ليست نجد وحدها التي تتعامل مع التقاويم بأسماء فصول السنة. فقد عُرف عن الأميركيين أن حديثهم يُكرر مفردة "الخريف" Fall. وعندنا أراد رجل من ابنه المقيم في الرياض أن يجدد حجزه مع مستشفى مرجعي في الرياض قال لابنه: شف لي موعد بعد طلوع البرد.. !!! قال الابن - لنفسه -: المشكلة ان جهاز المواعيد الحاسوبي لا يعرف متى طلوع البرد. وكانت ابنتي صغيرة عندما سألتها: دخلتْ العقرب؟ وما كان منها إلا أن نظرت إلى مدخل الغرفة، وبكل براءة قالت: لا يِبهْ.. وكنتُ أقصد العقرب الفصل الذي يلي الشتاء. وقصدي من ذلك المداعبة. ولم أعثر بعد على أحد يُحيط بأسماء الفصول والطالع والنجوم، مع أنها كانت تقويم أهل الحرث والرعي والسقيا. وكان الآباء لا يُصدقون إلا بالقول المبني على الفصول. ومن الملاحظ أن الشام والعراق يستعملون كلمة(شهر شباط) وهو اسم رومي يلي أربعينية الشتاء، وبارد. وهو الذي يمر بنا حالياً، وأيضا هو الذي نعيش برده الآن. كذلك شهر"كانون" في الأشهر الشرقية. شباط هو الشهر الثاني(2) من شهور السنة الميلادية حسب الأسماء السريانية المستعملة في المشرق. يقابله في التسمية الغربية شهر فبراير أو فيفري. وأمثلة كثيرة عن الفصول لا في الجزيرة العربية بل وجدناها في تراث بلدان عربية أخري وأشعارها، وإن قلّت أو انعدمت في أحاديث الشعوب الأخرى. الفصول السنوية هي تقسيم للسنة اعتماداً على المناخ، وتنقسم السنة إلى أربعة فصول في أغلب مناطق العالم وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء، وفي المناطق الاستوائية يوجد فصلان فقط هما الممطر والفصل الجاف. ارتبط شباط بالتراث والحكايات الشعبية والأمثال. من الأمثال الشهيرة المتداولة حول شباط: شباط شبطنا وربطنا وروايح الصيف أجتنا. شباط ما عليه رباط. شباط لبّاط روائح الصيف فيه. لا تغرك صحوة كانون ولا غيمة شباط. غيمة شباط ولا صحوة كانون.