من المعروف ان حياة البادية تعتمد على الحل والترحال للبحث عن الازدهار الربيعي أينما يذكر لذا يسود حياة البادية تغيرات اجتماعية تحدثها قطرات المطر وجريان الشعاب على تلك الصحراء التي تعد جزءا هاما في تشكيل شخصية ابن الجزيرة العربية منذ القدم ومع هذه التغيرات والتنقل يتعرف ابن الصحراء على أماكن ومجتمعات جديدة لذا يعد التنقل خبرة في حياته وقد اهتم بمعرفة مسميات المعالم والموارد والأودية والطرق الصحراوية ومن هناء أصبحت جزءا من ثقافته التي يفتخر بها والتي تقع تحت مسمى (المعرفة) وقد أدخل الشعراء عناصر الصحراء كجزء هام يمثل حاليا إحداثيات المكان وقد وردت مسميات عديدة للأماكن تحدد مكان الوجد ومعاناة الفراق وغيرها يقول الشاعر حشان المقاطي: بادي رجم العناء مابداه الا الحزين بين خشم المردمة والينوفي ورغبا لقد كان مسمى عنصر المكان شريكا في المعاناة وكأن الشاعر يجعله مستمعا لحديثة وشكوى معاناته. لذا يجد المتلقي للقصيدة عندما يمتلك المعرفة في مسميات الأماكن والمواقع رفيقا للشاعر في موقع معاناته أو في طريق رحيله او رحيل من يحبهم: تل قلبي صاحبي مع فريق راحلين نحروا قد ايسر النير يبغون شعبا وعندما يذكر الشاعر الاماكن ضمن وصف معاناته فهو يبين معرفته بمسميات المعالم ويوضح للمتلقي مكان الحدث ويعطي بعدا للقصيدة كأفق المكان الذي يعيش فيه.