سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملك عبدالله: المملكة دأبت على التزود بأحدث المستجدات العلمية والتقنية مع الحفاظ على عقيدتها الإسلامية وهويتها الثقافية العربية نيابة عن خادم الحرمين..السويل يفتتح ندوة الحاسب واللغة العربية
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله دشن معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل مساء أمس أعمال الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية التي تنظمها المدينة خلال الفترة من 21- 23 شوال ، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات وسط حضور عدد من المختصين والمهتمين السعوديين والدوليين. وأعرب معالي الدكتور محمد السويل خلال الكلمة الافتتاحية للندوة عن اعتزازه وفخره والعاملين في المدينة بتشريف خادم الحرمين الشريفين رئيس الهيئة العليا للمدينة برعايته حفظه الله للندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية، وتكليفه يحفظه الله معاليه بافتتاح الندوة نيابة عنه، مشيراً إلى ان الجميع قد عرف عن خادم الحرمين الشريفين رعايته للعلم والعلماء وحرصه على اللغة العربية وأهميتها في مجال العلوم كما هي لغة الهدى والقرآن. كلمة خادم الحرمين وقد ألقى معاليه كلمة خادم الحرمين الشريفين في الندوة وجاء فيها: لقد دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على التزود بأحدث المستجدات العلمية والتقنية في كافة المجالات مع الحفاظ على عقيدتها الإسلامية وهويتها الثقافية العربية وهي تعمل على المواءمة بين اللغة العربية والتقنيات المعاصرة ، بما يتيح الحفاظ والتأكيد على هويتها الثقافية وفي ذات الوقت عدم التخلف عن ركب التقدم العلمي وتطبيقاته المختلفة. وقال حفظه الله: إننا ندرك أن اللغة ليست مجرد حاضنة ثقافية لذاكرة الأمم فقط، ولكنها أيضاً يجب ان تطال العلم الحديث مصطلحاً وتداولاً وقراءة وتفكيراً وشيوعاً وانتشاراًَ، وليس أكثر أهمية اليوم من الاستفادة من التقنيات الحاسوبية لخدمة هذا المشروع. وبارك خادم الحرمين الشريفين توجه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واهتمامها ومبادرتها بدعم المحتوى العربي على الانترنت، مشيراً إلى ان هذه المبادرة أتت انطلاقاً من دور المملكة في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية ولدعم توظيف تقنيات الحاسب في دعم اللغة العربية ونشر إنتاجها العلمي والمعرفي بين قطاعات المجتمع العربي. وأضاف حفظه الله: إن المملكة اليوم وهي تنظم الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية، إنما تسعى باهتمام بالغ للرفع من شأن هذه اللغة لتواكب التطور العلمي الذي يشهده العالم وللاستفادة من تطور تقنيات الحاسب الحديثة لدعم انتشارها. ورحب أيده الله في ختام كلمته بضيوف المملكة المشاركين في هذه الندوة من الداخل والخارج راجياً من الله أن يوفق هذا الملتقى ويحقق له التوفيق والنجاح. عقب ذلك قدم أسامة أحمد فياض رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة دي ون جي محاضرة بعنوان " المحتوى العربي على الإنترنت: هل لدينا أمل " ، أوضح خلالها أن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد المتحدثين الأصليين، مشيراً إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت العرب بحسب إحصائية في العام 2009م بلغ 48 مليون نسمة، يشكلون ما نسبته 0.5% من مجموع عدد مستخدمي الانترنت في العالم، كما أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 0.5%. وقدر فياض المحتوى العربي على الانترنت ما بين 100 و200 مليون صفحة، في حين يكشف مجس جوجل 2009م أن حوالي 700 مليون صفحة تحتوي على أحرف عربية مقارنة بحوالي 14 مليار صفحة انجليزية على الإنترنت . وقال أن مستخدمي الموقع الالكتروني دي ون جي يساهمون بمشاركات تعادل 365 كتاباً في السنة، وذلك باعتبار أن 10% فقط من تلك المشاركات تمثل مشاركات ذات قيمة مع عدم احتساب المشاركات متعددة الوسائط ، في حين تكشف الاحصاءات أن مجمل الكتب التي تم تأليفها وطباعتها في سنة 2002 هي 330 كتابا. وأرجع أسامة فياض سبب إقبال الناس على النشر الالكتروني في العالم العربي إلى عدة أسباب تتمثل في وجود قيود أقل على النشر مع السرعة والسهولة وانعدام الكلفة، والوصول إلى شريحة واسعة وعالمية من القراء فضلاً عن الحصول على التقدير، مشيراً إلى أهمية إجراء الرقابة على المحتوى في هذه الحالة. وطمأن فياض خلال محاضرته الحضور بإمكانية ردم الهوة في هذا المجال واللحاق بالركب العالمي خاصة في ظل توفر الأدوات والبنى التحتية، والمهارات والكفاءات، مع قلة الحواجز، وسرعة النمو، وتفاعلية المعرفة، مع وجود الإرادة للإنشاء والنشر ومن ثم الزيادة. وتطرقت المحاضرة إلى بعض إشكاليات وأوجه قصور محركات البحث الحالية، وتأثيرات توفر المحتوى العربي إلكترونياً، ودور المحتوى الإلكتروني وقيمته في السلسلة الإنتاجية، إضافة إلى مقارنة بين النهضة العلمية في عصر الصناعة مقابل النهضة المعلوماتية في عصر المعرفة. كما تم في ختام حفل الافتتاح تكريم الجهات والشركات الراعية للندوة. وستبحث الندوة التي تنطلق جلساتها صباح الغد في واقع صناعة المحتوى العربي على الانترنت، حيث تجمع نحو عشرين متحدثاً دولياً وسعودياً إضافة إلى خبراء في عدد من المنظمات والمراكز البحثية العالمية. جانب من الحضور وتتضمن الندوة عدة محاور تتضمن مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي، صناعة المحتوى العلمي والتعليمي والإعلامي والترفيهي، صناعة المحتوى والحفاظ على الهوية، البنية التحتية لصناعة المحتوى، برمجيات وأدوات صناعة المحتوى، اقتصاديات صناعة المحتوى، وإدارة مشاريع صناعة المحتوى. وتتطرق الندوة إلى عدد من الموضوعات منها المحتوى الإقليمي والعالمي، والمحتوى العربي في المكتبة الرقمية العالمية، وخارطة الطريق نحو صناعة محتوى عربي واقتصاديات المحتوى، إلى جانب استعراض الجهود الدولية والإقليمية في هذا المجال، وتختتم فعاليات الندوة بحلقة نقاش حول مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي يشارك بها نخبة من المختصين، كما سيتم تكريم الفائزين في مسابقة المحتوى المفتوح في نهاية الندوة. وتهدف الندوة إلى التعريف بأحدث التطورات العلمية والتقنية في مجال الحاسب واستخداماته المختلفة باللغة العربية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمتخصصين والباحثين والمهتمين لتبادل الخبرات فيما بينهم، والإسهام في دفع عجلة تطور البحث العلمي، وكذلك توفير إمكانيات التدريب على آخر المستجدات فيما يتعلق بموضوع الندوة.