د. المزروع: لا نقص في أدوية المستشفيات والمخزون يغطي حاجة السوق لمدة سنة

إنشاء 129 مستودعاً طبياً و«الدليل الإلكتروني» يقضي على الهدر ومشكلة الصلاحية

كشف "د. صلاح بن فهد المزروع" -وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية- عن اعتماد الوزارة خطة استراتيجية لتطوير المنشآت الصحية الحالية، وإنشاء عدد من المشروعات التي أقرتها الوزارة، ويشمل ذلك المستودعات الطبية ووسائل الإمداد المختلفة، حيث يجري إنشاء 129 مشروعاً لمستودعات طبية تتوفر بها كافة المعايير العالمية والوطنية المفترضة.
وقال في حديث ل"الرياض" إن دليل أدوية الوزارة الذي تم إطلاقه مؤخراً وما صاحبه من استخدام تقنية الإنترنت أحدث نقلة نوعية في مجال توفير الأدوية، حيث سيساعد في تقليل الهدر ومراقبة الأدوية والمخزون، ومن ثم التقليل من المواد القريبة الانتهاء، إلى جانب مراقبة الزيادة والتقصي في الدواء، وهذا سينعكس على التخطيط الجيد للأدوية واللوازم الطبية بالمستقبل.
وأضاف أن الأدوية في الوزارة تغطي حاجة السوق لمدة سنة كاملة، نافياً أي نقص للأدوية بالمستشفيات، مطالباً وسائل الإعلام تحري الدقة، مشيراً إلى أن تسعيرة الأدوية من مهمات هيئة الغذاء والدواء، والوزارة مهمتها التوفير بجودة عالية، مؤكداً استبعاد الشركات غير الملتزمة باتفاقياتها مع الوزارة وعدم التعاقد معها مستقبلاً، وفيما يلي نص الحوار:
المنشآت الصحية
* يرى مراقبون للقطاع الصحي أن المستودعات والتموين الطبي لا زالت تمثّل آخر اهتمامات الوزارة.. ما تعليقكم؟
- أعتقد أن هذا الرأي غير موفق، حيث اعتمدت وزارة الصحة خطة استراتيجية لتطوير المنشآت الصحية الحالية وإنشاء عدد من المشروعات التي أقرتها وزارة الصحة، ويشمل ذلك المستودعات الطبية ووسائل الإمداد المختلفة. وتحرص الوزارة على تطبيق كافة المعايير العالمية والوطنية المفترضة، وذلك ليس على مستوى المستودعات الطبية فحسب، بل على مستوى الأقسام مثل أقسام السجلات الطبية وغرف العناية المركزة وغيرها من الأقسام.
وأحب هنا أن أؤكد اهتمام معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بتطبيق أعلى معايير الجودة في العمل والدقة في التوقيت والمواعيد؛ فلذلك سيتم استبعاد الشركات غير الملتزمة بالإتفاقيات، وعدم تعاقد وزارة الصحة معها مستقبلاً.
129 مستودعاً طبياً
* المواطن يريد خدمات وقائية وعلاجية متطورة وفي متناول يده تكفيه معاناة السفر للعلاج خارج منطقته أو خارج البلاد.. ماذا قدمت وكالتكم لتحقيق هذه التطلعات؟
- إن وزارة الصحة تسعى جاهدةً لتحقيق توجيهات ورؤية ولاة الأمر تحت شعار (المريض أولاً)، ومن هذا المنطلق حرصت الوكالة المساعدة للإمداد والشؤون الهندسية على مراجعة البنية التحتية للتموين الطبي، والتي على إثرها شرعت في استحداث 129 مستودعاً طبياً جديداً في مختلف مناطق المملكة. وجار العمل حالياً على تنفيذ هذه المستودعات الطبية والتي تخدم المستشفيات والمناطق الطرفية التي تتوزع على جميع أنحاء المملكة.
تخزين الأدوية
* كثر الحديث مؤخراً عن فساد الأدوية قبل وصولها المرافق الطبية أو داخلها.. فهل يعود ذلك لعدم توفر المواصفات بالمستودعات الطبية؟.
- أود من خلال هذا المنبر أن اطمئن الجميع أنه تم تشييد هذه المستودعات بأعلى المواصفات الفنية وعلى أعلى المواصفات التي وضعتها هيئة الغذاء والدواء؛ لكي تتماشى مع كمية الأدوية الجديدة التي تمت إضافتها لدليل الأدوية الجديد.
كما تم إدخال التدقيق الالكتروني والتكييف والتبريد والرافعات الشوكية لهذه المستودعات، وتزويدها وربطها بالحاسب الآلي لمراقبة المخزون بتلك التقنية؛ مما سيساعد في تقليل الهدر ومراقبة الأدوية والمخزون، حيث تساهم هذه التقنية وتساعد في التقليل من المواد القريبة الانتهاء ومراقبة الزيادة والتقصي في الدواء، وهذا سينعكس على التخطيط الجيد للأدوية واللوازم الطبية بالمستقبل.
ولا مجال للخوف، فقد تم تجديد مستودعات الأدوية منذ فترة قريبة، وإطلاق مشروع بناء 129 مستودعاً في مناطق المملكة، لتحاكي أشهر مستودعات الأدوية في العالم، وهي مجهزة ومزودة وفق أحدث التقنيات والأنظمة، وسيفتتح وزير الصحة قريباً المرحلة الأولى، والتي تشمل 29 مستودعاً، موزعة على ثماني مناطق في المملكة ب124 مليون ريال.
دليل الأدوية
*..وماذا عن دليل الأدوية الذي أطلقته الوزارة مؤخراً؟
- شهدت وكالة الوزارة للإمداد والشؤون الهندسية نقلة نوعية للعمل المقدم فيها، وانعكس ذلك على التنوع في توفير الأدوية التي تأتي كإحدى ثمار دليل أدوية الوزارة الذي تم إطلاقه مؤخراً.
وقد تم منح مديري الإمداد الطبي المزيد من الصلاحيات لتتماشى مع حوسبة العمل فيها وإدخال التدقيق الالكتروني وتزويدهم وربطهم بالحاسب الآلي لمراقبة المخزون بتلك التقنية؛ مما سيساعد في تقليل الهدر ومراقبة الأدوية والمخزون، حيث تساهم هذه التقنية في التقليل من المواد القريبة الانتهاء ومراقبة الزيادة والتقصي في الدواء وهذا سينعكس على التخطيط الجيد للأدوية واللوازم الطبية بالمستقبل.
معايير الجودة
* الجودة الشاملة مصطلح يتداوله كثير من المسؤولين، لكنه لا يزال دون المستوى.. ما تعليقكم؟
- الجودة الشاملة بالفعل هي طموح أي مسؤول، ولكن تتفاوت درجات التطبيق، أما ما يخصنا فقد عقدنا خلال الأشهر الماضية دورة (إدارة الجودة الشاملة في التموين الطبي) حضرها مساعدو مديري العموم للشؤون الصحية للإمداد الطبي بالمناطق والمحافظات في المملكة، وهدفت إلى الرقي بمستوى الخدمات التموينية الطبية، وتعقد هذه الدورة بالتنسيق مع الإدارة العامة للتدريب والابتعاث من اجل رفع مهارات القيادات التموينية الصحية، وذلك تمشياً مع توجهات وزارة الصحة في العمل على تطوير وتدريب جميع منسوبيها، وليكن شعار المرحلة المقبلة نحو تقديم خدمات تموينية طبية أفضل وقد تم اعتماد الدورة لدى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بمعدل تسع ساعات تدريب مستمر.
* دائما ما تحضر المجاملات عند قصور بعض الموظفين أو المقاولين.. ما رأيكم؟
- تسعى الوزارة دوماً بتوجيهات معالي وزير الصحة إلى رفع الأداء وتقديم خدمة صحية مميزة للمرضى والمراجعين لمختلف المستشفيات بمناطق المملكة، حيث تتم زيارات لجميع المشروعات بمناطق المملكة للوقوف على سير العمل بها والإطلاع على اعمالها عن قرب، وتقديم الدعم لها، مؤكداً على أن رضى المريض هو هدف وغاية الوزارة.
وتأتي هذه الزيارات الميدانية للمشروعات استكمالاً للدعم الذي يقدمه معالي وزير الصحة، وتأكيده على أهمية متابعة هذه المشروعات وتكثيف الجولات عليها؛ لأنه ليس هناك مجاملة على حساب المريض وحساب وزارة الصحة.
نقص الأدوية!
* هل تتفق معي أن نقص الأدوية بالمستشفيات معضلة مزمنة تؤرق الوزارة ومسؤوليها؟
- لا أتفق معك أبداً في وجود نقص في الأدوية، والدليل الذي صدر مؤخراً سيوضح للمواطنين جميع الأدوية التي سجلت في الوزارة، والتي يستطيع أي صيدلي أو طبيب الرجوع لها عند السؤال عن أي دواء.
وأنا عبر (الرياض) أطمئن الجميع، بأن هذه القضية تمثّل محور اهتمام رئيس لدى الوزارة، وأؤكد أنه لا يوجد نقص في الأدوية، كما أن الفترة الماضية شهدت إضافة كمية كبيرة من الأدوية الجديدة، وحذف بعض الأدوية القديمة". وأرجو من وسائل الإعلام والمواطنين تحري الدقة عند القول بأن الدواء غير موجود؛ لأن جميع الأدوية متوفرة في مستودعات وزارة الصحة، ولكن ما يحدث أحيانا هو سوء اتصال بين مدير الصيدلية ومدير المستودع، وهذا عيب في الآلية، بينما الواقع يؤكد أن الأدوية في الوزارة تغطي حاجة السوق لمدة سنة كاملة. وفيما يتعلق بأهمية دليل الأدوية، ومدى الفائدة منه، نؤكد أن الدليل صدر، وتحديثه أمر أساسي لصالح المرضى؛ لأنه سيمكن أي ممارس صحي من أطباء أو صيادلة أن يعرف ما هي الأدوية المتوفرة بالوزارة.
وقد تمت مراجعة هذا الدليل من قبل أكثر من لجنة من إدارات الوزارة المختلفة، وذلك بناء على الحاجة، والمقترحات، والتوصيات التي تقدم بها الممارسون الصحيون.
وتغطي هذه الأدوية جميع الأمراض، وأنه من خلال الأدوية الموجودة التي تمت إضافتها، يستطيع الممارس الصحي أن يغطي علاج جميع الأمراض، بما في ذلك التي قد تكون فيها حاجة لأدوية جديدة، ويمكن له أن يستخدمها بعد مراجعتها، والتأكد من أنها مسجلة وموجودة، وقد لا يكون لها البديل المناسب في بعض الأحيان، وفي حال ظهر نقص دواء، أو طلب دواء مهم لا يتضمنه دستور الأدوية، يتم طلبه فورا من الموردين لتوفيره وفسحه من المطار.
مخزون استراتيجي
* هل لدى الوزارة مخزون استراتيجي يمكن الرجوع إليه عند الحاجة؟
- نعم.. لدى وزارة الصحة مخزون يكفي لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر في 12 مستودعاً موزعاً على مناطق المملكة، إضافة إلى المستودعات الموجودة في المستشفيات، التي تحتوي على مخزون كافٍ لشهرين، يتجدد تلقائياً مراعاة لتواريخ الانتهاء، وتقليل الهدر.
ويشمل المخزون الاستراتيجي، للأدوية الإسعافية، وأمراض القلب والسكر، وغيرها من المضادات الحيوية، وكل ما يتعلق بضمادات الجروح، أما عن كمية الأدوية التي يتضمنها المخزون الاستراتيجي، فإنها كميات غير معلنة -على حد تعبيره- إلاّ إنها تمثّل ما نسبته 20% من الخطة في حال الطوارئ.
أسعار الدواء
* أسعار الدواء لا تزال بعيدة عن متناول المرضى وذويهم.. لماذا؟
- تسعيرة الأدوية، من مهمات هيئة الغذاء والدواء، وهي المسؤولة أيضاً عن تسجيل الأدوية بما فيها الأسعار، وأن الوزارة مهمتها توفير الدواء في الوقت المناسب وبالجودة العالية.
د.المزروع متحدثاً للزميل محمد الحيدر «عدسة- حاتم عمر»
تقنين صرف الدواء في الصيدليات الحكومية يقلل من نسبة الهدر
مخزون الأدوية في الأسواق كافٍ لمدة سنة