خيبة وحسرة بالشارع الرياضي السعودي لضياع الحلم

خيبة أمل وحسرة كبيرة وإحباط تسيطر على الشارع الرياضي السعودي بعد الخروج المبكر للمنتخب السعودي» الأخضر» من بطولة آسيا 2011 لكرة القدم المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة إذ فقدت الجماهير السعودية الثقة في الجيل الحالي في إمكان تحقيق طموحاتها ،وتعالت نبرة النقد اللاذعة للاعبين بتحميلهم مسؤولية الإخفاق خصوصا بعد تكراره في أكثر من مناسبة خلال الفترة الأخيرة مثلت صدمات كبرى خصوصا أن الجماهير السعودية عاشت خلال السنوات الأخيرة إنجازت كبرى أبرزها بلوغ كأس العالم 4 مرات على التوالي منذ 1994 وحتى 2006 قبل أن تنحدر النتائج بالإخفاق في بلوغ مونديال 2010 ثم خسارة لقب كأس الخليج وأخيرا الخروج «الصادم» من الدور الأول لأمم آسيا بالدوحة . وخسر المنتخب السعودي بطل آسيا 3 مرات صفر-1 أمام الأردن في الجولة الثانية ليقبع في مؤخرة ترتيب المجموعة الثانية بعد السقوط بشكل مفاجىء 1- 2 أمام سوريا في الجولة الأولى.وهي المرة الثانية التي يخرج فيها المنتخب السعودي الأخضر» من دور المجموعات في البطولة القارية وكانت الأولى في نسخة 2004 .
من لقاء الأخضر والأردن
وتتحسر الجماهير السعودية على إنجازات منتخبها صاحب الصولات والجولات في ملاعب القارة " الصفراء "إذ بزغت الكرة السعودية على الصعيد القاري منذ عام 1984 وحقق المنتخب السعودي كأس أمم آسيا بالفوز على الصين في أول ظهور قاري له ثم احتفظ باللقب بعد 4 سنوات على حساب كوريا الجنوبية بركلات الترجيح.وبلغ " الأخضر" النهائي عام 1992 قبل الخسارة أمام اليابان ثم عاد لتفوز باللقب للمرة الثالثة في 1996 على الامارات في المباراة النهائية , وخسر المنتخب السعودي مجددا في المباراة النهائية أمام اليابان عام 2000 ثم ودع المنافسات من دور المجموعات للمرة الأولى عام 2004 في الصين وتأهل لنهائي بطولة 2007 ثم خسر أمام العراق .
4 أسباب أدت للخروج المبكر من الآسيويةودفع المنتخب السعودي ثمن تخبط المدير الفني المقال جوزيه بيسيرو الذي لم يثبت على تشكيلة ثابتة خلال المرحلة السابقة، وفضل خوض دورة الخليج الأخيرة باليمن بتشكيلة من العناصر الشابة ثم خاض بطولة آسيا بتشكيلة أخرى، وهو ما دفع عدد من اللاعبين لتعليق الإخفاق على "شماعة" المدير الفني بصفته المسؤول الأول عن الهزائم، فقال المهاجم نايف هزازي :" إعداد المنتخب لم يكن بالطريقة التي تساعدنا للمنافسة في كأس آسيا، وأعتقد بأن عدم الثبات على التشكيلة منذ فترة طويلة كان سبباً مباشراً في الظهور بمستوى باهت".
