يترقب السعوديون مواجهة منتخب بلادهم اليوم أمام نظيره السوري في أولى مبارياته في المجموعة الثانية لكأس أمم آسيا التي تستضيفها قطر وسط قلق شديد من المصير المجهول الذي ينتظره في ظل عدم الاستقرار الفني والعناصري الذي غلف استعداداته خلال فترة إعداده للبطولة. المهلل: وضع (الأخضر) مقلق لكن الأمل في اللاعبين كبير وفي وقت يراقب فيه أنصار (الأخضر) المنتخب السوري الذي وإن بدا سهلاً عطفاً على الفوارق الفنية والعناصرية بين المنتخبين، فضلا عن البون الشاسع على مستوى تاريخهما إلا أن ذلك لا يجعلهم مطمئنين على النتيجة؛ إذ إنهم في الوقت نفسه يراقبون مدرب منتخبهم البرتغالي جوسيه بيسيرو خوفاً من استمراره في بعثرة أوراق المنتخب الذي لم يعرف معه الاستقرار منذ أن تسلم مهمة قيادته في فبراير 2009 حينما عين في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم في جنوب أفريقيا خلفاً للسعودي ناصر الجوهر. وزاد قلق السعوديين أكثر خلال المباريات الثلاث الودية التي خاضها المنتخب في الدمام وواجه خلالها منتخبات العراق والبحرين وأنغولا، ليس للنتيجة التي آلت لها حيث خسر من العراق بهدف نظيف، وفاز على البحرين بذات النتيجة، قبل أن يتعادل مع الأخير سلبياً؛ ولكن لحالة الشتات التي كان عليها، لاسيما على صعيد التشكيلة، وكذلك المستوى الفني العام، إذ ظل بيسيرو يغير في العناصر سواء قبل المباراة أو أثنائها إلى حد انه لم يستقر على تشكيلة مثالية حتى في المباراة الأخيرة أمام أنغولا التي أجرى فيها ستة تغييرات ما زاد من طرح علامات الاستفهام حول الأسباب التي تدفع المدرب البرتغالي لذلك. وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأمل في العودة لانتزاع اللقب والقبض على (الكأس الفضية) من جديد بعد غياب في ثلاث بطولات ماضية، لا يفارق كثير من السعوديين، إذ يرون منتخبهم قادراً على تخطي الصعاب كما فعل في مناسبات سابقة. ويعترف ناصر المنصور وهو أحد اللاعبين الأساسيين الذي قادوا المنتخب السعودي للفوز بأول كأس آسيوية في سنغافورة العام 1984 أن (الأخضر) غير مستقر فنياً "بسبب التعامل الغريب لبيسيرو وعدم ثباته على تشكيلة" وقال: "القلق يساورنا جميعاً، فليس هناك شيء يبعث على الاطمئنان، غير أن من يعرف (الأخضر) جيداً يدرك بأنه يهوى اقتحام الصعاب، ولذلك فلا أستبعد أن يتفوق على نفسه في البطولة ليقدم لنا الوجه الحقيقي له، شريطة أن يظهر وجهه الحقيقي في مواجهته الأولى أمام سوريا". المنصور: منتخبنا عودنا على صعود المنصات من أصعب الطرق ويشاطره في ذلك فهد المهلل وهو أحد اللاعبين الذين توجوا مع المنتخب السعودي بالكأس في الإمارات العام 1996 إذ يرى أن المباريات الودية التي خاضها المنتخب زادت القلق بدلاً من أن تبدده، مشيراً إلى أن بيسيرو زاد الوضع تعقيداً قبل خوض البطولة. وتابع: "رغم كل ذلك لا يفترض أن يدب اليأس في نفوسنا، فليست المرة الأولى التي يخوض فيها المنتخب استحقاقات صعبة وهو غير مستقر فنياً، ورغم ذلك ظل رقماً صعباً، وإن تراجع حضوره في السنوات الأخيرة. ويشدد المهلل على أن مواجهة سوريا هي المحطة الأهم "باعتبارها البداية التي من شأنها أن تزيل القلق النفسي، ولن يكون ذلك إلا من خلال الفوز ولا شيء غيره". ويبلغ القلق أكثر عند جماهير المنتخب التي بدت ساخطة على بيسيرو تحديداً، وهو ما أظهرته استطلاعات الرأي التي أجرتها بعض المواقع والمنتديات، إذ صبت معظمها في قناة التشاؤم، بيد أن رهان الجماهير ظل حاضراً على قائد المنتخب ياسر القحطاني وزملائه اللاعبين. ويؤكد على هذه الحقيقة المشجع محمد النصر "طالب جامعي" وهو الذي لا يخفي توقعاته بأن لا يذهب منتخب بلاده أبعد من الدور ربع النهائي، قبل أن يستدرك قائلاً: "إذا كان ثمة أمل للذهاب أبعد من ذلك فعلى اللاعبين، أما بيسيرو فلا أعتقد ان لديه جديداً يفاجئنا به".