تغير مجرى حياة المواطن الفرنسي إيريك موزان رأسا على عقب يوم التاسع من شهر يناير عام 2003. ففي ذلك اليوم اختفت ابنته إيستيل فجأة وهي في طريقها من المدرسة إلى المنزل, كانت آنذاك في التاسعة من عمرها . وظل الرجل يبحث عن إيستيل ولكن كل محاولاته وكل الإجراءات القضائية للعثور عليها باءت بالفشل ، وصدم أكثر من مرة في أعقاب مساع كان يعتقد أنها ستقوده إلى العثور على ابنته حية أو ميتة ، فاتضح أنها أدت إلى طريق مسدودة. وبرغم كل ذلك فإن أمله في العثور عليها يوما ما لايزال قويا عنده . بل إن هذا الأمل هو الذي دفعه إلى السفر إلى الولاياتالمتحدة بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد إيستيل السادس عشر ليلتقي الناشطين في الجمعية الأمريكية التي تعنى بالأطفال المفقودين . وما يميز هذه الجمعية عن مثيلاتها في العالم أن لديها نماذج رياضية تم التوصل إليها عبر الكمبيوتر لرسم صور تقريبية للأطفال المفقودين تأخذ بعين الاعتبار التحول الفزيولوجي الذي يطرأ على وجوههم وتسمح فعلا بالتعرف عليهم بسهولة حتى بعد اختفائهم بسنوات عديدة . وقد نشرت صورتان لإيستيل عبر وسائل الإعلام الفرنسية تمثل إحداهما الطفلة عند اختفائها وهي في سن التاسعة وتقدم الصورة الأخرى تصورا لإيستيل وهي في السادسة عشرة . وثمة اليوم أمل عند والد الفتاة ولدى المحققين بأن تتحرك ضمائر الأشخاص الذين شهدوا واقعة اختفاء إيستيل أو الذين رأوها من خلال صورتها الجديدة وأن يسهموا بالتالي في فك لغز هذا الاختفاء المؤلم الذي يندرج في إطار ظاهرة عالمية تطال كل عام مئات الآلاف من الأطفال.