رفض الناطق الرسمي باسم حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل ربط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحوار الوطني بإجراء الانتخابات قائلاً إن ذلك يقوض مساعي المصالحة. وقال في تصريحات صحافية "إن الانتخابات هي جزء من عملية إعادة ترتيب الأوراق في السلطة الفلسطينية وإدارتها في ظل الاحتلال". وأكد على أن إجراء الانتخابات "ليس وصفة لحل شامل ووحدة شاملة في الرؤى والبرامج". وأضاف "آن الأوان أن يتم النظر إلى الاتفاق الذي تم رزمة واحدة والبعد عن الانتقائية" في إشارة إلى الاتفاق الموقع في العاصمة المصرية مطلع مايو/ أيار لعام 2011. وحول إمكانية أن تشهد الساحة الفلسطينية حراكاً قريباً في المصالحة، قال البردويل: "هذا الأمر منوط بالرئيس عباس شخصياً". وفسّر ذلك بالإشارة إلى أن عباس إذا كان يريد مصالحة فمن السهل أن يدعو لعقد لقاء لمنظمة التحرير للبدء في إعادة وضع الصياغة الجديدة للمنظمة وتشكيل قيادة موحدة لها تتولى مهمة وضع برنامج وطني جديد لمواجهة الاحتلال. وأردف "القضية الفلسطينية بحاجة إلى حوار معمق، وبحاجة لإعادة صياغة المؤسسة الفلسطينية الراعية وهي منظمة التحرير ووضع برنامج استراتيجي لحل القضية لتحرير الأرض وعودة اللاجئين". وفي سياقٍ متصل، قال إن "حماس جاهزة من رئيس مكتبها السياسي إلى أصغر عضو فيها لإتمام المصالحة والتوحيد الحقيقي وترتيب أوضاع السلطة ومنظمة التحرير والبرنامج الموحد لتحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين". وفي موضوع آخر، جدَّد البردويل رفض حركته لعودة السلطة للمفاوضات مع (إسرائيل). وقال "لا للعودة مطلقاً للمفاوضات لا بشروط أو غير شروط لأن المفاوضات قائمة على أساس غير صحيح وهو الاعتراف ب80% من أرض فلسطين ل(إسرائيل)، فيما يتم التفاوض على 20%". واعتبر ذلك "مصيبة أن يتم التفاوض على جزء من فلسطين ويعترف للعدو مسبقاً بكامل فلسطين". ورأى أن "فلسفة المفاوضات غير صحيحة ومدمرة للقضية الفلسطينية ومُضيِّعة للحقوق والتعاطف العربي والإسلامي ومرفوضة أيضاً". وتشترط السلطة الفلسطينية وقف كافة أعمال التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية لاستئناف مفاوضات التسوية المتعثرة منذ ما يزيد على عام. واعتبر البردويل أن تنازل السلطة عن هذا الشرط واستئناف المفاوضات "المصيبة الأكبر". وبشأن تهديدات وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، باحتلال قطاع غزة براً من جديد في حال استئناف إطلاق الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية، قال: "ليست هذه المرة الأولى التي نتلقى فيها تهديدات. المقاومة هي التي أخرجت الاحتلال من غزة، ووفق حساباتهم (الإسرائيليين) وجدوا أن ثمن الاحتلال غالٍ جداً في قطاع غزة لذلك انسحبوا".