لمضامين كلمة التويجري، وتقبَّلوا موقفه.