عاصفة أبهرت العالم الخارجي والداخلي، وعصفت بأضغاث أحلام المناهضين لهذا البلد، وكل من يتربص بأمنه واستقراره ويحاول دق إسفين بين شعبه وقيادته. تلك العاصفة التي تجلت منذ انطلاق عاصفة الحزم التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، دعما للشرعية في دولة اليمن الشقيق، الذي تمادى ساسة إيران في المساس بوحدته ومحاولة تمزيقه عبر ذراعهم (أنصار الشيطان) الحوثي، ومن والاهم من مرتزقة الرئيس المخلوع (عفاش). إذ لم تقتصر عاصفة الداخل الوطني على تأييد موقف قيادتها الحازم بالقول فقط. ففي الحد الجنوبي على سبيل المثال بطوله وعرضه تتسابق القبائل على الترحيب بقواتنا العسكرية والأمنية المرابطة وشد أزرها، فيما يشاركون بقية الوطن ببذل الغالي والنفيس، وكذلك استعدادهم التام لنذر أنفسهم للذود عن حمى وطنهم ومقدراته، متى اقتضت الحاجة لذلك. ولأن ذروة سنام المواطنة لا تبلغ بحب الأرض والتضحية من أجلها، دون تجسيد الولاء لقيادة حكيمة لا تتوانى عن أداء مسؤولياتها تجاه الداخل ومحيط الأمتين العربية والإسلامية. لتتأتى فرصة إثبات ذلك الولاء وتجسيده واقعا، حين هبت جموع المواطنين لمبايعة الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان وتهنئتهما بمناسبة الثقة الملكية، التي ارتأت فيهما خير خلف لخير سلف في شغل منصب ولاية العهد. في منظر مهيب شعر كل من في الداخل معه بالغبطة، فيما ألجم ذات المشهد فاه كل من كان يشكك في وحدة الصف السعودي من قريب أو بعيد. وفي مجمل ما قد قيل ويقال عن لحمتنا الوطنية غير المستغربة، يبرز تميزها بأنها جاءت في توقيت مأزوم. أثبت من خلاله جميع من في الداخل السعودي بأن الظروف المحيطة مهما صعبت لا تنال منه، بل تزيده صلابة ومنعة ووحدة، ففي المواقف والصعاب يظهر معدن الأصيل. فهنيئا لقيادة هذا شعبها وهنيئا لشعب تلك قيادته. ولله درك يا وطن.