في وقتٍ يؤكد الرئيس النيجيري، محمد بخاري، تصميمه على سحق حركة «بوكو حرام» المتطرفة؛ تُستهدَف مدينة مايدوغوري منذ أسابيع بسلسلةٍ من الهجمات الانتحارية التي أودت بحياة عشرات الأشخاص. وقُتِلَ فيها في اليومين الأخيرين 34 شخصاً في سلسلتين من الهجمات استهدفت مسجدين. وفيما قُتِلَ 4 أشخاص جرَّاء هجومٍ نفّذته 3 انتحاريات في منطقة أوماراري بيان وايا؛ أسفر تفجيران انتحاريان في منطقة مولاي عن 30 قتيلاً. لكن سكاناً محليين قدَّموا حصيلة مختلفة للضحايا، مؤكدين تجاوز عدد القتلى 60 شخصاً. وتقع المنطقتان المستهدَفتان على مشارف مايدوغوري (عاصمة ولاية بورنو في الشمال الشرقي) التي يستهدفها المتطرفون بشكل متزايد. وتأتي الهجمات بعد أيام فقط على إبداء الرئيس محمد بخاري «الثقة التامة» في إمكان وضع حد بحلول نهاية العام الجاري للتمرد المستمر منذ 6 سنوات. واعتبر الرئيس أن «الجيش قادر على إتمام المهمة ضمن المهلة المحددة». لكن تعرُّض مايدوغوري إلى هجمات لأربع مرات في أكتوبر الجاري وحده، يطرح أسئلة حول الأمن في المدينة التي انطلقت منها «بوكو حرام» في 2002. واستُهدِفَت منطقة إليجاري كروس 3 مرات خلال شهر واحد، مما أوقع 120 قتيلاً، فيما تم تنفيذ هجمات انتحارية بالقرب من العاصمة أبوجا. وبحسب حصيلة؛ قُتِلَ ما مجمله 1350 شخصاً منذ تولي بخاري الحكم في أواخر مايو الماضي. وتعهد بخاري، في كلمةٍ له الأربعاء الماضي، ب «القضاء بشكلٍ تام على قدرة بوكو حرام على المهاجمة والاستيلاء والتدمير والسيطرة على أراضٍ بحلول ديسمبر». وفي حال تحقَّق ذلك؛ فإن التصدي للمتطرفين في الأرياف سيشكِّل عبئاً إضافياً للقوات المُكلَّفة بضبط الأمن في المدن والقرى. والهجمات الأخيرة المتكررة دليلٌ على مدى صعوبة التصدي لتهديدات المتمردين في المدن. وذكر شهود عيان في مولاي أن منفذي هجمتين تمكَّنوا من الدخول إلى مسجد بعد التظاهر بأنهم مصلين قبل صلاة المغرب أمس الأول. وأبلغ أمادو مارتي، وهو مدني راح يساعد الجيش، عن «انفجارٍ ثانٍ وقع عندما تجمَّع مسعفون وسكان أمام المكان، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم». وأحصى مارتي مع زملاء له 42 جثة. ووقع هجوم أوماراري بيان وايا، وهي قرية يسكنها مزارعون فقراء على بعد 7 كلم تقريباً عن مايدوغوري، داخل مسجدٍ أيضاً فجر أمس. ووفقاً لداود بانا؛ كان المصلون يستعدون لأداء الصلاة عند وقوع الانفجار. وروَت ساراتو غاربا، وهي بائعة متجولة، أنها سَمِعَت الدويّ بينما كانت تحمل حطباً من منزلها؛ مقدِّرة عدد ضحايا الانفجار ب 19 قتيلاً. وتخوض «بوكو حرام» منذ عام 2009 حركة تمرد أوقعت ما لا يقل عن 17 ألف قتيل، وشرَّدت أكثر من 2.5 مليون شخص. وبعد سلسلة من النكسات العسكرية التي لَحِقَت بها؛ تُضاعِف الحركة الهجمات على قرى معزولة والعمليات الانتحارية في الشمال الشرقي والدول المجاورة تشاد والنيجر والكاميرون.