جلس الجمهور في صمت مطبق داخل قاعة ديترويت سيمفوني، واطفئت الأنوار، ثم صعد المايسترو على خشبة المسرح، والذي كان مجرد روبوت معدني لامع، طوله أربعة اقدام وثلاث بوصات، ليتولى قيادة الفرقة الموسيقية، وقبل الشروع في الاداء حيا إنسان آلي (إنسال) الجمهور ملوحاً بيده وهو يقول "طابت ليلتكم!". وعندما شرعت الفرقة في عزف النغمات الاولى من سيمفونية "الحلم المستحيل"، اخذ الروبوت يومئ برأسه في اتجاهات مختلفة وهو يشير بيده حينا وبكلتا يديه من حين إلى آخر، وجاء اداء الروبوت ممتازاً من الناحية العملية، بالرغم من افتقاره الكامل للاحساس، ولكن الجمهور الامريكي الذي احتشد في قاعة ديترويت للموسيقى لم يكن مهتماً بهذه الناحية، إذ ضجت القاعة بالتصفيق الحار عندما انحنى الروبوت لتحية الجمهور، بعد انتهاء العرض. هذا الروبوت الموسيقي، الذي اطلق عليه اسم أسيمو، من انتاج شركة هوندا، ويعتبر خطوة متقدمة في صناعة الروبوتات، وقال الناطق باسم الشركة انها المرة الاولى التي يقود فيها روبوت فرقة موسيقية حقيقية، وبرمج المهندسون الروبوت ليقلد حركات المايسترو، الا انه لا يستطيع التفاعل مع الموسيقيين، فعلى سبيل المثال فشلت الفرقة في متابعة الروبوت عندما قام بابطاء الايقاع في احدى البروفات، فلو كان القائد إنساناً لسارع بتصحيح الخطأ.