يتلقى كبار السن كثيراً من الشكاوى الداكنة، ذات العبارات الغليظة التي تشعرهم بأنهم أصبحوا مملين وأنهم عبءٌ ثقيل، وتأتي تلك الشكاوى من أناس قد يكونون مقربين لهم، وسوف أعتبر هذه الفئة من الناس ب (كوالا) بشرية، معتقدين بأنهم أذكياء، ولكنهم لا يملكون سوى عقول حجرية يصعب تغييرها، لأنهم لا يملكون أي نوع من الأحاسيس التي يستطيعون من خلالها أن يشعروا بمثل هذه الفئة من كبار السن، لذا يفضل عدم الجدال معهم، وتركهم في تعابيرهم الكسولة. حيث قال صلّى الله عليه وسلّم (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا) رواه أبو داود. لنتحدث حديثاً مخملياً جوهرياً يليق بأصحاب التجاعيد المعاصرة الذين قال عنهم رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم: (ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال: خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً) رواه أحمد. ومن خلال هذا الحديث نجد أن نبيَّ الأمة قد اختصر كثيراً من الكلام فيما ذكر. كبار السن هم بحد ذاتهم أصحاب الأحاديث الجميلة، القصص ذات المعنى والحكمة وهم أصحاب الهدوء، هم حضن دافئ لجمع العائلة، ورغم التطورات التي تمر بعصرنا من خلال التكنولوجيا الحديثة وغيرها، نجد أنه لا مفر من متعة الجلوس بجانبهم والارتشاف من خبرتهم والاستمتاع بذكرياتهم وحكاياتهم الجميلة. وهذا يفسر لنا أهمية وجودهم بيننا وأخذ الحكمة من بين أفواههم. فحينما تمرّ بمشكلة ربما – مالية – ستجد نفسك تذهب إلى شخص يمتلك الخبرة في الحياة لاستشارته ليرشدك إلى طريق الصواب ليبعث الطمأنينة في نفسك، وكأنه يقول لك لا تخف فمثل هذه المشكلات تمرّ في حياة كل إنسان، ولكن عليه أن يتوكل على الله ويفعل الصواب. تجد من خلال حديثه نتائج إيجابية حيث أنه ذاق مرارة العيش، قبل حلاوة الدنيا، وتخطي الصعاب التي صادفته. لا أعلم ما هي مشكلة الذين لا يظهرون الاحترام لكبار السن، والاستماع إلى خبراتهم. هل هذا ناتج عن التربية أو عن استنساخ لشخصيات لها علاقة بالتربية! لنطرق أبواب المسنين بلطف، ونرفع لهم راية الاحترام، نمسح عنهم دموع الانتظار، إنهم مازالوا يتحملوننا رغم أعمارهم. كبار السن نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها، اللهم احفظ لنا كبارنا وارحم من توفي منهم إنك أنت السميع العليم.