ولم يستطع المدير الفني الوطني ناصر الجوهر الذي خلف بيسيرو من علاج بعض المشاكل الفنية التي أحدثت خللا في أداء "الأخضر" أمام سوريا إذ لم يكن أمامه إلا 3 أيام على اللقاء المصيري أمام الأردن , وعلى رغم ذلك قدم المنتخب السعودي أداء افضل وحال التوفيق دون تسجيله أكثر من هدف وهو ما أعرب عنه الجوهر بحسرة بقوله : " كنا الأحق بالفوز لو عرف مهاجمونا استغلال الفرص التي سنحت لهم." وتابع : " كثافة الاردن الدفاعية أعاقتنا وكانت أكثر من الكثافة الدفاعية التي اعتمدوا عليها خلال مباراة اليابان".وأضاف: "على رغم ذلك أتيحت لنا فرص لكننا لم نستطع أن نستغلها خير استغلال".وقال: "لم نوفق في المباراتين لكن أعتقد أن المباراة التي تسلمت زمام الأمور فيها كانت جيدة بالنسبة لي , الأداء كان جيدا لكن هناك فرصا ضاعت وولج مرمانا هدفا بالحظ."وأضاف : "أعتقد أن المنتخب السعودي لم يكن سيئا , لو كان سيئا لكان ولج مرماه أكثر من هدف لكن كان ندا قويا، وفي الشوطين كانت الكرة معنا."واستطرد قائلا : "شكلنا ضغطا رهيبا على الفريق الخصم لكن لم نوفق في تسجيل أهداف."وأشرك الجوهر المهاجم البديل ناصر الشمراني في بداية الشوط الثاني على حساب لاعب الوسط عبده عطيف واقترب لاعب الشباب من التسجيل في الدقيقة 75 لكن القائد ياسر القحطاني بدا ظلا للهداف السابق على رغم أنه استمر في الملعب حتى النهاية.وقال الجوهر : "لا نسعى من أجل النجوم أو نجعل لاعبا داخل الملعب لكن عندما كنا مهزومين صفر-1 وهذه النتيجة تعني أنه يمكن أن نفوز أو نخرج من البطولة ،كنت بحاجة لثلاثة مهاجمين , إنهم أفضل مهاجمين في السعودية وهدافي الدوري المحلي ."ومضى قائلا : "هذه كرة القدم وربما نؤدي بشكل أفضل في المستقبل."
وليد عبدالله
من جهته , أرجع الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد خسارة (الأخضر) في لقائيه اللذين خاضهما في البطولة حتى الآن إلى 4 أسباب , كان أولها المدرب السابق البرتغالي خوسيه بيسيرو، ثم لجنة التطوير التى أوصت ببقائه، والاتحاد السعودى ، وأخيرا اللاعبين. وقال الأمير سطان بن فهد في تصريح أدلى به بعد خسارة المنتخب السعودى من نظيره الأردنى:"الاتحاد السعودي وافق على قرار اللجنة بالإبقاء على بيسيرو مع أنه كان لدينا خبراء من السعودية وانكلترا وفرنسا ،ورأينا أنه لا يمكن ان يكون هناك عدة آراء خطأ ورأي واحد صواب ولذلك أخذنا برأي الأغلبية، وسنحاول معالجة الأمور بعيداً عن الإنفعال لكي نتلافى الأخطاء التي وقعت فى البطولة ،وسنبحث الحلول بهدوء تام والمسابقات سوف تستمر ولن تنتهي."وأشار إلى أن الجوهر لا يلام كون الهدف جاء من خطأ، وبعده وقبله أضعنا عشرات الفرص، والجوهر لم يتسلم دفة المنتخب سوى من 3 أيام فقط ورأينا أن مستوى المنتخب كان مرتفعاً أكثر من ذي قبل في هذه المباراة".وشدد الأمير سلطان بن فهد على أن لجنة التطوير انتهى مفعولها واختيار المدرب سيكون من قبل الجهات المختصة بالاتحاد السعودي. ومنذ خسارة نهائي كأس آسيا 2007 أمام المنتخب العراقي والمنتخب السعودي يعيش مرحلة عدم توازن على مستوى النتائج حتى أنه أضاع حلم التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي مرتين بالأمتار الأخيرة مرة أمام كوريا الشمالية وأخرى أمام البحرين.
«الجماهير السعودية تتحسر على إنجازات منتخبها صاحب الصولات والجولات في ملاعب القارة «الصفراء»وبعد تجديد الثقة به من الاتحاد السعودي على رغم إخفاقه في تصفيات المونديال بدأ المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو في تنفيذ برنامج إعدادي طويل للبطولة الآسيوية إذ جهز منتخبين خاض بهما المعسكرات والمباريات الودية المختلفة بغية إبقاء البديل جاهزا بأي وقت ،وقد واجه خلال تحضيراته منتخبات كبرى مثل أسبانيا غانا وبلغاريا والغابون وشارك بالمنتخب الرديف بكأس الخليج الأخيرة باليمن وحل ثانيا , ويحسب لبيسيرو أنه اكتشف عددا من العناصر الواعدة أهمها مهند عسيري وابراهيم غانم ومحمد عيد واحمد عباس وراشد الرهيب وعبد العزيز الدوسري والحارس عساف القرني وخالد الغامدي ويحيى الشهري ويوسف السالم .
