انتقد الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد عارف الأستاذ بكلية علوم الأغذية والزراعة جامعة الملك سعود " التعامل الراهن مع زراعة الاشجار، متسائلاً: هل هي مطلب، أم ترف؟ مطالباً ببرنامج وطني وخطة تنفيذية لإعادة إعمار مناطق الغابات، والمتنزهات البرية، ويرى ان نجاح أي برنامج في مجال التشجير يتجلى في خلق علاقة وطيدة بين السكان المحليين، والمناطق المستزرعة. وقال الدكتور عارف ل"الرياض": إن مهمتنا اليوم جميعا هي زراعة الأشجار، والمحافظة على أشجار الغابات وإعادة دورها الكبير من جديد وهذا يتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في عمليات الزراعة والعناية بها والمحافظة عليها وحمايتها من الاحتطاب والحرائق وإبعاد المصانع والمباني السكنية من اقتحامها وهذا ما يتطلب البحث عن الأراضي الكافية لاستزراع أشجار الغابات وجمع الأموال اللازمة وحشد طاقات المواطنين، والمؤسسات المختلفة والمعنية لإنجاح هذا العمل واستغلال أسبوع الشجرة بالشكل الذي يكون له نتائج إيجابية تحقق بعض من الدور البيئي للأشجار، لأن الأمر أخطر مما نتصور خاصة بعد فشل مساعي العديد من المؤتمرات والاتفاقيات الدولية، والتي بحثت في تغير المناخ العالمي ". وأضاف "منذ مئات من السنين عاش البشر بانسجام تام مع بيئتهم المحيطة، إلا أن النمو السريع في التعداد السكاني خلال العقود الأخيرة، واحتياجاتهم وتطلعاتهم المتزايدة أدى إلى تزايد استغلال الغابات، وبشكل جائر أدى إلى انحسارها إن لم يكن زوالها كلياً في بعض المناطق من العالم، مسبباً بذلك مشكلات بيئية خطيرة انعكست سلباً على حياة البشرية أكملها". واضاف: الشواهد توحي أن معدل إزالة أشجار الغابات يتسارع، وسوف تزداد كميات الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت، وهذا ما يسبب مشاكل صحية خطيرة للإنسان والبيئة، وكافة أشكال الحياة، وسوف تتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وما ينتج عنها من قلة الأمطار، وتراجع الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية في مناطق وزيادة الفيضانات في مناطق أخرى". ويرى أن الدكتور عارف: حتى تتم وتتحقق الحماية المطلوبة لأشجار الغابات، وحتى تتحقق لأجيال اليوم والغد متطلباتهم الأساسية، فقد جاءت المفاهيم الجديدة التي تدعو إلى مشاركة المواطن المتفهم في إدارة وتنمية أشجار الغابات، وحمايتها، حيث إن نجاح أي مشروع اقتصادي، أو بيئي يعتمد بشكل أساسي على دعم السكان المحليين". ويرى الدكتور عارف أن مشاركة السكان المحليين في إدارة الغابات ستؤمن بشكل تلقائي حمايتها من الأخطار التي تهددها من الحرائق، والقطع الجائر، والرعي الجائر وجرف تربتها، وفتح الطرق بداخلها للتنزه. لكي تضمن المشاركة من السكان المحليين يجب أن تقنع في إدارة الغابات، وحمايتها، والتي ستساهم في تحسن مستوى حياتهم البيئية، وكذلك الاستفادة من بعض منتتجاته". ووفق الدكتور عارف: تشير التجارب في كثير من الدول بدعم السكان المحليين في مجال التشجير، وحماية أشجار الغابات من خلال دعم هذه المجتمعات جميعها، وتحفيزها مادياً وإرشادها، وتوعيتها وتثقيفها فنياً وبيئياً، ولاشك إن نجاح أي برنامج في مجال التشجير يتجلى في خلق علاقة وطيدة بين السكان المحليين، والمناطق المستزرعة ومناطق الغابات، بحيث يكون كل منهما حريصاً كل الحرص على الآخر فأشجار الغابات تؤمن مستلزمات الحياة كافتها، والمتطلبات الأساسية لسكانها مثل (حطب الو قيد، الثمار، الرعي، تربية النحل، مواد طبية وعطرية. بينما ساكن الغابة يقدم الحماية لهذه للمناطق المستزرعة والغابات بالشكل الذي يضمن استمراريتها وديمومتها.