أصيب خمسة أشخاص على الأقل في اشتباكات بين متظاهرين يطالبون برحيل النظام اليمني وأنصار المؤتمر الشعبي الحاكم بالقرب من بوابة جامعة صنعاء والتي تحولت الى مقر لاعتصام منذ يومين لآلاف الشباب اليمني المطالب بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وتجمع المئات من انصار المؤتمر الحاكم بالقرب من اعتصام المعارضين وبدأوا يتحرشون بهم من خلال رشقهم بزجاجات المياه والحجارة مما دفع بأنصار المعارضة إلى الرد برشق الحجارة وعندها انسحبت قوات الأمن التي كانت تفصل بين الطرفين. وقام المتظاهرون بإضرام النيران في سيارة تتبع أنصار الحزب الحاكم وشوهدت وهي تحترق وألسنة اللهب والدخان تملأ سماء المكان. وشوهد المتظاهرون وهم يقومون بإخراج سلاح من السيارة المحترقة وسمع دوي انفجارات متتالية تصدر من داخل السيارة المحترقة. واندلعت الاشتباكات بعد قيام المعتصمين المناوئين لحكم صالح باعتقال اثنين مسلحين يتبعان أنصاره أرادوا الدخول إلى ساحة الاعتصام. وتوافد المئات منذ الصباح الباكر إلى ما أصبحت تعرف بساحة التغيير أمام الجامعة للمطالبة برحيل النظام. وهتف المحتجون "الشعب يريد إسقاط النظام". ويسيطر الآلاف من المعارضين لنظام صالح على اعتصامهم المفتوح منذ يومين امام بوابة جامعة صنعاء. وبدا الاعتصام اكثر تنظيما ، حيث تم توزيع الأدوار بين الشباب المتظاهر ، وتم تشكيل عدد من اللجان ، منها اللجان الطبية والإعلامية ولجان تلقي التبرعات. وفي تعز واصل الآلاف اعتصامهم المفتوح في ساحة الحرية منذ 12 يوما للمطالبة برحيل النظام. وقالت مصادر محلية ان عشرات الآلاف يتدفقون على الساحة كل مساء ليهتفوا برحيل النظام. وبدا اعتصام تعز حيث ترتفع نسبة التعليم والثقافة أكثر تنظيما منذ الأيام الأولى ويشارك فيه مئات النساء. ونصب المتظاهرون شاشتين كبيرتين لعرض القنوات التلفزيونية. كما خرج أمس عشرات الآلاف في كل من عدن والبيضاء وإب والضالع والحديدة. وفي محافظة الضالع فرقت قوات الأمن أمس بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع اعتصاما سلميا لنقابة المعلمين، أسفر عن جرح اربعة معلمين واعتقال أكثر من عشرة آخرين. وقالت مصادر محلية ان عشرات من الجنود هاجموا اعتصاماً سلمياً لمعلمي محافظة الضالع أمام مبنى المحافظة للمطالبة بمستحقاتهم ورفع الأجور ، في إطار اعتصامات سلمية تنفذها النقابة في عموم محافظات الجمهورية. واضافت ان قوات الأمن استخدمت الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المعتصمين. وكان مجلس الدفاع الوطني عقد اجتماعا مساء الاثنين برئاسة الرئيس صالح وحذر المجلس وفقا لوكالة سبأ الرسمية " من اندساس بعض العناصر التخريبية التى لها ثأر مع الوطن وثورته ووحدته والمصالح العليا للشعب اليمني خاصة وأن تلك العناصر تسعى وبخبثها المعروف الى محاولة تمرير مخططاتها عبر تلك الاعمال غير المشروعة واستغلالها للمناخ الديمقراطي السلمي من أجل إشعال أتون الفتنة والصراع والعنف ومحاولة الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية والتى ستبقى مصانة في ظل يقظة ابناء شعبنا ومؤسساته الدستورية". الى ذلك أعلن احد شيوخ القبائل علي زين بن شنظور اليافعي مبادرة لاخراج اليمن من ازمته الحالية وتضمنت "إعلان الرئيس لمرحلة انتقالية للحوار والحل الشامل وحل البرلمان واللجنة العليا للانتخابات وتشكيل مجلس رئاسي انتقالي ومجلس شورى جديد وحكومة وحدة وطنية ومجلس قضاء مستقل , وإعادة بناء القوات المسلحة يمنع فيها تولي أقرباء من مركز القرار, وإعلان صلح بين القبائل اليمنية لمدة سنة , وتحريم استخدام القوة واللجوء إلى العنف من قبل الجميع". وقال اليافعي في مبادرته التي استعرضها في منتدى الاحمر الاثنين إن الجميع مقتنعون أن التغيير السياسي بات مطلبا شعبيا تجنبا للوصول إلى الانهيار المفاجئ بسبب أخطاء النظام ومؤسساته القائمة. وحذر من "صراع مجهول بين قوى نفوذ" في حال بقيت الأخطاء من النظام قائمة لتصل في نهايتها إلى حرب أهلية". وقال إن الثورة الشعبية السلمية التي بدأت ترتسم معالمها في اليمن ليست من 11 فبراير 2011 بل منذ أن خرج الضباط المتقاعدون في جنوب اليمن في اعتصامات سلمية مطلع 2007.