,العلاقة بين الوسيلة الإعلامية الناضجة والمنشأة الحكومية الفاعلة علاقة إيجابية تهدف أولاً وأخيراً لمصلحة الوطن دون تشنج في الطرح الإعلامي من قبل الوسيلة ودون تجاهل أو تعالٍ من الجهة الحكومية وهو ما تثبته دوماً صحيفة الرياض في تعاطيها الإعلامي سواء من خلال الأداء الصحفي لمحرريها أو من خلال كتابها أيضاً، وهو أيضاً ما شدني كثيراً في تعاطي المؤسسة العامة لصوامع الغلال بعد نشر هذه الزاوية بتاريخ 2 أكتوبر 2012م موضوعاً تحدثت من خلاله عن البناء الإستراتيجي المستقبلي للصوامع وفق سياسات المملكة المتعلقة بالقطاعات التي ترتبط بمجال عمل وأهداف مؤسستنا الوطنية المتميزة. والذي شدني كثيراً - وهو " فعل" يحتاج بحق للثناء - أن تواصل معي في صباح يوم نشر المقالة معالي مدير عام المؤسسة المهندس وليد الخريجي ليس شاجباً أو مستنكراً الطرح لكنه مشيداً بالطرح وموضحاً للحقائق وقد كان مليئاً بالمواطنة والتأكيد على أهمية تعاضد جهود كافة منشآت ومواطني هذا البلد العزيز لخدمته ثم شرح لي آليات عمل الصوامع وأسهب في إيضاح خططها الإستراتيجية ثم اتبع ذلك اتصال كريم من قبل مساعده المهندس أحمد بن عبدالعزيز الفارس المتحدث الرسمي للمؤسسة الذي أسهب بالشرح والإيضاح أيضاً لخطط الصوامع واستراتيجياتها حيث أشار إلى أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وفي ظل السياسة الزراعية الجديدة للمملكة واعتمادها مستقبلاً على استيراد كامل احتياجاتها من القمح بدأت في إنشاء مشاريع لصوامع الغلال في معظم موانئ المملكة حيث تم البدء في توسعة صوامع تخزين القمح بميناءي جدة الإسلامي والملك عبدالعزيز بالدمام بسعات إضافية تقدر ب(140)ألف طن لكل منهما لتصبح السعات المتاحة بالميناءين(260)ألف طن في ميناء جدة الإسلامي و (200) ألف طن في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، إضافة إلى البدء في تنفيذ مشروع متكامل بميناء جازان يضم صوامع لتخزين القمح بسعة (120) ألف طن ومطحنه لإنتاج الدقيق بطاقة إنتاجية (600) طن قمح/ يوم وأنه يجري العمل حالياً على طرح مشروع بميناء ينبع التجاري يضم صوامع لتخزين القمح بسعة (120) ألف طن، وكذلك التفاوض مع ميناء مدينة الملك عبدالعزيز الاقتصادية برابغ لتنفيذ مشروع لصوامع الغلال بسعة تخزينية (120) ألف طن .. بالإضافة إلى أنه جارٍ التنسيق مع وزارة المالية لاعتماد مشروعين جديدين لصوامع الغلال في ميناء الجبيل وميناء ضباء تضم صوامع تخزينية بسعة (120) ألف طن لكل منهما، مما يتضح معه أن صوامع المؤسسة سوف تكون قائمة بكافة موانئ المملكة المتاح بها استقبال الحبوب. وفيما يتعلق بمشروع المؤسسة في محافظة الجموم بمنطقة مكةالمكرمة الذي أبديت في مقالتي الاستغراب من تنفيذه بعيداً عن الموانئ أشارت المؤسسة إلى أن هذا المشروع يمثل بعداً إستراتيجياً للمؤسسة حيث إن منطقة مكةالمكرمة لها وضعها الخاص والمتمثل في كثافة أعداد زوار بيت الله الحرام لغرضي العمرة والحج وحيث إنه لا يتوفر بميناء جدة الإسلامي مساحات كافية يمكن استثمارها في إنشاء مشروع متكامل لتخزين القمح وإنتاج مادة الدقيق فقد رأت المؤسسة وبمباركة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة (حفظه الله) إنشاء هذا المشروع والذي لا يبعد كثيراً عن ميناء جدة الإسلامي مما سيساعد المؤسسة على تأمين احتياجات المنطقة كاملة من مادة الدقيق دون الحاجة إلى نقل الدقيق المكيس من فروع المؤسسة الأخرى والتي تصل حالياً إلى أكثر من (5) ملايين كيس سنوياً لتغطية حاجة المنطقة خصوصاً خلال موسمي الحج والعمرة. كما أن رؤية المؤسسة الإستراتيجية لا تعتمد على صوامع تخزين القمح فقط وإنما على حاجة المناطق ذات الكثافة السكانية إلى مطاحن لإنتاج مادة الدقيق وهو ما يتوفر حالياً في معظم مشاريع المؤسسة القائمة والتي تم إنشاؤها في السابق لهذا الغرض ( إضافة إلى قربها من مناطق زراعة القمح ) كما يعد نقل القمح السائب من موانئ المملكة إلى المناطق الداخلية خياراً مناسباً وأفضل من نقل الدقيق كون أن الدقيق مادة حساسة ويصعب نقلها بكميات كبيرة لتغطية حاجة الاستهلاك في كافة مناطق المملكة كما أنه لايمكن الاحتفاظ بالمخزون الاستراتيجي من القمح بصوامع المؤسسة بالموانئ لعدم توفر المساحات اللازمة لذلك وأشاروا إلى أن المؤسسة تحتفظ بمخزون إستراتيجي من القمح يكفي لحاجة الاستهلاك لمدة ستة أشهر وتعمل على زيادته لتغطية حاجة الاستهلاك لمدة عام كامل بعد استكمال مشاريعها التوسعية. فتفاعل المؤسسة السريع والواضح أيضاً، وتقبُّل الملاحظة من الوسائل الإعلامية، يشير بوضوح إلى عمق المواطنة ورقي الفكر واستراتيجية التفكير. فشكراً لصوامع الغلال وشكرا للوطن. وكل عام وأنتم بخير.