خبر غير سعيد تلقته الجماهير السعودية وتم نشره واذاعته في جميع قنوات الاعلام الآسيوية والخليجية في الأيام الماضية وهو خسارة المملكة تنظيم المباراة النهائية لدوري أبطال أسيا لكرة القدم لصالح اليابان . لعل الجماهير لم تستوعب الامر بشكل جيد وتعلم لماذا تحديدا فازت اليابان بهذا التنظيم على السعودية وايران ، حيث إنهم لم يقدروا قيمة كبيرة وركيزة اساسية لعالم الاحتراف التنظيمي في العالم وهو التسويق مما جعل هذه الخسارة تصيب الجماهير والاندية السعودية بالإحباط . ما تم التركيز عليه هو اننا لدينا الملاعب الجيدة والتنظيم المعقول ولدينا ايضاً جماهيرنا ، وتنظيم حضور وانصراف جماهير الضيوف الى جانب العلاقات العامة للحث والبث التلفزيوني. ولكن عندما يحسب الاتحاد الآسيوي حسبته فكل هذه البنود تأتي كجزء وليس ككل لاختيار دولة لكي تنظم نهائي بطولة كبيرة مثل دوري الأبطال الآسيوي . في نهائي العام الماضي والذي لعب فيه الاتحاد ضد بطل كوريا على الكأس وأقيمت المباراة في اليابان أيضا وحضر المباراة ما يقرب من 30 ألف متفرج على الرغم من عدم وجود فريق ياباني في المباراة وهي نقطة يجب الإشارة إليها وأن نسأل أنفسنا السؤال الهام هل في حالة عدم تأهل فريق سعودي الى المباراة النهائية هل سنستطيع ان نجعل 30 الف سعودي يتوجهون الى الملعب لمشاهدة المباراة ؟ السؤال صعب وإجابته تسويقية بحتة وهي النقطة الأساسية التي تعامل معها الاتحاد الآسيوي في ترجيح كفة اليابان على السعودية وايران فاليابان قدمت للاتحاد الآسيوي كل الضمانات اللازمة من أجل طمأنته على حقوق التسويق والبث والحضور الجماهيري وبالتالي كانت المنافسة محسومة مبكرا لصالح اليابانيين فهم من الآن بدأوا في التعاقد مع شركات كبرى من أجل رعاية المباراة النهائية وهذه الرعاية تشمل التسويق للمباراة وجذب الجماهير اليابانية لحضور اللقاء إلى الملعب إلى جانب ثقافة الجماهير الكروية هناك والتي تقوم على مشاهدة الرياضة بغض النظر عن أسماء المنافسين !! وهذه نقطة تحتاج الى سنوات لكي نغيرها في واقعنا العربي. وحيث إن النقطة الأهم كانت في مجال التسويق وحقوق البث وإنجاح الحدث الأهم آسيوياً بعد كأس الأمم الآسيوية .. فالاتحاد الياباني والشركات الراعية له قدموا كل الضمانات للاتحاد الآسيوي من أجل نجاح النهائي كمباراة نهائي الموسم الماضي. والملف السعودي التي قدمته الاندية السعودية الأربعة عن طريق الاتحاد السعودي لكرة القدم تم التركيز على اننا جاهزون ولدينا ملعب جميل ويسع 70 الف متفرج وسوف ننظم اللقاء بشكل جيد واجزم انهم لم يتطرقوا لأهم نقطة للاتحاد الآسيوي وهو – تسويق اللقاء – وتحقيق العائد المادي المناسب لنا وللاتحاد الآسيوي فبالتالي كان من الطبيعي أن تفوز اليابان في ملفها لاستضافة المباراة . قدمت اليابان تقريراً كاملاً عن مكان المباراة وترتيباتها من الآن وتوقعاتها لنسبة حضور الجماهير والتي تم تقديره ليتخطى العام الماضي وتصل إلى 40 ألف متفرج الى جانب تقديم العائد المادي المتوقع من تسويق المباراة ونسبة الاتحاد الآسيوي من هذا التسويق وكل ما يتعلق بالهدايا التذكارية والقمصان الخاصة بالفريقين المتأهلين للنهائي واستقبال الجماهير من بلدي المتنافسين وكل التفاصيل الصغيرة التي قد لا تأتي على بال أحد في الاتحاد السعودي. ولكن الجزء الأهم في الملف الياباني هو قولهم : اننا سوف نربح مبلغاً من المال يقدر بكذا. وعندما تقال هذه الكلمة للاتحاد الآسيوي فهي تعني أننا بالفعل نريد تنظيماً هذا النهائي لأننا سنحقق لكم منه أرباحاً ونحقق لأنفسنا ايضا ذلك ، وعند هذه الكلمات والضمانات يجب أن يفوز الملف الذي يقول ذلك. ولهذا السبب تحديدا يجب ان نعي الدرس جيدا فليس الهدف من إقامة مباراة نهائية لبطولة كبيرة هو ان تثبت أنك تستطيع تنظيم مباراة .. بالطبع لا .. الهدف الأهم هو أن تثبت أنك تستطيع أن تربح من هذه المباراة وتجعل الاتحاد القاري الذي ينظم هذه المباراة يربح .. وهي أبسط اسس التسويق الرياضي ولهذا اعتقد انه يجب علينا من الآن أن يكون في الرئاسة العامة لرعاية للشباب قسم مؤهل خاص بالتسويق الرياضي يستطيع أن يدخل المنافسات القادمة من أجل ان تنال السعودية تنظيم المباريات العالمية كما فعلت قطر في لقاء البرازيل وانجلترا وايضا العمل على تنظيم البطولات العالمية والقارية على أعلى مستوى تحقق من خلالها الارباح وهذا الأمر لم يعد مجرد طلب ولكنه ضرورة ملحة جداً للكرة السعودية من أجل مواكبة التطور الذي نسعى إليه في المجال الرياضي والتسويقي في السعودية.