** أحياناً تكتب عن «أشياء» تظن أن وقت الحديث عنها قد «فات» مع ذلك.. يظل هاجس الكتابة عنها.. يحركك فتستجيب. وأثناء «حلوة حكاية اثناء» الكتابة.. تكتشف.. ان وقت «تناولها» مناسب جداً.. لأسباب تشرحها وتبررها لنفسك. مع كوب كبير من قهوة «ستاربكس» الخالي من كل شيء إلا منك ومرسمتك وممحاتك وال«بلاك كوفي». أما سبب يقينك من أن «الموعد» لم يفت بعد فيعود لقدرتك على تحويل حدث حياتي قديم إلى قصة جديدة.. أو حدث اجتماعي «فارط» إلى موقف مستعاد في قصة. وفي «ستاربكس» لا تحركك سوى موسيقى داخلية.. لنقل ايقاع ما.. وليكن ايقاع دفوف و«طبول».. لأن «الطبل» بعمق «دمته» التي تكاد تكون بلا صدى من شدة وقع صداها.. يقودك لربط أشياء كثيرة ببعضها.. فتجد ملامح هوية افريقية في «الطبل» الجازاني.. وملامح هندية في «الطبل» الحضرمي وملامح سواحلية في «الطبل» الإماراتي العماني.. وعند سماع «أمنم» كايقاع أو حتى «توباك» فلا حاجة بك لسماع «قصي» وهو يغني مع «أمرشا» والمغربي الآخر «جريني».. كل شيء في ايقاعك الداخلي الذي تحركه طبول لا تدري كيف وصلت إليك وأنت الوحيد في «ستاربكس» الذي يتصنع الثقافة ويجلس كأنه يفكر ويكتب بينما كل «الزبائن» عابرين لا وقت لديهم للجلوس واصطناع التفكير ومحاولة البحث في أحداث قديمة عن قصص جديدة. تستعيد خليل حاوي وتقول معه: - طرقات الأرض مهما تتناءا عند بابي ينتهي كل طريق وبكوخي يستريح التوأمان وقبل أن تكمل ما قاله حاوي تتوقف عند «بابي» ليخرج بك من المود الشعري وينقلك للسينما عبر فيلم «بابيلون» لدستن هوفمن وستيف ماكوين. وتقفز عبارته الشهيرة بعد أن يحكم عليه بالسجن المؤبد.. وتسمعه يسأل القاضي بسخرية! - سيدي القاضي.. كم يدوم الحكم المؤبد في فرنسا..!! وترى الفراشة المرسومة على صدره تطير وتحلق بك.. ولا تحط على أية «وردة» في حديقة الصور المعلقة على حائط ستاربكس لكنها تحط على زهرة في حقل «برسيم» رأيته ذات يوم في حقل صغير داخل «بستان» قصر نجمة قبل أن يتحول إلى ملعب لكرة السلة.