كان عامة الناس قديماً يظنون أن النباتات الطبيعية لا تنفع إلا إذا استفادوا منها بشكل مباشر بواسطة الرعي والاحتطاب وجني البذور والثمار المأكولة. وهناك نباتات لا تقربها الإبل والأغنام ولا يستفاد منها مباشرة، ويطلق عليها أصحاب الماشية وصف (العياف)، لأن حيواناتهم تعافها، ومعظمها من تلك التي تسمى في مصادر التراث العربي الأغلاث التي تندرج حديثاً تحت ما يعرف بالنباتات السّامّة (الطبية)، وكان العارفون من الأجداد يستخرجون من أجزائها أدوية لعلاج بعض الحالات والأمراض، ومن هذه النباتات الخروع والعشرق والعشر وغيرها. يضرب المثل الشعبي (الدواء في أخس الشجر) للسخرية بالتافه حينما تضطر - لسبب ما - إلى اللجوء إليه. ويقال في الأمثال الشعبية أيضا (دواء الشجرة من عرقها)، ويختلف معنى كلمة دواء عن المعنى في المثل السابق، ففي ( عامية ) بعض مناطق نجد يقصد بكلمة ( دوا ) الحل الناجع أو التخلص من الشيء أو ضده، بحسب سياق الكلام. فالمعنى هنا أن القضاء على الشجرة الضارة والتخلص منها يتأتى بإتلاف عروقها لأنها الأصل الذي تنمو عليه وتحيا به. يضرب هذا المثل للحسم عند مواجهة الأذى والتطفل والشر واجتثاث مصادرها. فائدة لغوية: أخس كلمة عامية فصيحة تعني أتفه، فالخَسِيس والخُساس والمَخْسُوس: التّافِه. الصورة: شجرة نبتت على حافة وادي وجرفت السيول جانبا فانكشفت عروقها. واللقطة الأخرى لغطاء كثيف من النباتات السّامّة ( الأغلاث، العياف ) بمنطقة تجمع المياه جنوبي الرياض.