مستقبل النقل التلفزيوني!

الرياضة والاستثمار

ينتهي بنهاية هذا الموسم عقد النقل التلفزيوني الذي فازت به بجدارة واستحقاق شبكة راديو وتلفزيون العرب "art"، ونتطلع لعقد قادم أكبر وأفضل بعد أن تعلمنا من تجربتين ثريتين، كانت الأولى من نصيب "أوربيت"، ولا ندري لمن تكون الثالثة. ولكنني تعلمت من زيارتي الأخيرة لإنجلترا أن القفزات تتحقق في عوائد النقل إذا تم تقسيم المباريات إلى حزم تتنافس عليها المحطات المختلفة، دون تفضيل لقناة على أخرى حتى لو كانت التلفزيون الرسمي.
فقد كانت BBC تنقل ما تشاء من مباريات في العهد القديم، حتى جاء عصر القنوات الفضائية والكيابل التلفزيونية فانتهى زمن النقل المجاني وأصبح التلفزيون الرسمي يقدم برنامجاً جميلاً يسمى "match of the day" مساء كل سبت وبرنامج "sport night" مساء كل إربعاء يلخص فيه مباريات الأسبوع، بينما تنقل المباريات حية على الهواء مشفرة عبر شبكة سكاي.
وقد بيعت حقوق العقد الأول لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1992م بأكثر من ثلاثمائة مليون جنيه أسترليني لمدة ثلاثة مواسم، وتنامت عائدات النقل مع كل عقد جديد، مع تطوير في آلية العقد، وتوزيع الحزم حتى بلغت قيمة المباراة الواحدة في العقد الأخير إلى 4.8ملايين جنيه أسترليني أي أكثر من خمسة وثلاثين مليون ريال للمباراة الواحدة في الحزمة الأغلى، بينما حبيبنا التلفزيون السعودي بمباركة وزارة المالية لا زال يدفع خمسة وعشرين ألف ريال قيمة المباراة في الدوري السعودي مهما كانت المباراة!!!!!
نحن نريد السير على خطى الإنجليز لتدعيم عوائد النقل التلفزيوني التي تصب في خزائن الأندية ولكننا نواجه عقبة كؤود، تتمثل في تدخل جهات أخرى في أمر يفترض أن يكون من اختصاص الجهات الرياضية فقط. وأخشى ما أخشاه أن استمرار التدخل قد يؤدي إلى كارثة في حال أغضبت تلك التدخلات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لدرجة ربما تعلق فيها عضوية الاتحاد وتحرم المنتخبات والأندية السعودية من المشاركة في البطولات العالمية.
العالم من حولنا يتغير، وهناك "حرس قديم" يريد أن تستمر الأمور على حالها، ودوام الحال من المحال، فلن يبق شيء "على طمام المرحوم" كما يقول المثل، لأن رياح التغيير هبت ولن يستطيع أحد إيقافها، ونصيحتي للمتعنتين عند رأيهم أن يركبوا موجة التغيير قبل أن تغرقهم.
إن عزيزتنا القناة السعودية الرياضية تملك من المداخيل ما يكفي لدخولها المنافسة على حقوق النقل التلفزيوني القادمة، وأتمنى من كل قلبي أن تفوز وتقدم المباريات مجانية للمشاهدين، ولكنني لا أتمنى أن تستمر في نقل ما تشاء من مباريات مقابل خمسة وعشرين ألف ريال للمباراة الواحدة لأنه أمر مخجل في زمن عقود بمئات الملايين.
إن الإنجليز قد قرروا أن هناك عدداً من الأحداث الرياضية يجب أن تنقل على التلفزيون المفتوح، ليس في كرة القدم المحلية منها سوى نهائي كأس إنجلترا، وهنا أتوجه بالسؤال لكم رواد منتدى الكتاب: ما هي المباريات التي ترون أنها لابد أن تبث عبر التلفزيون الرسمي المفتوح؟ مع التأكيد على أن بقية المباريات ستستثمر لمصلحة كرة القدم السعودية.. وعلى دروب الاستثمار نلتقي،،