أكثر سؤال يتردد ويصل لي سواء باتصال أو هنا بالصحيفة أو من خلال صفحتي بتويتر، سؤال لا ينقطع أو يتوقف، وهو يتزامن مع ارتفاع التداولات بسوق الأسهم السعودي، الذي يشهد نشاطا وتميزا في الأداء خلال المرحلة الحالية ومنذ ما يقارب الشهرين، فارتفع المؤشر العام لمستويات تفوق حتى الأمس 6800 نقطة من خلال ارتفاع أسهم الشركات القيادية والنشاط المضاربي المرتفع بالسوق حتى الآن. أعود للسؤال هل تنصح بدخول السوق ؟ والإجابة المباشرة هي، هل توجد الفرصة ؟ أيا كان واقع المؤشر العام للسوق، وسيكون أكثر إغراء في حال أنه منخفض ويملك محفزات الصعود سواء من خلال اقتصاد قوي ومتماسك ويحقق النمو، او من خلال الشركة والإدارة والقطاع وغيرها من التفصيلات، الفرص في الأسواق المالية لا تنتهي أو تتوقف بحكم أنها قطاعات تتباين في الأداء فيجب أن تكون الرؤية والحكم نابعين من حركة المؤشر العام. قد يحدث نشاط عال سواء كان خطرا أو غير خطر والمؤشر يتراجع أو ثابت، والعكس صحيح حين يرتفع المؤشر فقد تتراجع أسهم المضاربة والأكثر نشاطا هي التي تعتمد على استراتيجيات وأهداف يتم وضعها. يجب النظر للسوق على أساس أنه لا توجد وصفة سحرية له، بل هناك اشتراطات وضوابط يجب أن تطبق وتوضع ويلتزم بها، فهل أنت مستثمر؟ والى أي مدى من الزمن؟ هل أنت مضارب ؟ هل تملك القدرة على المضاربة من خلال علم ومعرفة ودراية ؟ وأي المخاطر التي أنت مستعد لتحملها؟ هل تمارس العمل بسوق المال بأموالك الحرة التي لا تحتاجها الآن، أم من خلال قروض وتحاول تعظيم ربحك من خلال عائد أكبر في السوق؟. لا يجب أن يتجه للمضاربات من يعتمد على دخل محدود "كراتب " أو نحوه، أو يحاول الاقتراض ويرهن دخله المحدود، فالمخاطر هنا تصبح عالية جدا ولا يجب الرهان بهذه الطريقة، ولا يجب ان يضيع الجشع والطمع والرغبة في الربح والثراء كل ما تملك من رأسمال، فمن المهم معرفة أن الأسواق ليست سهلة ولا ميسرة، وإلا أصبح الجميع أثرياء بلا عناء وتعب، سوق الأسهم تحتاج إلى علم وخبرة وصبر ومقارنة وتحليل وقراءة واستراتيجيات وكم هائل من المتغيرات التي يمكن تطبيقها في أسواق المال، وأن يكون هناك متابعة للأحداث السياسية والاقتصادية سواء محليا أو خارجيا، فلا يجب أن نتوقع أن فتح محفظة بشركة استثمار كاف لتحقيق الربح. المستثمر هو الرابح في النهاية والمضاربة مهمة لأنها وسيلة جذب المال للأسواق، لكن يجب على المستثمر أن يختار الصحيح في الوقت المناسب وبالسعر المناسب مع قراءة كل المتغيرات ويراهن على الزمن لا غيره ويتابع بلا توقف، كما يجب تعلم المضاربة وإتقانها سواء بدراسة أو خبرة وممارسة، فلا تسبح في الأسواق وأنت لا تجيد السباحة.