عندما تشاهد برنامج «التاسعة إلا ربع» أحد أكثر برامج اليوتيوب شعبية في السعودية سيدهشك مكان التصوير ومعدات الاستديو البسيطة، ففي مبنى مكون من دورين يسكن غالبية شققه طلاب وعزاب، تقبع شقة صغيرة مكونة من صالة وغرفة أخرى بجانبها لا يتجاوز محيطها 4*3 أعدها فريق الموقع موقعاً للتصوير. يجتمع طاقم (التاسعة إلا ربع) في صالة الشقة التي حولت إلى (ورشة سيناريو) بشكل دوري لاختيار مواد الحلقة الجديدة التي ترتبط غالباً بما ينشر في الصحف، يقول طارق الحسيني أحد مؤسسي البرنامج الذي بدأ موسمه الأول بالتعاون مع شركة باب وشبكة أبونواف : (لازلت أتذكر عندما بدأنا الموسم الأول كيف كانت مهمة تحرير الحلقة فالعمل لا ينتهي خلال يوم واحد فقط بل تقتضي العملية متابعة مايطرح في الصحف لأيام واختيار أبرز الأخبار التي تتماشى مع أسلوب البرنامج ثم نقلص عددها في الاجتماعات المتواصلة حتى نصل إلى العدد المطلوب) الزائر لاستديو البرنامج أو بمعنى أدق (شقة البرنامج الصغيرة) فهو بالكاد سيجد مكاناً يمكنه الوقوف فيه، فطاولة الاجتماعات أخذت الجزء الأكبر من الصالة وأوراق السيناريو والاختيارات التي يتفق عليها فريق العمل تلصق بلافتات كبيرة وتعلق في جميع أرجاء الصالة، يضيف الحسيني( هذا الأسلوب يجعل جلسات العصف الذهني ونسبة التركيز أكثر، فكل مايدور هنا هو التاسعة إلا ربع ولاشيء غيره). في الغرفة الوحيدة المجاورة يتواجد حازم الجريان مخرج العمل وأحد الذين يتمتعون بقدرة كبيرة على اختيارات التعليقات الساخرة في البرنامج(في الموسم الأول كنا نستأجر استديو مخصصاً للتصوير وكانت كلفته لليوم الواحد تتجاوز 4000 ريال، لكن في الموسم الثاني قررنا أن نحيل هذه الغرفة الصغيرة إلى استديو من خلال الخلفية المناسبة وتجهيز الإضاءة .. جهود ذاتية وبسيطة لكنها كانت الحل للعودة). الممثل نواف المهنا وأحد أعضاء فريق العمل الذين يعملون خلف (الكاميرا) يسخر من المشاوير التي قام بها لمحلات الإنارة في مدينة الرياض ومن ثم قيامه بتركيبها على أعمدة لتظهر الغرفة وكأنها استديو احترافي ولا يلمس المشاهد أي فارق ... يقول نواف(الإشكالية هي أننا نصور الحلقة لمدة 4 ساعات تقريباً ولك أن تتخيل أننا نصور بدون تكييف في أجواء الرياض الحارة وفي أجواء معدات الإنارة التي تزيد من لهيب الغرفة .. مكافأتنا حين ننتهي من تصوير جزء من الحلقة أن ننتقل إلى الصالة الباردة لدقائق ثم نعود) محمد بازيد مقدم البرنامج ورغم الضغوط الصعبة إلا أنه يبقى محافظاً على ابتسامته وهدوئه .. يقول محمد(بكل تأكيد لا يمكن أن نوحي للمشاهد صعوبة التجهيزات، فالأهم لدينا أن نقدم العمل بطريقة مميزة ومعدة بأسلوب مثالي ونصل للمعادلة المثالية في إنتاج برنامج يستغرق الكثير من التجهيز والإعداد حتى يظهر لمدة عشر دقائق على اليوتيوب .. فريق العمل أكثر من رائع ويؤدي أدوار محترفة كفيلة بأن يكون المنتج بهذا التميز) يفتخر فريق عمل (التاسعة إلا ربع) الذي يكمل موسمه الثاني بالتعاون مع شبكة أبو نواف الإلكترونية بأنهم من أوائل الذين قدموا برامج مخصصة للنشر عبر اليوتيوب قبل نحو عامين وتحظى قناتهم على اليوتوب (s7ch) بنحو خمسة ملايين مشاهدة، ويحاولون ورغم صعوبات الإنتاج أن يقدموا وجبة إعلامية مميزة كل أسبوعين .