إن المتأمل في حالة مدارسنا وجامعتنا يجد أنها مختطفة من مسارها التربوي وأن الحبل السري بين المدرسة والمجتمع مقطوع ونحن نرى أن المدرسة في العالم هي المؤسسة الأولى في مضمون المؤسسات المجتمع المدني ومدارسنا وجامعاتنا مع الأسف لا تتجاوز مؤسسة تلقين وتعليب للعقول وإنني أطالب بدور أكبر للمدرسة مما هي عليه الآن، مدرسة تسابق الزمن بإنتاج بشري طيب لنحصل من مشروعنا التعليمي لبناء الوطن والمواطن بمواصفات تتناسب مع قادم الزمن الذي نعيشه وليس بمواصفات زمن إلا أمس وإننا نريد مدرسة تأسس في الطالب قيم العمل وقيم الخلق وقيم المواطنة وقيم العدالة مدرسة تضع الوحدة الوطنية مدرسة تستوعب المتغيرات ولا يخترقها الرافضون للوحدة الوطنية والرافضون دائماً لكل جديد، مدرسة توازن بين مسار التعليم والتربية تؤمن أن الغد صناعة متطورة وان ما كان بالأمس قد انتهى وغداً قوة وصلابة نتكئ عليها ونقف على الصلابة تمجيداً للحاضر تارة حتى لا نستسلم ونسلم تعليمنا وطلابنا للكسل والخمول بل تكون صناعة المواطن هدفاً معلناً بقوة لا تنكسر أمام أي اختراق.. هذا ومما تدمع العين ويتفطر منه الفؤاد ويحترق منه القلب من كثرة المتخرجين من المدارس والجامعات ملايين الطلبة والطالبات السعوديين ولا يستطيع بعضهم تركيب لمبة كهربائية في بيته أو تركيب ماسورة صنبور الماء إذا أراد عمل شيء، من هذا ذهب يبحث عن السباكين الأجانب المقيمين لتصليح لمبة أو تركيب ماسورة وإنما الذي اكتسبه مهنة لعب الكرة في الحي أو التفحيط أو الجلوس على ظهور السيارات ولا أرصفة في الشوارع هذا إذا لم يجد وظيفة في مكتب ليبقى على كرسي دوار وماصة يتشخص ويصلح العقال طوال وقت الدوام هذا إذا حضر عند الساعة العاشرة صباحاً، ثم يغادر المكتب عند الساعة الواحدة بعد الظهر هذه ثمرة بعض خريجي جامعاتنا السعوديين وإنني محتار ويدور في ذهني سؤال أين خريجو المعاهد المهنية منذ أول دورات تلك المعاهد عام 1384 إلى هذا التاريخ رغم تقدم المعاهد المهنية وكثرتها وتطورها وأيضاً من المؤسف أن بعض خريجي الجامعات والمدرسين في الجامعات نفسها إذا التقيت مع أحدهم مقابلات صحفية أو اذاعية عن موضوع اجتماعي وديني وإذا أراد أن يورد دليلاً من القرآن الكريم على حديثه فلا يستطيع يأتي بالآية على حسب ما هي مكتوبة في المصحف الكريم. كما سمعت من أحدهم يتحدث عبر احدى وسائل الإعلام عن موضوع النميمة وأتى بالآية الكريمة من سورة الحجرات يا أيها الناس إن جاءكم فاسق بنبأ فتدينوا بدلاً ما هي فتبينوا ولم يكمل الآية أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. وأحد المذيعين في اذاعة ما وردت له رسالة عبر الفاكس من أحد الجامعيين يتحدث فيها أن الإنسان في خسارة والكمال لوجه الله فأورد آية من سورة العصر وقال: والعصر إن الإنسان لا شيء خسر بدلاً ما هي إن الإنسان في خسر وكان من الواجب على المذيع ان يتأمل في الآية الصحيحة وذكرها كما هي مكتوبة في المصحف الكريم قبل أن يذيعها على الهواء أمام الناس ولكن مع الأسف إن الحافظين للقرآن الكريم وتجويده قليلون.. هذا وأضيف ان الغيرة في المواطن على وطنه وبلده معدومة جداً عن البعض فيهم حيث يرمون القمامة والوساخات على أرصفة الشوارع والميادين ولا يتمعر وجهه مما يحصل من إساءة في حق بلده هذا ما أحببت ايضاحه أرجو من صحيفتنا العزيزة الكريمة إنزاله على عمود الصفحة. * الإدارة الدينية للشؤون الدينية بالقوات المسلحة وزارة الدفاع