يصادف اليوم، الثاني من ديسمبر، الذكرى ال43 لميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تأسست على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، لتعبر عن وحدة ومصير شعب واحد يعيش في سبع إمارات تحت مظلة واحدة. وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، توجهت "الرياض" بعدة أسئلة إلى الدكتور محمد عبدالرحمن البشر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات، الذي استجاب مشكوراً لفكرة دعم وتشجيع إصدار هذا الملحق الخاص الذي بين أيديكم. * بداية سعادة السفير.. هل لكم أن تحدثونا عن تاريخ العلاقات السعودية الإماراتية وأهميتها ودورها وانعكاساتها اليوم؟ - العلاقات السعودية الإماراتية علاقات أخوة تفوق معنى العلاقات بمفهومها الدبلوماسي، لأنها علاقة أخوة متميزة ممتدة عبر التاريخ، ولهذا فإن أي منظر للعلاقات السعودية الإماراتية لا يمكنه أن يجد وصفاً أبلغ من صيغة الاخوة واللحمة الواحدة، والمصير الواحد. * سعادة السفير، كيف تنظرون اليوم إلى مستوى ومضمون العلاقات السعودية الإماراتية، وما هي أهمية تلك العلاقات، وكيف وصلت إلى هذا المستوى المتقدم؟ - يعلم الجميع أن التعاون بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مكتمل البناء، راسخ القاعدة، ومن أهدافه نبذ التطرف والإرهاب، والتمسك بالنهج الاسلامي الصحيح، مع الالتزام بالقوانين والاعراف الدولية، والمساهمة في أن يسود السلام والمحبة أنحاء العالم. * كيف تعملون على تطوير وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في العديد من المجالات؟ - العلاقات بين المملكة والامارات تتطور باستمرار، وتشهد ولله الحمد في الوقت الحاضر أزهى عصورها في ظل التوجيهات السديدة والحكيمة لقيادتي البلدين، ومهمة أي سفير هي الحرص على تعزيز ذلك بما يحفظ هذه المكتسبات ويضمن استمرارها، وايضاً خدمة المواطنين والمقيمين في كلا البلدين، وعلى جميع الأصعدة، سواء العلاقات الدبلوماسية أو التجارية أو الثقافية، وغيرها. * أقمتم في 23 سبتمبر الماضي حفل استقبال بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة بمناسبة الذكرى ال84 لليوم الوطني للمملكة، كيف كان ذلك الحفل وأهميته وماذا يعني لكم إحياء مثل هذه المناسبة خارج حدود الوطن؟ كان احتفاء سفارة المملكة في سبتمبر الماضي وإقامة حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني والذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه مميزاً، واكتمل بتشريف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأصحاب السمو الشيوخ وجمع من الوزراء والسفراء، ومديري الجامعات وأصحاب الفكر والثقافة والاعلام، اضافة لعدد كبير من المواطنين السعوديين والاماراتيين. عزف السلام الوطني الامارتي السعودي أثناء تدشين تسمية الشارع * تعلمون أن الجالية السعودية في دولة الإمارات كبيرة ومتميزة، وحاضرة في العلم والعمل والاستثمار والدراسة، والسياحة، والعلاقات الاجتماعية والعائلية، هل من تعليق من طرفكم على هذا المشهد الذي ترسمه الأسر والعائلات والأفراد السعوديين في الإمارات؟ - المواطن السعودي ولله الحمد دائماً ما يشرف بلده، لهذا لا غرابة أن يكون للمواطن السعودي دوره في بلده الثاني الامارات العربية المتحدة، لاسيما وأن الامارات تنعم ولله الحمد بالأمن والامان والرخاء والمحبة والاستقبال الرائع للمقيمين فيها والزائرين لها، ولهذا كانت مقصداً لعدد من الطلاب السعوديين في الجامعات الاماراتية وصل لما يقارب الالفين وخمس مئة طالب وطالبة في شتى التخصصات، كما أن هناك ما يربو عن خمسة وثمانين ألفاً من المواطنين السعوديين يقيمون في الدولة، منهم مجموعة كبيرة من المثقفين والمفكرين ومنسوبي المؤسسات الاعلامية السعودية الذين يعملون بكل جد وتميز كل في مجاله. * هل من مشاكل رئيسية تواجه الجالية السعودية والعائلة السعودية والمستثمر السعودي، وكيف تتعاملون معها، وتعلمون على حلها؟ - لا يخلو أي استثمار في العالم من مخاطر ومشاكل، ولكن تلك المخاطر تعتبر قليلة في الامارات إذا ما قورنت بغيرها من الدول، وقد يكون التعامل التلقائي لبعض المواطنين السعوديين ممن يقومون في بعض الاحيان باستثمارات دون استشارات قانونية، سبب في حدوث بعض المشاكل لهم، اما العوائل السعودية فمشاكلها في الامارات محدودة ولا تخرج عن المعتاد الذي يقع سواء في المملكة او في الامارات. د. محمد البشر سفير المملكة لدى الإمارات * هناك تفاعل واضح من السفارة وطاقمها مع أبناء المملكة، هل لكم أن تقيموا وتفسروا لنا هذا التفاعل واهميته وأبعاده؟ - السفارة هي بيت المواطن السعودي، وجميع الزملاء في السفارة مجندون لخدمة المواطن، دون تردد وعلى مدار أربع وعشرين ساعة، وآمل من جميع المواطنين السعوديين المقيمين في الامارات او الزائرين لها ألا يترددوا في الاتصال بالسفارة لأي حاجة او استفسار، وكذلك الاتصال بالقنصلية العامة في دبي لزائري الأمارات الشمالية. *ماذا لديكم من برامج وأجندات وخدمات مميزة إضافية للمواطن السعودي في الإمارات؟ - المواطن السعودي حظي بالكثير من الخدمات التي قدمتها السفارة عبر التاريخ، والمواطن السعودي الكريم الزائر للإمارات، قد يحتاج الى شيء من التعرف على بعض القوانين المرورية وغيرها المطبقة في الامارات، والسفارة بصدد إصدار كتيب بذلك لتوزيعه على المواطنين السعوديين القادمين إلى الإمارات الشقيقة، كما أن السفارة بصدد وضع آلية لزيادة الزيارات والتعارف مع الاخوة في الامارات العربية المتحدة، وبما يخدم الطرفين، ولمزيد من التسهيل على المواطن السعودي الذي يحظى بالرعاية وتقديم الخدمات من كافة الجهات في الدولة. * زرتم إمارات دولة الإمارات والتقيتم حكامها، على إثر قدومكم للدولة وتسلمكم منصب السفير الجديد للمملكة، بعد أن قدمتم أوراق اعتمادكم، هل يمكن أن تضعونا في صورة تلك اللقاءات وأهميتها؟ - ان استقبال أصحاب السمو الكرام اعضاء المجلس الاعلى للاتحاد حكام الامارات، شرف لي اعتز به، ولقد وجدت من الجميع محبة صادقة وخالصة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والمملكة العربية السعودية وشعبها الكريم، وكذلك استمعت الى رؤيتهم النيرة، واستفدت استفادة كبيرة من ذلك. * أطلقت إمارة أبو ظبي في وقت سابق من هذا العام، اسم خادم الحرمين الشريفين على أحد شوارعها الرئيسية، كما حاز خادم الحرمين الشريفين على جائزة شخصية العام الثقافية في النسخة الثامنة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2014. كيف تعلقون على ذلك، وماذا يعني مثل هذا الأمر، وما هي أهميته وأبعاده وآفاقه ومغزاه؟ - إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين على شارع رئيسي من شوارع الامارات، يعكس عمق العلاقة بين البلدين وليس هذا بغريب، فالروابط بين خادم الحرمين الشريفين وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظهما الله، لا يمكن للمرء أن يجد من العبارات ما يعبر به عن متانتها ورسوخها. * تحتفل اليوم دولة الإمارات بيومها الوطني الذي يصادف 2 ديسمبر من كل عام، ما هو تقييمكم لهذه المناسبة بعد مرور 43 عاما من اتحاد الإمارات الذي أصبح نموذجاً يحتذى به بالمنطقة والعالم؟ - احتفال دولة الامارات الشقيقة باليوم الوطني الثالث والاربعين الذي يصادف الثاني من ديسمبر في كل عام، يمثل حدثاً هاماً وهو اتحاد الامارات العربية المتحدة، وهو احتفال لكل مواطن خليجي وعربي، والإماراتيون كما نحن في المملكة العربية السعودية أكثر العارفين لمعاني الاحتفال بوحدة وطن، ولا يمكن أن تمر مثل هذه المناسبة العزيزة دون أن نستذكر مؤسس الاتحاد وباني الامارات الحديثة، صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه، وبلا شك ففرحتنا واحدة بهذا اليوم المجيد، ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وشعباً، متمنياً لها مزيداً من التقدم والازدهار. صورة سيلفي تجمع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والسفير السعودي لدى الإمارات شارع الملك عبدالله في أبوظبي تلألأ باللون الأخضر بعد اعتماد اسمه الجديد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية
