تأملت في حياة الناجحين فوجدتهم يتمتعون بقوة الإرادة، وهي قوة ثابتة مقسمة على كل مراحل العمل والعمر، بحيث يعرف الناجح متى يسير ومتى يستريح.. أي: ليست حماسة عابرة (نار خوص) تلتهب بسرعة وتنطفئ بسرعة. عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه هاجر إلى المدينة لا يملك شيئاً، وقال: دلوني على السوق.. وكانت سمعته في التجارة عطرة، فاشترى إبلاً بالجملة على التصريف ثم باعها بالمفرد وسدد ولم يكسب سوى (عقل الإبل، أربطتها، فكون بها نواة رأس المال وواصل المسير حتى صار من أغنى الرجال مع ما يقوم به من صدقات وتجهيز المجاهدين والمشاركة في الجهاد. أكبر عائق أمام النجاح هو (ضعف الإرادة وخورها) لا العوائق المادية أو الجسدية، هيلين كيلر كانت صماء عمياء بكماء ومع ذلك نالت ثلاث شهادات دكتوراه، وحاضرت في أعرق الجامعات، وقالت: (لقد عشت حياتي واستمعتُ بها..) وسليمان العليان كان مراسلاً في أرامكو، وبدأ صالح الراجحي حياته حمالاً، وسالم بن محفوظ كان أمياً، وصالح كامل كان بائع نيلا وعبدالرحمن الجريسي يتيم بدأ حياته العملية صبياً بدريهمات، وعبدالمجيد شومان كان فقيراً جداً فهاجر إلى أمريكا وباع الصحف متجولاً، ثم عاد إلى بلاده (فلسطين) فأسس بنكاً من أكبر البنوك العربية. النجاح إرادة بعد توفيق الله عز وجل.