أرسل إليك هذه الرسالة التي كتبتها بدمع ألمي وحزني نعم رسالة عتاب ولكن أي عتاب..أبعث إليك بتلك الكلمات التي سطرتها يدي بعدما سهرت الليالي فزعة من المناظر الحزينة التي رأتها عيني لضحايا الانفجارات الإرهابية فهممت على كتابتها لعلك تعدل عن سلوكك لهذا الطريق المظلم الذي لا يؤدي إلا لجهنم وبئس المصير فإني مشففة عليك منها، كيف غاب عن ناظريك وقلبك تلك الآية التي في كتابه جل وعلا «ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق» فلا نعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولامن أصحابه الكرام ولامن التابعين لهم بإحسان من السلف الصالح، من يدعوا إلى هذه الأفكار أو يأمر بها، وما علمناها إلامن أفكار الخوارج الذين ظهروا في عهد على رضي الله عنه من خروجهم على ولاة الأمر وقتلهم لأهل الذمة المعاهدين وقولهم لاحكم إلا لله «ولكل قوم وارث» فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينشأ نشء يقرؤون القرآن لايجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قطع» وقال ابن عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلما خرج قرن قطع، أكثر من عشرين مره، حتى يخرج في عراضهم الدجال» رواه ابن ماجه. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في أصحاب تفجير العليا والخبر: «الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا منهج خبيث، منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين». ولما سئل الشيخ الفوزان عمن يجيزون قتل رجال الأمن وخاصة رجال المباحث ويعتمدون على فتاوى منسوبة لأحد طلاب العلم ويحكمون على رجال الأمن بالردة، أجاب حفظه الله: (هذا مذهب خوارج فالخوارج قتلوا على ابن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر وعثمان فالذي قتل على بن أبي طالب رضي الله عنه ألايقتل رجال الأمن، هذا هو مذهب الخوارج والذ ي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم). ولما سئل مفتي الديار السعودية عبدالعزيز ابن باز رحمه الله وغفرله: عمن لايرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد السعودية أجاب رحمه الله بقوله: (هذا دين الخوارج والمعتزلة، الخروج على ولاة الأمر وعدم السمع والطاعة لهم إذا وجدت المعصية، ولايجوز لأحد أن يشق العصا أو الخروج عن بيعة ولاة الأمر أو يدعوا إلى ذلك لأن هذا من أعظم المنكرات ومن أعظم أسباب الفتنه والشحناء، والذي يدعوا إلى ذلك- هذا هو دين الخوارج- يستحق أن يقتل؛ لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا والواجب الحذر من هذا الغاية الحذر، والواجب على ولاة الأمر إذا عرفوا من يدعوا إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لاتقع فتنة بين المسلمين). ولما قيل للشيخ صالح الفوزان: هل في هذا الزمان من يحمل فكر خوارج؟ أجاب أعزه الله ورفع قدره فقال: (ياسبحان الله، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج، وهو تكفير المسلمين، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم، وهذا مذهب الخوارج، وهو يتكون من ثلاثة أشياء: أولاً: تكفير المسلمين. ثانياً: الخروج على طاعة ولي الأمر. ثالثاً: استباحة دماء المسلمين، هذه من مذهب الخوارج حتى ولو أعتقد بقلبه ولاتكلم ولاعمل شيئاً، صار خارجاً في عقيدته ورأيه الذي ما أصفح عنه). فإني سائلتك بعد كل ماسبق ذكره من آيات وأقوال للعلماء، أما هزت مشاعرك لمنظر تلك المرأة التي فقدت منزلها وولدها وزوجها ولم يبقى لها أحد في هذه الدنيا؟؟، أما هزتك أم فقدت رضيعها وفلذة كبدها وأب فقد عائلته، إنها والله لصور محزنة مؤثرة وإنها والله لتدمي منها القلوب وتذرف الدمع منها العيون، وفوق ذلك أحزنت قلب والديك اللذين ربياك على التوحيد والسنة وعلماك شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وسهرا عليك، أم كانت لك كالعاملة التي لم تقصر والمرضعة التي لم تمل، حرمت نفسها لتسعدك حملت بك تسعة أشهر وكانت تحس بالآلام وشاهدت الموت ألف مرة، وعندما حان موعد ولادتك اختلط دموعك بدوموع فرحها، حتى رأتك شابأ ناضجاً فهيهات هيهات، أحزنت قلبها وجعلت دمو عها فوق وجنتيها، وأب مكلوم لايعرف لك طريق لقد أمضى شبابه كي يوفر لك المستقبل والحياة الهانئة لقد كان يعمل الليل والنهار ليوفر لك حاجياتك ويهيئ لك المستقبل والحياة الهانئة فأين أنت من هذا كله، فإن طاعة الوالدين من طاعة الله. فإني مشفقة عليك من الوقوع في ضيق وحسرة إن أصبت دماً حراماً كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم «لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراماً» الحديث. لقد استحليت النفس التي حرم الله قتلها وروعت الآمنين وعبثت بأمن هذا البلد، أي فكر تحملون؟؟!! أي فكر؟؟!! وعن أي شعارات تدافعون؟؟ فاستيقظ من غفلتك وانظر من حولك ماذا فعلت ياعبدالله لقد فتح الله باب التوبة فهلا وجلت «إن للتوبة باب عرض مابين مصراعية مابين المشرق والمغرب» حديث.. وفي رواية «عرض مسيرة سبعين عاماً لايغلق حتى تطلع الشمس من مغربها» الحديث. والله لايتخلى عن عبده إذا جاء مقبلاً عليه تائباً إليه فهلا تبت إلى الله وقرعت بابه وتركت عنك وساوس الشيطان وطريق الضلالة.. إني لكتبت هذه الرسالة من محبة تخاف عليك من يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم فهلا تداركت ما بقي من عمرك وتبت إلى الله من هذا الطريق واتبعت سنة محمد رسول الله، «وأبدل السيئة بالحسنة تمحها فإن التائب من الذنب كمن لاذنب له كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم»، ولن يعز الإسلام والمسلمين إلا بالطريق الذي سار عليه السلف الصالح والخلفاء الراشدين ولاتنس قدوتنا ومرشدنا محمد بن عبدالله صلى اله عليه وسلم، وأن ماحدث من عدوان وقتل وتفجيروترويع للآمنين صاحب بدعة، وكل ذلك لايحقق خيرآ للبلاد ولا للأمة الإسلامية فهل ترضى أخي في الله أن يتشمت بنا أعداء الله أما كنا ومازلنا إن شاء الله خير أمة تضرب بالمثل في الأمن والاستقرار، فارجع أخي المسلم لصوابك فنحن بحاجتك لحماية وحفظ هذا البلد وحفظ دماء المسلمين وعهودهم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة». أسأل الله العلي العظيم أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يحقق النصر على الأعداء وأن يحفظ للمسلمين صفاء العقيدة وحسن الاستقامة وجميل التعاون لقوله جل وعلا «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» والأخذ بأسباب القوة والعزيمة.