ضياع فرصة الجيل الحالي
وفوت الجيل الحالي للكرة السعودية بقيادة ياسر القحطاني ورفاقه فرصة إعادة أمجاد منتخبهم إذ سجل "الأخضر" نتائج لافتة أثناء مشاركته في البطولة 7 مرات ففاز بالكأس 3 مرات في أعوام 1984و1988و 1996وجاء وصيفا في أعوام 1992و2000و2007 . وتسيد المنتخب السعودي حقبة كبيرة من بطولة كأس آسيا إذ لم يغب عن المباراة النهائية للبطولة الأهم في القارة (الصفراء) منذ عام 1984 باستثاء بطولة 2004 التي شهدت أسوأ مشاركة للكرة السعودية بالخروج من الدور الأول , ثم عاد وكرر المشاركة السلبية في 2011 .
ويزخر سجل (الأخضر) بالعديد من الإنجازات الدولية أبرزها وصوله لنهائيات كأس العالم 4 مرات متتالية منذ1994 وحتى 2006.وشهدت البطولات الآسيوية بزوغ نجومية عدد من أبرز لاعبي الكرة السعودية على مدار تاريخها ففي بطولة 1984 ولد الجيل الذهبي الممثل في ماجد عبد الله وصالح خليفة ومحيسن الجمعان وشايع النفيسة وعبد الله الدعيع وصالح النعيمة ومحمد عبد الجواد وسلمان النمشان ويوسف عنبر ويوسف خميس والذين قادوا( الأخضر) لأول لقب قاري , وفي بطولة 1988 استمر معظم قوام الفريق وأضيف إليهم صالح المطلق ومحمد سويد وفهد الهريفي وخالد مسعد وحافظوا بجدارة واستحاق على اللقب للمرة الثناية على التوالي . وواصلت الكرة السعودية تفوقها وبلغت نهائي نسخة 1992 ولكنها خسرت اللقب أمام اليابان وشهدت البطولة تألق يوسف الثنيان وخالد مسعد وسعيد العويران وعبدالرحمن الرومي ومحمد الخليوي و صالح الداود وعبدالله الشريدة وسالم سرور وفؤاد أنور وحمزة صالح وفهد المهلل وحمزة أدريس. وعاد ( الأخضر) لصعود منصة التتويج في نسخة 1996 وتوج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه على حساب الإمارات وبرز في تشكيلته محمد الدعيع ومحمد الخليوي وأحمد جميل ومحمد شلية وحسين عبدالغني وخالد التيماوي وسامي الجابر وخميس العويران وإبراهيم ماطر وعبدالله الجمعان وعبدالله سليمان . وكاد المنتخب السعودي قريبا من الكأس االرابعة ولكنه خسر نهائي نسخة 2000 أمام اليابان وبزغت نجومية نواف التمياط وأحمد الدوخي و طارق المولد وصالح الصقري وعمر الغامدي وعبدالله الواكد ومحمد نور و محمد الشلهوب وطلال المشعل ومرزوق العتيبي وعبيد الدوسري. سجل (الأخضر) أسوأ مشاركة في تاريخه بالبطولة في نسخة 2004 عندما ودع من الدور الأول للمرة الأولى وبرز في التشكيلة منصور النجعي ورضا تكر وحمد المنتشري ونايف القاضي وإبراهيم السويد وسعود كريري وصاحب العبدالله وعبداللطيف الغنام وعبده عطيف وياسر القحطاني وعبدالرحمن البيشي ويسري الباشا. ثم استعاد المنتخب السعودي كبريائه في نسخة 2007 وبلغ النهائي قبل أن يخسر اللقب أمام العراق, وبزغت نجومية مالك معاذ وياسر القحطاني وأحمد الموسى وخالد عزيز وتيسير الجاسم وعبد الرحمن القحطاني ووليد عبدربه .